عمر إبراهيم: الممثل أسوأ عناصر الدراما الخليجية

  • 10/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بلهجة واقعية تنأى عن المجاملات، يرفع المخرج الإماراتي عمر إبراهيم شعار الصراحة ونهج الشفافية في خوض مختلف المسائل الجدية واستفهامات الدراما المحلية الواقعية وهمومها الإنتاجية والتقنية، وما يتبعها من استراتيجيات واقعية وخطط ملموسة تتعلق بآفاق تطويرها، وسبل تفعيل هذا التطور لتلافي فخ الرتابة وتكرار الموضوعات. مطالب عاجلة يتناولها هذا الحوار الذي يطرح فيه المخرج عمر إبراهيم العقبات التي تواجه المخرج الإماراتي، وتقف حجر عثرة في وجه طموحاته في عالم الدراما والسينما. أعمال جديدة كشف المخرج الإماراتي عمر إبراهيم عن انشغاله الحالي بتفاصيل أعمال درامية جديدة، مؤكداً أن الجمهور سيكون على موعد مؤكد، رمضان المقبل، مع عمل كوميدي جديد، وآخر درامي، يحمل كلاهما توقيعه الخاص، واصفاً في الوقت نفسه تجربة مسلسل «على قد الحال» بالجيدة والناجحة من ناحية النص والرؤية الإخراجية التي تم طرحها في هذا العمل. مصاعب وصف عمر إبراهيم المصاعب التي تواجه المخرج الإماراتي بالكبيرة، منطلقاً من النظرة الدونية وعدم إيمان المنتج المحلي بقدراته، في الوقت الذي تحاول محطات التلفزة الحكومية في الإمارات دعم المخرج الإماراتي، مستشهداً بتجربته الناجحة، سواء مع مؤسسة دبي للإعلام التي قدم فيها مختلف أعماله الكوميدية الناجحة، أو مع «أبوظبي للإعلام» في مسلسل «عام الجمر». يدافع المخرج عمر إبراهيم بشدة عن رؤيته «الخاصة جداً» في قيادة فريقه الفني، التي يتقصد فيها الابتعاد عن اعتبارات النجومية ومحسوبياتها التي قد تنأى بالمخرج أحياناً عن «قيادة فريق عمله وممثليه» في موقع التصوير، محيلاً إحدى مشكلات الدراما الخليجية إلى معضلة «قيادة الممثل» التي أضحت ورطة حقيقية، بعد أن استأنس صناع هذه الدراما التصفيق للممثل بعد كل مشهد ينتهي منه، وجهة نظر يدافع عنها إبراهيم بالقول: «لست مجبراً على التصفيق لأحد ما لم يتوفق في أداء المطلوب، وهو بالمناسبة أمر لطالما عوتبت عليه بحجة أنني لا أحفز الممثل على العمل وتقديم الأفضل، في الوقت الذي أظل مطالباً أمام الجمهور بالعمل بقيادة فريق عملي وإنجاح رؤية العمل التي أتحمل مسؤوليتها بالكامل، لهذا السبب أقول دائماً أن (أداء الممثل) وكيفية التحكم في متطلباته هو أسوأ مطبات الدراما الخليجية، بعد أن تحولت غالبية الأعمال إلى ألبومات صور وأماكن جيدة للإضاءة والديكور والموسيقى التصويرية على حساب (الممثل)، المكون الأساسي للعمل، الذي لايزال ينتقص للتوجيه والنقد البنّاء». وقال: «أعتبر نفسي محظوظاً منذ انطلاق تجربتي الاخراجية الأولى في التلفزيون، وأعتقد أنني قدمت مثالاً جيداً لإمكانية الاستثمار الناجح في موهبة وقدرات الفنان الإماراتي.