السعودية وروسيا تعززان العلاقات الاقتصادية بزيارة الملك سلمان لموسكو

  • 10/5/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لإجراء محادثات في الكرملين اليوم الخميس معززا علاقة مهمة لتحديد أسعار النفط العالمية وقد تكون محورية للتوصل لحل للصراعات في الشرق الأوسط. ويعد الملك سلمان أول عاهل سعودي يزور روسيا. ووصل الملك سلمان إلى موسكو على رأس وفد أبرم اتفاقيات للاستثمار المشترك تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات ليوفر بذلك استثمارات يحتاجها بشدة الاقتصاد الروسي الذي عصف به تراجع أسعار النفط وعقوبات غربية. وعلى الصعيد السياسي لم تتوافر أي علامة على تحقيق انفراجة حقيقية بشأن القضايا محل الخلاف بين موسكو والرياض ومن بينها حقيقة تأييد كل دولة طرفا يحارب طرفا آخر في الحرب الأهلية السورية. ولكن لم تظهر أيضا علامة على أي خلاف علني. وركز وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ،في إطلاعه وسائل الإعلام على سير المحادثات بين بوتين والملك سلمان، على الأرضية المشتركة بين البلدين. وقال لافروف إن الزعيمين اتفقا على أهمية مكافحة الإرهاب والتوصل لحلول سلمية للصراعات في الشرق الأوسط وعلى مبدأ وحدة الأراضي. وقالت السعودية إنها وقعت على مذكرة تفاهم بشأن شراء أنظمة للدفاع الجوي من طراز إس-400 من شركة تصدير السلاح الحكومية الروسية. وقال لافروف خلال بيان صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير إن الزعيمين أجريا “مباحثات ودية وجوهرية على أساس رغبة موسكو والرياض في التنمية المستمرة للشراكة التي تعود بالنفع على الجانبين في كل المجالات”. وقال الجبير إن البلدين يعتقدان أن آفاقا جديدة فُتحت لتنمية علاقاتهما بشكل لم يكن متصورا من قبل. وأضاف أن “العلاقات السعودية الروسية الآن في نقطة تاريخية وعلاقات مؤسساتية تشمل وزارات وقطاعات متعددة.” وقال “نحن على ثقة أن العلاقات السعودية الروسية ستساهم بإذن الله في إيجاد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم”. وتدعم الرياض معارضين يحاربون القوات الحكومية السورية في الوقت الذي تدعم فيه القوات الروسية وفصائل إيرانية الرئيس بشار الأسد. وهذا يجعل موسكو متحالفة مع إيران خصم السعودية اللدود التي تخشى الرياض من تزايد نفوذها في المنطقة. ولكن تدخل روسيا العسكري في الصراع السوري أدى إلى اعتراف في العواصم العربية بأنها تملك الآن نفوذا حقيقيا في الشرق الأوسط. وعملت موسكو والرياض معا لضمان التوصل لاتفاق بين أوبك والدول الأخرى المنتجة للنفط لخفض الإنتاج حتى نهاية مارس آذار 2018 في محاولة لرفع أسعار النفط العالمية. ووضعت لافتات ترحب بالملك سلمان باللغتين العربية والروسية على طول الطريق من المطار إلى وسط موسكو. وكان الأمير محمد نجل الملك سلمان قد زار موسكو في مايو أيار قبل أن يصبح وليا للعهد. تمديد خفض انتاج النفط لم تقدم السعودية تعهدا قويا اليوم الخميس بتمديد اتفاق بين منظمة أوبك وروسيا ومنتجين آخرين لخفض إنتاج النفط، لكنها قالت إنها “مرنة” إزاء مقترح من روسيا لتمديد الاتفاق حتى نهاية 2018. جاء ذلك على لسان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في مقابلة تلفزيونية بعد يوم من قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن اتفاق خفض الإنتاج، الذي ينتهي في مارس آذار، قد يجري تمديده حتى نهاية العام القادم. وقال الفالح لتلفزيون العربية “في المملكة، يجب أن نترك جميع الخيارات مفتوحة، وافقنا الرئيس بوتين الرأي وأبدى استعداده للتمديد لنهاية 2018 إذا تم التوافق على ذلك، وإذا كان هذا هو الخيار الأفضل”. أضاف قائلا “ردة فعلي لهذا هو الترحيب بالمرونة من قبل قمة الهرم في روسيا وأيضا التأكيد على التوجيهات لي من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) بأن تكون المملكة العربية السعودية مرنة في قيادة الدول المنتجة داخل وخارج أوبك إلى توافق يصل بالأسواق إلى ما نصبو إليه”. وقال إن هدف أكبر مصدر للنفط في العالم هو “توازن العرض والطلب وخفض المخزونات إلى مستوياتها الطبيعية وإعادة دورة الاستثمار، والصحة والتعافي إلى أسواق النفط”. وساهمت السعودية وروسيا في إبرام الاتفاق بين أوبك وعشرة منتجين غير أعضاء بالمنظمة لخفض إنتاج النفط حتى نهاية مارس آذار 2018 في محاولة لتقليص تخمة المعروض العالمي من الخام. وارتفع النفط فوق 56 دولارا اليوم الخميس مدعوما بتوقعات لتمديد اتفاق الخفض، لكن الأسعار لا تزال عند نصف مستوياتها في منتصف 2014.

مشاركة :