قدرة التعليم على استيعاب التطورات التكنولوجية أساس التحدي

  • 10/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:إيمان سروريهتم عدد من مؤسساتنا التربوية في الدولة بإدخال التقنية الحديثة على أساليب التعليم، وتقديم مجموعة من الحلول المتكاملة للتعليم العام داخل الصفوف بهدف تطبيق التعليم الإلكتروني بكل واقعية، من خلال استخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية، مروراً باستخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعليم الذاتي، انتهاء ببناء المدارس الذكية والفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع الدروس، ولكن يبقى المعلم دومًا حجر الزاوية في أي انطلاقة تربوية تعليمية ناجحة على مر الزمن وعلى مستوى كافة الأجيال، وذلك لما له من أثر فاعل في إثراء معارف طلابه وتهذيب سلوكياتهم، وتطوير مواهبهم، والعناية بتوسيع مداركهم وأفق تفكيرهم، ونظرًا لدوره المفصلي هذا كان لزامًا عليه دومًا أن يتحلى بالصفات الدينية والخلقية والمهنية، وأن يعنى بتطوير ذاته ليكون قادرًا على أداء دوره الرسالي على أكمل وجه بما يحقق الأهداف المطلوبة والتي ينشدها الوطن لأبنائه.وأصبح لزاماً على المعلمين مواكبة المستجدات في التكنولوجيا لإثراء العملية التعليمية، والمساهمة في إعداد جيل منتج للمعرفة وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية لاسيما أن الطلبة نشأوا في عصر التكنولوجيا والتطور، كما أصبح المعلم اليوم المسؤول الأول لتحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته في أبنائه، فهو مطالب بأن يكون نموذجاً لتلاميذه في اتجاهاته وسلوكه، وأن يكون واعياً ومدركاً بدرجة كافية لأهمية هذا الأمر، ليصبح قادراً على التأثير فيهم علمياً وسلوكياً وثقافياً ليكونوا أكثر قابلية واستعداداً للتعلم واكتساب الكثير من السلوكيات والاتجاهات المرغوبة.وقال عدد من التربويين في مدارس أبوظبي ل«الخليج» : إن عصرنا الراهن يتميز بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات، وأصبح من الضروري على المعلم مواكبة هذه التغيرات لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عن هذا الانفجار المعرفي في عصر التكنولوجيا، حيث أدت هذه التغيرات إلى ظهور أنماط وطرق عديدة للتعليم، منها التعليم الإلكتروني الذي أصبح ضرورة ملحة وركيزة من ركائز التعليم الناجح لإيصال المعلومة للمتعلم، يتم فيه استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. الريادة بالمعلمفي البداية أوضحت الدكتورة نجلاء النقبي مديرة برنامج التعلم الإلكتروني بقطاع التعليم المدرسي في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي أن أي تغيير ريادي في المجتمعات يجب أن ينطلق من النظام التعليمي، مشيرة إلى أن المعلم هو العنصر الأساس، وهو التحدي، فيجب أن يكون قادراً على استيعاب التغييرات الجديدة والتطورات التكنولوجية، ويتم توظيفها بالشكل الأمثل لخدمة المجتمع، مشيرة إلى أننا اليوم نعيش مرحلة جديدة من التقدم عنوانها المشاريع الذكية، وأن التحدي الأكبر والعنصر الأساسي لهذا التطوير هو المعلم الذي يجب أن يواكب هذا الأمر بتقديم مضمون يتواكب مع هذه المتغيرات، كما يجب أن تكون المناهج المقدمة للطلبة قائمة على الإمتاع وتوظيف التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية، لافتة إلى أن النظام التعليمي هو الأداة الرئيسية لاقتصاد المعرفة. مبادراتوقال الدكتور صالح الجرمي - خبير تربوي - إنه من الضروري أن يكون المعلم قادرًا على صياغة المبادرات التعليمية والتربوية المتنوعة والتي تسهم في بناء شخصية الطالب العلمية والتربوية وذلك من خلال تفعيل دور الطالب في التعلم، وإشراكه في كافة مراحل وفعاليات الدرس من خلال البحث والملاحظة ووضع الفرضيات والقياس وقراءة البيانات والتجريب والاستنتاج، وهو نمط التدريس الحديث الفعّال الذي يعتمد على النشاط الذاتي للمتعلم، والمشاركة الإيجابية من قِبَله، إذ إنَّ هذه الطرق والأساليب والاستراتيجيات الحديثة هي التي يتوقع منها أن تربي