بصراحة المخرج الإماراتي في الدفاع عن الدور الريادي للمخرج، لاتزال إلى الآن حافزه الأول إلى تلمّس الخطأ ومواطن الضعف، وتلافي التكرار والابتذال ومطبات التهريج. في الدراما التلفزيونية، هناك نوعان من المخرجين، مخرج يحبه الممثلون أثناء التصوير، ويكرهونه أثناء عرض العمل على الشاشة، ومخرج لا يحظى بمحبة الممثلين في موقع التصوير، لكنه ينالها بجدارة أثناء العرض التلفزيوني، وأعتقد أنني أنتمي إلى النوع الثاني». عين سينمائية يعترف عمر إبراهيم باعتماده، بشكل واضح، على الأسلوب السينمائي في الإخراج، معتبراً هذا الأمر ضرورة حتمية فرضتها ظروف تعامله وإتقانه لمفردات العمل الفني من جهة، واطلاعه على جماليات الصورة السينمائية وتعلقه بها منذ انطلاقاته الأولى في مشوار الإخراج الفني، ويعلق على مقولة امتلاكه لعين سينمائية في العمل التلفزيوني، قائلاً: «نشأت في أجواء سينمائية وليس لدي بديل آخر يمكن الاعتماد عليه لطرح رؤيتي الفنية في الأعمال التي أقدمها للشاشة الصغيرة، وفي الحقيقة لا أبالغ إن قلت إنني لا أعرف تقنية أخرى بعيدة عن السينما، على الرغم من وعيي بأن للفن السابع أدوات ورموزاً لا يمكن استخدامها تلفزيونياً، إلا أنني بالمقابل أعلم أن صناع السينما ومبدعيها في مختلف أقطار العالم العربي بدأوا بغزو التلفزيون وتحقيق بصمة مهمة». تجارب متفردة إصرار المخرج الإماراتي وعشقه الواضح لمفردات العمل السينمائي، لم يمنعاه من تقديم أعمال ناجحة على المستوى الفني والجماهيري بشهادة الجمهور والنقاد، سواء من خلال فيلمه السينمائي الدرامي «دعاء»، أو من خلال الأعمال الناجحة التي قدمها لمؤسسة دبي للإعلام، وابتدأها من مسلسل «حنة ورنة» ومسلسل «وديمة وحليمة»، بجزأيه الأول والثاني، وصولاً إلى مسلسله الأخير «على قد الحال» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، تجارب كوميدية توفق فيها عمر إبراهيم ووصفها بالقول: «الغريب أنني قبل أن تدفعني المصادفة والظروف الإنتاجية في هذا الاتجاه، لم أتوقع قط تقديم أعمال كوميدية وأفاجأ بكل هذا النجاح في الكوميديا، ولأكون أكثر صراحة، سأعترف أنني أنحاز للأعمال التراجيدية التي تنسجم مع ميولي الإنسانية، وطبيعتي التي تنحاز إلى الحزن والبكاء»، ويضيف مازحاً «الأعمال الكوميدية تنطوي دوماً على موضوعات وأفكار وخيارات محدودة تفرض في أغلب الأوقات على المخرج حلولاً إخراجية مبسطة، في الوقت الذي تمنحك الدراما حيزاً واسعاً وآليات أكبر لفرد رؤيتك في مجال الإخراج والإضاءة ومختلف التقنيات». هموم إنتاجية صراحة عمر إبراهيم وتناوله موضوع الأعمال الكوميدية المحلية، دفعاه إلى الدفاع عن ريادة الأعمال الإماراتية في مجال الكوميديا التي تظل الأفضل على مستوى الخليج العربي، لاسيما في السنوات العشر الماضية، وذلك بدليل استقطاب الكوميديا الخليجية عدداً من الوجوه الكوميدية الإماراتية البارزة التي نذكر منها مشاركة الممثل الإماراتي عبدالله زيد في أعمال الكويتي طارق العلي «نحن فعلاً الأفضل في الأعمال الكوميدية الخليجية، فقبل 10 أعوام لم يكن أحد يتابع الكوميديا التلفزيونية الإماراتية، لكنها اليوم متابعة بشكل جيد في الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، ولكن المعضلة تبقى مرتبطة بتسويق هذه الأعمال، وفي الوقت الذي تحتاجه الأعمال للوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور»، ويضيف «يجب ألا ننسى أيضاً أن زيادة عدد الأعمال التلفزيونية يسهم في دفع حركة الإنتاج وزيادة العرض والطلب على الممثل الإماراتي، ما يسهم في خروجه من بوتقة المحلية إلى آفاق أكثر رحابة وتميزاً على المستوى الخليجي والعربي».

مشاركة :