قررت السلطات الفرنسية إغلاق قاعتين لصلاة المسلمين في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بسبب "خطب متطرفة" و"إشادة بالإرهاب"، وذلك حتى نهاية حالة الطوارئ، حسبما كشفت وسائل إعلام فرنسية الأربعاء. وبموجب قرار صدر الاثنين عن الإدارة المحلية، أغلق مسجد سارتروفيل الصغير، وهو عبارة عن قاعة للصلاة في منطقة ديزاند، شمال غرب باريس. ووصف القرار القاعة بأنها "مكان مرجعي مؤثر للتيار السلفي ويشكل، بالطروحات التي يتبناها وبتأثيره على جماعة المسلمين المحلية، تهديدا خطيرا للأمن والنظام العام". ووصفت السلطة المحلية المسجد بأنه "بؤرة قديمة للإسلام الراديكالي"، مؤكدة أن "بعض الذين كانوا يرتادونه عام 2013 توجهوا إلى سورية ودول أخرى لممارسة العمل الدعوي المتطرف، واتهموا وسجنوا بعد إدانتهم بالاشتراك مع مجرمين بهدف الإعداد لأعمال إرهابية". ونفى رئيس الجمعية الثقافية لمسلمي سارتروفيل سعيد جلب بشكل قاطع هذه الاتهامات، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "صدمنا بذلك". وفي فونتوني-أو-روز بجنوب غرب باريس، أصدرت السلطة المحلية قرارا بإغلاق قاعة للصلاة في حي بارادي بسبب "الإشادة بالإرهاب". وتأخذ السلطات على مكان الصلاة الأخير السماح بتصريحات "تشكل تحريضا على الكراهية والعنف" في داخله، مشيرة إلى خطبتين بتاريخ الثامن والـ15 من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي. ويفترض أن تنتهي حالة الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 ومددت ست مرات، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي. وفي إطار حالة الطوارئ، أغلق 17 مركزا إسلاميا آخر للعبادة بموجب قرارات إدارية. وما زالت تسعة من هذه المراكز مغلقة في نهاية أيلول/ سبتمبر. وكان وزير الدولة البلجيكي لشؤون اللجوء والهجرة ثيو فرانكن قد أعلن الثلاثاء عدم تجديد إقامة أحد أبرز أئمة مسجد بروكسل الكبير، الإمام عبد الهادي سويف المصري الأصل، لاعتباره "محافظا متشددا وشديد الخطورة على الأمن القومي". وأكد الوزير المنتمي إلى حزب القوميين الفلمنكيين لإذاعة وتلفزيون لكسمبورغ-بلجيكا وجود "مشكلة مع مسجد بروكسل الكبير". ويندرج القرار ضمن سياسة "مكافحة السلفية" التي اعتبرها فرانكن "أولوية للحكومة" التي يرأسها الليبرالي الفرنكوفوني شارل ميشال.
مشاركة :