«مبروك»، فنان يتمتع بالخيال الخصب والإبداع التلقائي الشعبي العريق الذي ينم عن الأصاله والتفرد، انعكست حياته في الواحات وتأمله لما حوله من الطبيعة الخلابة على أعماله الفنية التي ترك عليها بصماته البسيطة الطيبة، فكان لها من الثراء الفني والأصالة الفنية مالا يباريه أحد فيها، فكل قطعه نحتها الفنان «مبروك» أخلص لها وأعطاها من روحه وإحساسه الصادق العميق تكاد تنطق لتحكي لنا موضوعاً من موضوعات الحياه في الواحات بكل تلقائيه وتدفق. «المصرى لايت» التقى بالفنان «مبروك» الذي ولد عام 193، وسط أسرة واحاتية بسيطة فالأب مزارع فقير وهو أكبر أخوته الثمانية. يقول مبروك: «كنت أذهب مع والدي وكان عمرى 7 سنوات لمساعدته فى أعمال الزراعة بجوارمعبد هيبس الأثرى، وكنت أدخل المعبد وأتأمل فى قدس الأقداس وأتخيل نفسى مع الرسومات التاريخية الموجودة على جدار المعبد وأنا أقدم القرابين، لدرجة كنت أنام وأحلم بالفراعنة وكنت أروح الغيط مع والدي وأجلس بجوار جدول المياه الجارية وألعب فى الطين وأصنع تماثيل صغيرة، وكان والدي يضربنى ويقول لي (إنت فيك روح من أرواح الفراعنة) وكانت والدتي تأخدني للمشايخ كي يخلصونى من (المساخيط)». وأوضح «مبروك» أن عشقه للفن كان سبب معاناته فى عمله الحكومى؛ حيث عمل بقسم الأرشيف فى شؤون العاملين بجهاز التعمير، وكان يرسم صورة كل موظف على ملفه الشخصي بدلًا من الاسم: «رسمت رئيس جهاز التعمير شخصياً وكان وقتها المهندس عبدالمجيد الجغيلي، وفى يوم طلب ملفه ورأى صورته فطلب يشوفني، توقعت ساعتها أني مفصول من الشغل وسألني إنت عملت كدة ليه، رديت مقدرش أشتغل حاجة غير الفن ساعتها أعجب بفكرى ونقلنى إلى مركز الصناعات البيئية». وأضاف أن أول معرض شارك فيه، كان معرضًا للسلع السياحية لجمعية محبي الفنون الجميلة للفنان بدر الدين أبو غازي، وكان أول فنان فطري يفوز بالمركز الأول من خلال تمثال لمجلس الشورى، كما حصل على تفرغ مرتين من وزارة الثقافة. وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أشاد بعمله الفني بعدما قام خلال 24 ساعة بعمل تمثال للفنان المرحوم زكريا الحجاوي مؤسس الآلات الشعبية فى مصر عام 1977. وأكد أنه شارك فى أكثر من 30 معرضًا داخل وخارج مصر، كمعرض «بيكار» في المركز الدولي للدبلوماسيين الأجانب بالزمالك عام 1974، ومعرض بروكسل فى بلجيكا، وهو أول معرض شارك فيه فى أوروبا عام 1981، كما قام بتنفيذ أعمال متحف التراث الشعبى والحضارى بمدينة موط بالداخلة بالوادى الجديد. وطالب «مبروك» وزارة الثقافة بتبني وتمويل مشروع قومي ثقافي في الواحات ويتضمن إنشاء مدينة ومتحف من الشمع محاكاة لمدينة بلاط القديمة: «يتم عمل تماثيل بالحجم الطبيعى من الشمع لجميع سكان القرية القديمة بدءً من بيت عمدة الواحات حتى مكاتب تحفيظ القرآن وكل الأنشطة التى تحمل موروثات ثقافية لأهل الواحات».
مشاركة :