وتنشئ طالبًا قادرًا على الممارسة الذاتية مقرونة بقدرته على الفهم والتحليل. وأشار الجرمي إلى أن مجالات المعلم كثيرة ومتنوعة في هذا المضمار من أجل تفعيل هذه الطرق واستثمار تلك المجالات في المسارات التربوية الصحيحة، فالمعلم المبدع يستطيع من خلال الأنشطة المنهجية واللامنهجية تحقيق أهدافه التعليمية وغرس قيمه التربوية، وذلك بتنويع طرق التدريس وتفعيل استراتيجيات التعلم التعاوني، الذي يجسد روح الجماعة العاملة في بوتقة واحدة، وغير ذلك من الأساليب والطرق التدريسية المختلفة، كذلك فإن ابتكار الوسائل التعليمية المعينة من شأنها أن تكون خير محفز لدافعية الطلاب نحو التعلم، أيضًا يستطيع المعلم من خلال تفعيل نشاط التعلم الذاتي، أن يستثير همم الطلاب ويوجههم نحو البحث والتنقيب عن المعلومة ذاتيًا، وإضافة إلى ذلك يستطيع المعلم من خلال العناية بتفعيل التقنيات الحديثة واستثمار المختبرات العلمية أن يطور من قدرات الطلاب العملية إضافة إلى عنايته بربط مهارات التفكير وتفعيلها من خلال دروس المنهاج، الأمر الذي يعمل على إيجاد عناصر التشويق في إطارات مدروسة ومخطط لها؛ لتخدم حاجة الطالب إلى التطور والنبوغ. تفعيل المناهجوأوضحت موزة الظاهري مديرة مدرسة البطين للتعليم الأساسي، أن المعلم باستطاعته من خلال صياغته عدداً من المبادرات التعليمية المتنوعة أن يسهم في إثراء المحتوى العلمي والثقافي لطلابه، على سبيل المثال إنه يستطيع أن يصل إلى قلوب الطلاب وينقي أذهانهم ويعمل على تعديل سلوكياتهم عن طريق تفعيل دور مسرحة المناهج، تنظيم المسابقات، إضافة إلى ذلك ضرورة حرص المعلم على إشراك الطالب في التنظيم والمشاركة في الاحتفالات المدرسية الوطنية والدينية والاجتماعية و جماعات النشاط المختلفة كجماعة الإذاعة وجماعة الفن وجماعة التمثيل المسرحي وجماعات التفكير الإبداعي وجماعة النشاط الرياضي أو الحركي أو جماعة الفن والموسيقى وجماعة الإعلام التي تعنى بمجلات الحائط والمجلات الورقية. وأشار فيصل الدرمكي، معلم مادة الجغرافيا إلى أهمية التوجيهات الجماعية للطلاب لما لها من أثر فعال ومهم في غرس القيم والعادات وإكساب الطلاب السلوكيات السوية، كذلك فإن للرحلات واختيار الأماكن التي تخدم الأهداف التعليمية والتربوية دوراً مهماً في صقل شخصية الطالب وتوسيع أفق إدراكه ومعارفه وتفكيره، لافتاً إلى أن من أهم الخطوات التي يجب على المنظومة المدرسية عامة والمعلم خاصة، عدم إغفالها هي التواصل المستمر بين ولي الأمر والمعلم لما لذلك من أهمية بالغة في متابعة الطالب المتابعة الحثيثة، والتي من شأنها أن تبقي صورة الطالب واضحة جلية لكل من ولي الأمر والمعلم. دور حيويوأكدت مريم حمد الشامسي مديرة مدرسة أم الإمارات للتعليم الثانوي أن العمل في مجال التعليم إدارة أو إشرافاً تربوياً أو تدريساً، يعتبر من أهم وأبرز الأعمال التي تقدم للمجتمع، وذلك لكون المعلم أو المعلمة يقوم بدور حيوي في تربية النشء وتعليمه وتثقيفه وتأهيله لخدمة دينه ووطنه، وأن مدير المدرسة ووكيله والمشرف التربوي يقومون بدور فعّال عن طريق دفع هذه العملية إلى تحقيق أهدافها عن طريق التوجيه والمتابعة للمعلمين والمعلمات فنشء المجتمع أمانة في أعناق هؤلاء تتطلّب منهم استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والإحساس بأهمية عملهم ودوره المهم في إعداد الأجيال للقيام بأعباء ومهام ومسؤوليات الوطن، ونعتقد بأنّ شاغلي هذه الوظائف المتسمة بالطابع التربوي والتعليمي، يدركون تماماً هذه المسؤوليات المهمة لعملهم. وقالت الشامسي إن إعداد المعلم للطالب إعداداً علمياً وسلوكياً ووطنياً من الركائز الأساسية التي يبني عليها استقرار وتقدم الوطن ورقيه. وأكد صالح الشحي - مدير مدرسة - أن الأنشطة والممارسات الطلابية المختلفة يمكن أن تسهم في ترجمة مفاهيم المواطنة المجردة إلى سلوك ومنهج حياتي يتعايش معه الطالب في وقائع حياته اليومية، فإذا وفّق المعلم في هذا الأمر فإنه سيترجم مفهوم المواطنة سلوكًا عمليًا بدلًا من كونه مجموعة معارف تُحشى بها أذهان الطلاب.

مشاركة :