رغم الحرب الدائرة في بلاده، والتصنيف المتواضع للفريق على الساحة العالمية، ضرب المنتخب السوري لكرة القدم بكل التوقعات عرض الحائط، وبلغ الملحق الآسيوي الفاصل في التصفيات المؤهلة لبطولة "كأس العالم 2018"؛ ليصبح على بعد أربع خطوات، وإن كانت صعبة من تحقيق حلم التأهل للمونديال.ويحتاج المنتخب السوري «نسور قاسيون» إلى اجتياز عقبة المنتخب الأسترالي في هذا الملحق( ذهاب وإياب) ثم اللعب مثلهما في ملحق عالمي؛ للتقدم خطوة جديدة على طريق التأهل للمونديال الروسي؛ لتكون المشاركة الأولى للفريق في بطولات كأس العالم. ومر نحو شهر كامل على الهدف، الذي سجله المهاجم الخطر عمر السومة في مرمى المنتخب الإيراني.سجل السومة «28 عاماً» الهدف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة، التي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران؛ ليقود منتخب بلاده إلى تعادل ثمين 2-‏2، ويسكت الجماهير الإيرانية، بينما انخرط لاعبو سوريا في الاحتفال.وفي الوقت نفسه، احتفلت الجماهير باللاعبين في شوارع العاصمة دمشق بنجوم منتخب «نسور قاسيون»، الذي يطلق عليه هذا اللقب نسبة إلى جبل «قاسيون» المطل على دمشق.وبهذا التعادل الثمين، أنهى المنتخب السوري مسيرته في التصفيات بالمركز الثالث في مجموعته بالتصفيات بفارق الأهداف أمام أوزبكستان؛ ليحجز مقعده في الملحق الفاصل الذي يتأهل الفائز منه لمواجهة الفريق صاحب المركز الرابع في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) في نوفمبر/‏تشرين الثاني المقبل على بطاقة التأهل للمونديال. ويلتقي الفريقان، اليوم، في ماليزيا؛ نظراً لأحداث الحرب الأهلية الدائرة في سوريا؛ لكن غياب المساندة الجماهيرية الكبيرة في المدرجات يبدو أنها لا تؤثر في مسيرة المنتخب السوري، الذي قد يصبح حديث الجميع في المونديال الروسي حال تأهل الفريق بالفعل إلى النهائيات.ويخوض المنتخب الأسترالي هذه المباراة، اليوم، كمرشح قوي لتحقيق الفوز، رغم انزعاج الفريق من سلوك هذا الطريق الطويل في التصفيات، بعد فشله في التأهل المباشر للنهائيات، واحتلاله المركز الثالث في مجموعته بالتصفيات، علماً بأنه الفريق الأعلى تهديفاً في هذه التصفيات على مستوى جميع القارات حتى الآن؛ حيث أحرز 45 هدفاً في 18 مباراة.ويتمتع المنتخب الأسترالي بخبرة أوروبية كبيرة؛ حيث يضم عدداً من اللاعبين المحترفين في أندية أوروبية بارزة، مثل: آرون موي: وماتيو ليكي؛ حيث يتألقان في الدوري الإنجليزي والألماني على الترتيب.ويحتاج المنتخب الأسترالي إلى اجتياز الأداء السيئ، الذي قدمه في آخر مباراة خاضها بالتصفيات عندما فاز بصعوبة 2/‏1 على نظيره التايلاندي المتواضع في 5 سبتمبر/‏أيلول الماضي.وفشل المنتخب الأسترالي في تحقيق فوز كبير في هذه المباراة، رغم التصويبات العديدة للاعبيه على المرمى التايلاندي. الحكيم: «الهجوم المفاجئ» سلاح فوزنا قال أيمن الحكيم المدير الفني للمنتخب السوري: «هدفنا هو الفوز.. سنفاجئ أستراليا بحماس وإصرار لاعبينا، خطط فريقي تركز على الهجوم المفاجئ أمام دفاع أستراليا».وقال الحكيم، الذي يدرب الفريق منذ 2015، إنه سيسعى لتحقيق نتيجة تمنح فريقه وضعاً قوياً قبل مباراة الإياب المقررة على ملعب المنتخب الأسترالي في سيدني يوم الثلاثاء المقبل.وقال أحمد الصالح مدافع وقائد المنتخب السوري، الذي يلعب لفريق هينان جياني الصيني، إن المنتخب السوري «مسؤول عن تحقيق حلم 23 مليون سوري».وأوضح: «الفريق لا يمكن أن يتأثر بغياب لاعب أو اثنين أو حتى خمسة لاعبين، أثق بشدة في زملائي بالفريق» في إشارة إلى إمكانية غيابه عن التشكيلة الأساسية للفريق بسبب الإصابة.