عقب إطلاق مسؤولين ونشطاء في حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، الإثنين الماضي حملة داخلية لإقناع حكومة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، بفرض حظر قانوني على أنشطة “الإخوان” في أراضي المملكة المتحدة، أكد دان لارج الناطق الرسمي باسم هذه الحملة في تصريحات خاصة لقناة “الغد”، قائلا “نبدأ هذه الحملة التي تشمل قسما كبيرا من حزب المحافظين، وقد اجتمع عدد كبير منهم في مانشستر لحضور مؤتمر الحزب وذلك لتشجيع الحكومة على توصيف الإخوان المسلمين”. وأضاف أن الإخوان المسلمين يشكلون خطرا واضحا ضد المملكة المتحدة ولا يتوافقون بأي حال مع القيم الوطنية. وقال لارج في مجمل حديثه لـ”الغد” إن عناصر التنظيم الإرهابية مستعدون لاستعمال العنف من أجل تحقيق أهدافهم. ومثل هذه المنظمات لا يمكن أن يكون لها مكان في هذا البلد. موضحا “بالنسبة لزعيمهم يوسف القرضاوي، فقد تم منعه من دخول بريطانيا في عام 2010 بسبب جرائم إرهابية. ومن غير المنطقي أن يتم السماح لمنظمته بالازدهار في غيابه”. كما كشف عضو الحزب الحاكم أنه في الأشهر المقبلة، ستنشط حملة تتضمن التواصل مع الأطراف الفاعلة في الحكومة البريطانية للتأكد من توصيف تنظيم الإخوان المسلمين وأيضا، وضع آلية لإنهاء نشاطاتهم في هذا البلد وللأبد. وقال لارج “من المبكر الحديث عن استقبال الحكومة، لكن كما أشرت، نحن متواجدون في مانشستر وأقمنا فعاليات ناجحة حيث أطلعنا وفود المحافظين على تاريخ الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة وقمنا بتوصيفهم بناء على التقارير التي أعهدتها الحكومة في عام 2015 التي تكشف أن الإخوان يعملون بطرق خفية بما يتضمن علاقات مع فصائل إرهابية في الخارج وأيضا من خلال الخطب وجمع تبرعات لبناء الجوامع التي يتم توظيفها لتطرف الشباب ووضع المجتمعات المسلمة في بريطانيا في خطر”. واستكمل حديثه “لدينا تفاعل من جانب نواب الأحزاب وعلى مستوى الوزراء. لكن في الوقت الحالي، نسعى لتشكيل قاعدة متينة وعندها سنتوجه إلى الحكومة بطريقة أكثر قوة”. وتجد الحملة قبولا واسعا داخل الحزب في العاصمة لندن وأجزاء واسعة من بريطانيا. وتأتي الحملة على خليفة العمليات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا في الفترة الماضية، حيث ربط مسؤولون بحزب المحافظين بين ما حدث من عمليات إرهابية والآيديولوجيا المتطرفة التي يتبناها تنظيم “الإخوان”. وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط إليستر بيرث قد أكد في وقت سابق أن لندن ستفرض رقابة مشددة على سلوك تنظيم الإخوان، وقال إن الجماعة “أخفت أجندتها المتطرفة”. وقال الوزير البريطاني في مقال نشرته صحيفة الأهرام المصرية في أغسطس/آب الماضي “أصبح من الواضح فعلا أن هذا التنظيم (الإخوان) يلجأ إلى استخدام الغموض لإخفاء أجندته المتطرفة في مصر”. وأكد بيرت في مقاله: “رغم عدم استيفاء الأدلة للحد الذى يفضي إلى حظر التنظيم، فإنه سيتم فرض رقابة مشددة على سلوك الإخوان وأنشطتهم، بما في ذلك طلبات استخراج التأشيرات لهم ومصادر تمويل الجمعيات الخيرية وعلاقات التنظيم الدولية”. وأضاف: “آن الأوان لكل من يدافع عن الإخوان في لندن أو القاهرة أن يضع حدا لهذا اللبس والغموض”.
مشاركة :