نجحت القمة التاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي عقدت أمس في موسكو، بإعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية، مع توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية ضخمة، والتوافق على تعزيز التعاون بين البلدين لإيجاد حلول سياسية وسلمية لأزمات المنطقة ولضمان استقرار أسواق النفط العالمية. وقال الرئيس الروسي لدى استقباله الملك سلمان، في قاعة فخمة بالكرملين، «إنها الزيارة الأولى لعاهل سعودي وهي بحد ذاتها حدث يرتدي رمزية كبيرة. أنا مقتنع بأن هذه الزيارة ستعطي دفعاً جيداً لتطوير العلاقات» بين البلدين. وذكر بأن الاتحاد السوفياتي كان أول دولة اعترفت بالسعودية العام 1926. من جهته، أكد الملك سلمان عزم بلاده مواصلة التعاون الايجابي مع روسيا بهدف تعزيز الاستقرار. وأعرب في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الموسع للقمة عن قناعته بوجود فرص كبيرة لتطوير التعاون بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية لتعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات وفقاً لـ«رؤية 2030». وإذ لفت إلى أن مواقف الرياض وموسكو متوافقة حيال الكثير من القضايا الاقليمية والدولية، طالب الملك سلمان المجتمع الدولي بضرورة تكثيف جهوده في مجال التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وشدد على ضرورة انهاء معاناة الشعب الفلسطيني على اساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مطالباً ايران بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وأعرب عن دعم المملكة الحل السياسي في اليمن، وتأييدها وحدة الأراضي السورية والعراقية. ووجه خادم الحرمين دعوة للرئيس الروسي للقيام بزيارة للمملكة، فرد بوتين بالقول: «بالتأكيد سألبي دعوتكم وإنني أتذكر زيارتي التي قمت بها للمملكة سابقاً» العام 2007. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن العلاقات السعودية - الروسية تشهد «تحولاً تاريخياً»، مؤكداً أنّ هناك حرصا على تكثيف التعاون الثنائي لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأشار إلى التعاون مع روسيا لتوحيد المعارضة السورية وتوسيع نطاقها للمشاركة في محادثات جنيف. بدوره، أكد لافروف العمل لرفع الشراكة الروسية - السعودية إلى مستوى نوعي جديد، مشيراً إلى رغبة بلاده بتطوير التعاون مع السعودية في مجالي الفضاء والطاقة النووية. وفضلاً عن الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، وقع البلدان اتفاقاً أولياً يمهد لشراء السعودية أنظمة صواريخ روسية مضادة للطيران من نوع «اس-400»، اضافة الى تصنيعها في المملكة. وبموجب الاتفاق، تشتري الرياض صواريخ «اس-400»، وانظمة مضادة للدروع من نوع «كورنت-اي ام»، وقاذفات صاروخية من نوع «توس-1 اي» وقاذفات قنابل يدوية «اي جي اس-30»، ورشاشات كلاشنيكوف من نوع اي «كي-103»، حسب ما جاء في بيان صادر عن الشركة السعودية للصناعات العسكرية.
مشاركة :