قال لـ"الاقتصادية" مسؤول في أمانة جدة، إن الأمانة وبالتعاون مع القطاع الخاص اعتمدت توفير مواقف السيارات "مدفوعة الأجر" في المواقع التجارية والمزدحمة في كل أجزاء المحافظة، إضافة إلى تهيئة مواقف "مدفوعة الأجر" تحت بعض الجسور في جدة، كما هو معمول به في العديد من الدول. وأشار محمد البقمي، المتحدث الرسمي في أمانة جدة، إلى أن المرحلة الأولى من المواقف "مدفوعة الأجر" دشنت أمس في منطقة جدة التاريخية "البلد"؛ حيث تم البدء في هذا الموقع نظرا لما يشهده من كثافة في الزوار وصعوبة في الحصول على مواقف للسيارات خاصة أمام المحال التجارية. ودشن الأمير مشعل بن ماجد محافظ مدينة جدة، صباح أمس المرحلة الأولى من مشروع النظام الآلي لإدارة مواقف السيارات "مدفوعة الأجر" في منطقة جدة التاريخية، بحضور الدكتور هاني أبو راس أمين جدة. وأوضح الدكتور أبوراس أن مشروع إنشاء النظام الآلي لمواقف السيارات "مدفوعة الأجر" في منطقة وسط جدة يعتبر أحد المشاريع التي قامت بتنفيذها شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بالشراكة مع القطاع الخاص، ويشمل نطاق عمل المشروع إعادة تأهيل الأرصفة وإنشاء مواقف للسيارات وتنظيم حركة السيارات ومسارات المشاة بما يتناسب مع احتياجات كل منطقه، ويرتكز المشروع على تأجير المواقف الخاصة بالأمانة. وبين أبوراس أن الدور الأهم في إنجاح المشروع بيد المواطنين، فلا شك في أنهم سيتفهمون الأهداف من هذا المشروع، وما سيحققه من تنظيم لحركة السيارات في الطرق ورفع معدل إشغال الموقف، وما لذلك من مردود إيجابي على اقتصاديات أصحاب المحال التجارية؛ نظرا لما سيوفره من مواقف لمرتادي المنطقة التاريخية، مبينا أنه قد تم بدء تنفيذ أعمال البنية التحتية للعديد من المواقف، إضافة إلى إعادة تأهيل وإنشاء أرصفة للمشاة بعدد من أحياء منطقة وسط جدة (الهنداوية، سوق الجنوبية، المنطقة التاريخية، باب مكة، أسفل جسر طريق الملك فهد). وأفاد أبوراس بأن من أبرز أهداف المشروع توفير مساحة أكبر للمشاة والمتسوقين لضمان سهولة الانتقال والحركة، تنظيم المواقف والأرصفة لتحقيق الانسيابية المرورية وسرعة تلبية احتياجات عربات الطوارئ والإسعاف وآليات الدفاع المدني، وإعادة تأهيل الأرصفة بحيث تكون آمنة للمشاة بشكل عام ولذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، وتوفير مواقف أكثر وتنظيم عملية استخدامها، وتمكين أكبر عدد ممكن من الاستفادة من الموقف، بمنع الوقوف الخاطئ وتعطيل الحركة والوقوف على الأرصفة. وذكر أمين جدة أنه نظرا للقيمة التاريخية والعمرانية لجدة التاريخية لاحتوائها عددا من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، وأيضاً لحساسية العلاقة ما بين الطبيعة العمرانية للمنطقة التاريخية والمشاة وحركة ووقوف السيارات، فقد تم التركيز على الانتهاء من أعمال البنية التحتية للمواقف وأرصفة المشاة وتركيب 39 جهاز عداد والإشارات المرورية واللوحات الإرشادية لبدء تشغيل المرحلة الأولى من مشروع إنشاء مواقف للسيارات "مدفوعة الأجر" في منطقة وسط جدة. وأوضح أبوراس أن الشركة المشغلة ستقوم بإعداد حملة توعوية للجمهور، تشتمل على توزيع إعلانات ونشرات تثقيفية ابتداء من تاريخ 20 أغسطس حتى 30 أغسطس، كما ستقوم الشركة المشغلة بإعداد حملة توعوية لتدريب الجمهور على الأجهزة وإصدار المخالفات غير الرسمية من تاريخ 1 سبتمبر حتى 8 سبتمبر، مضيفا أن البداية الفعلية للتشغيل ستكون من 9 سبتمبر. وستكون قيمة الوقوف في المواقف "مدفوعة الأجر" ثلاثة ريالات للساعة الواحدة، ويمكن السداد عن طريق الحساب الإلكتروني (فتح حساب إلكتروني وإضافة رصيد يتم الخصم منه)، أو بالعملة المعدنية، أو عبر تطبيقات الهواتف الذكية (قريباً). من جهتهم، عبر لـ "الاقتصادية" أصحاب بعض المحال التجارية التي ستكون المواقف أمامها عن استيائهم من هذا المشروع الذي سيوقع عليهم الضرر (على حد قولهم)، مشيرين إلى أنهم لن يستطيعوا الوقوف بسياراتهم أمام محالهم نظرا للتكلفة التي ستطولهم لوقوفهم فترات عمل طويلة، إضافة إلى أنهم سيخسرون العديد من العملاء، حيث إن هناك بعض الأشخاص لا يرغبون في الوقوف في مواقف "مدفوعة الأجر"، مبينين أن هذه مواقف عامة يفترض أن تهيئها الأمانة دون فرض رسوم تطول المواطنين. من جهته، علق محمد البقمي، متحدث أمانة جدة الرسمي على استياء أصحاب المحال والعاملين، بالقول: "أنه لا يمكن أن نرضي جميع الأطراف في أي مشروع، ولكن هناك مواقف عامة أخرى بإمكانهم الوقوف فيها حتى إن كانت تبعد عن محالهم، كما أن إيجابيات المشروع أكثر من سلبياته بكثير".
مشاركة :