القاص والروائي المصري وجدي الكومي إلى كتابة القصة القصيرة التي يراها أصعب ألوان الكتابة الأدبية ويرى أن جائزة (الملتقى) للقصة القصيرة العربية التي استحدثت في الكويت قبل عامين أحيت هذا اللون الأدبي من جديد وباتت تنافس أكبر جوائز الرواية. وقال الكومي في مقابلة مع رويترز "القصة القصيرة كانت لزمن طويل وحتى وقت ليس ببعيد اللون الأدبي الذي يحبه الناس ويقبل عليه لأنها كانت تنشر في الصحف السيارة ويقرأها الجميع بينما كانت الرواية عملة نادرة". وأضاف "للأسف تم الترويج في السنوات القليلة الماضية للرواية واستُحدثت لها جوائز كبيرة ذات قيمة عالية لدرجة أن الفاعلين في المجال الثقافي سواء الناشرين أو الكتاب أو حتى المسؤولين الرسميين أصبحوا يزدرون هذا اللون من الكتابة". وأصدر الكومي (37 عاما) أربع روايات ومجموعين قصصيتين اختيرت أحدثهما (شوارع السماء) الصادرة عن دار الشروق في القاهرة ضمن القائمة الطويلة لجائزة (الملتقى) للقصة القصيرة العربية يوم الأحد. ويرى القاص والروائي المصري أن جائزة (الملتقى) التي تأسست في الكويت في ديسمبر كانون الأول 2015 استطاعت خلال فترة وجيزة أن تعيد للقصة القصيرة مكانتها واحتلت مكانة بارزة وسط الجوائز الأدبية الأخرى التي سبقتها في المنطقة العربية مثل الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) التي تأسست في أبوظبي في أبريل نيسان 2007. وقال الكومي "الآن جائزة الملتقى تنافس البوكر العربية... استطاعت تحريك المياه الراكدة من حالة عدم الاهتمام التام إلى تسابق محموم من دور النشر على البحث عن مجموعات جديدة لنشرها". وتأسست جائزة (الملتقى) للقصة القصيرة العربية بمبادرة من مؤسسة الملتقى الثقافي لمديرها طالب الرفاعي بالشراكة مع الجامعة الأمريكية في الكويت. وتبلغ قيمتها المالية 20 ألف دولار لتكون بذلك هي الأعلى على المستوى العربي بمجال القصة القصيرة. وفاز بالجائزة في دورتها الأولى الفلسطيني مازن معروف عن مجموعته القصصية (نكات للمسلحين) الصادرة عن دار رياض الرئيس للكتب والنشر. وضمت القائمة الطويلة للدورة الثانية هذا العام 10 مجموعات قصصية من مصر والعراق وسوريا والأردن وسلطنة عمان. وعن فرص فوزه بالجائزة قال الكومي "في البداية عندما قرأت بيان لجنة الجائزة عن عدد المشاركات هذا العام التي بلغت 239 مجموعة قصصية بينها 90 مجموعة من مصر وحدها كدت أفقد الأمل في المنافسة". وأضاف "لكن بعد إعلان القائمة القصيرة سعدت جدا وعاد لي الأمل من جديد... بالتأكيد أتمنى الفوز لكن أدرك أيضا حجم المنافسة فالقائمة تضم أسماء معروفة وكبيرة مثل العراقي لؤي حمزة عباس على سبيل المثال وغيره". ويعلن مجلس أمناء جائزة (الملتقى) للقصة القصيرة العربية القائمة القصيرة في نوفمبر تشرين الثاني بينما يقام حفل إعلان الجائزة في الكويت في الأسبوع الأول من ديسمبر كانون الأول. وعن أهمية الجوائز بالنسبة له وما يعنيه فوز أحد أعماله بجائزة مرموقة سواء محليا أو دوليا قال الكومي "كاتب بلا جائزة... هذه فكرة ممقوتة جدا لأن معناها أن عمله لم يجذب اهتمام أحد". وأضاف "الكاتب لا ينتظر مكافأة عن عمله لكن حصوله على جائزة بمثابة رسالة للناس بأن هذا الرجل أبدع ويستحق التكريم لذلك تبدو لي الجوائز مهمة". وتابع قائلا "كما أن الجوائز تثير الموجات الأدبية... الفائز تتسلط الأضواء على أعماله وتسعى إليه دور النشر أما الباقين فظهور أسمائهم في حد ذاته يثير الفضول لدى القارئ ويدعوه للتعرف إليهم". وفاز الكومي بالعديد من الجوائز بمجال القصة القصيرة معظمها أثناء دراسته الجامعية فيما حصل في العام الماضي على جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي عن روايته (إيقاع) الصادرة عن دار الشروق بالقاهرة. وعن عمله الأدبي القادم قال إنه يكتب الآن رواية على نمط الفانتازيا عن بلد ما في زمن ما يفقد أهله فجأة القدرة على الإنجاب لتتوالى الأحداث بعد ذلك لكن لم يتحدد موعد صدورها بعد.
مشاركة :