لاجئو مخيم الحدلات يعيشون معاناة جديدة في «الركبان»

  • 10/5/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش غالبية الأسر النازحة من مخيم الحدلات في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن وسورية، الى مخيم الركبان للاجئين السوريين (70 كلم شرق الحدلات) حالة تشرد جديدة أكثر صعوبة، بعد أن اضطرت فصائل المعارضة المسلحة إلى إخلاء المخيم، إثر اقتراب جيش النظام وحلفائه من المخيم وتعرّض محيطه لقصف جوي. ويشكّل سكان مخيم الحدلات غالبية عائلات المقاتلين في فصائل المعارضة. وقد جمعت على عجل ما تستطيع من أغراضها وحملتها على جرارات زراعية كانت تمتلكها قبل اللجوء، فيما استعانت أسر أخرى بدواب لحمل أغراضها، بسبب عدم توافر مركبات واضطراراها الى إخلاء المكان قبل أن يطاوله القصف. معاناة الأسر تضاعفت مع النزوح الجديد، وتمزّق خيامها بسبب ظروف نقلها، ما جعل عدد كبير منها ينام في العراء، خصوصاً أن مخيم الركبان يعاني أصلاً من عدم قدرته على استيعاب الذين يلجأون إليه يومياً هرباً من المناطق التي تشتعل فيها المعارك لاسيما في شرق سورية. تقول أم محمد الخالدي إن أسرتها المؤلفة من 6 أفراد باتت لياليَ في العراء بسبب عدم امتلاكها خيمة صالحة، مشيرة إلى أنها كانت تدفع بأطفالها الأربعة للتوجّه نحو «معرشات» للاحتماء نهاراً من حرارة الشمس، ويمضون الليل تحت أغطية اصطحبتها معها من مخيم الحدلات. وأكّدت أنها كانت لا تعرف النوم خشية أن تقترب زواحف من أولادها وهم نيام. ويلفت اللاجئ أبو أسعد الحاج إلى أنه لم يتمكّن من توفير حليب لرضيعه بسبب تعرّض المخيم للحصار. وكانت والدة الطفل توفيت بمرض عضال بعد ثلاثة أشهر من وضعه، بسبب قلة الرعاية الصحية، ما اضطر أبو أسعد إلى البحث يومياً عن سيدة لديها أطفال، لترضع المولود الجديد. ثم اعتاد تدريجاً على الغذاء العادي على رغم خطورة ذلك نظراً لصغر سنه. ويوضح سعيد سيف المسؤول الإعلامي في المخيم لـ «الحياة»، أن المعاناة تبدو أكبر لدى الأسر النازحة التي تضم أطفالاً رضعاً، باعتبار أن «مخيم الركبان يعاني من شح في حليب الأطفال وشبه انقطاع دائم، ويخلو من اللقاحات اللازمة لهذة الفئة ما يتسبب بحالات موت يومية بين الأطفال»، مؤكّداً أن العشائر التي تقيم في المخيم شكلت إدارة مدنية شعبية لكنها لا تستطيع أن توفّر متطلّبات اللاجئين من أغذية وأدوية، وفي ظل حصار محكم من قوات النظام التي تضغط لإجبار المقاتلين على إلقاء السلاح والاستسلام.

مشاركة :