اتهمت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، دول الاتحاد الأوروبي بتعريض أرواح آلاف طالبي اللجوء الأفغان للخطر بإعادتهم قسرا إلى بلدهم الغارق في الفوضى والعنف. وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير إن حوالى 9500 أفغاني أعيدوا إلى بلدهم جوا في 2016 بعدما رفضت الدول الأوروبية التي رحلّتهم طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وذلك مقابل 3300 أفغاني رحّلوا من دول الاتحاد الأوروبي في 2015. وأوضحت المنظمة ان هذا العدد يشمل طالبي اللجوء الذين احتجزوا ثم تم ترحيلهم من دول أوروبية وكذلك الذين “عادوا طوعا كما يبدو” بعد تلقيهم مساعدة مالية. وتشكل الهجرة قضية ساخنة في أوروبا حيث يتعرض السياسيون لضغوط لخفض عدد طالبي اللجوء بعد تدفق مئات الآلاف منهم إلى القارة منذ 2015. وقالت منظمة العفو في تقرير بعنوان “عودة قسرية إلى الخطر” أن “الحكومات الأوروبية تجبر عددا متزايدا من طالبي اللجوء على العودة الى المخاطر التي هربوا منها في انتهاك واضح للقانون الدولي”. ويأتي ارتفاع عدد العائدين من أوروبا متزامنا مع زيادة عدد الضحايا المدنيين في النزاع. وقتل أو جرح نحو 11 ألفا و500 مدني، ثلثهم من الأطفال في 2016 حسب أرقام الأمم المتحدة، في أكبر حصيلة للخسائر المدنية خلال عام منذ بدء تسجيل هذه الأرقام في 2009، وبقيت الخسائر المدنية في مستويات عالية في النصف الأول من 2017 مع دخول الحرب عامها السادس عشر. إعادة بأمان وكرامة في إطار بحثها من أجل إعداد التقرير، قالت المنظمة إنها جمعت شهادات من 18 أفغانيا بينهم نساء واطفال ورجال “عادوا قسرا” إلى افغانستان. وقالت سيدة أرسلت مع عائلتها من النرويج إن زوجها خطف وقتل في الأشهر التي تلت عودتهم إلى أفغانستان. وفي حالة أخرى، جرح طفل في الثانية من العمر كان أجبر على مغادرة السويد مع عائلته، في هجوم شنه تنظيم داعش على مسجد شيعي في كابول في أكتوبر/تشرين الأول 2016. وقالت آنا شي الباحثة في منظمة العفو الدولية حول اللاجئين وحقوق المهاجرين إنهم “يتعامون عمدا عن واقع أن العنف في مستوى قياسي وإنه ليست هناك منطقة آمنة في أفغانستان، ويعرضون الناس لخطر التعذيب والخطف والقتل وفظائع أخرى”. ودعت منظمة العفو، الدول الأوروبية إلى تعليق عمليات الترحيل إلى أن يسمح الوضع في أفغانستان “بعمليات إعادة بأمان وكرامة”. وتأتي هذه المعلومات بينما استأنفت ألمانيا الشهر الماضي عمليات الترحيل بعد تعليقها على إثر تفجير شاحنة مفخخة كبيرة في العاصمة الأفغانية كابول في 31 مايو/آيار ما أدى إلى مقتل حوالى 150 شخصا وجرح مئات آخرين. وكانت المجموعة الأخيرة السادسة في عمليات إعادة الأفغان من ألمانيا منذ ديسمبر/كانون الأول بموجب اتفاق ألماني أفغاني مثير للجدل يهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين. ويواجه العائدون مستقبلا غامضا في أفغانستان مع ارتفاع معدل البطالة وضعف الاقتصاد وحشود اللاجئين الذين يعادون من باكستان وايران ومئات الآلاف من النازحين الذين هجرتهم الحرب.
مشاركة :