شدّدت بغداد على عدم رغبتها في مواجهات عسكرية إزاء استفتاء إقليم كردستان، إلّا أنّ واجبها يحتّم عليها فرض سلطتها في المناطق المتنازع عليها، وفيما وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء بالخروج على الدستور والإجماع، أبدت فرنسا استعدادها للوساطة في الأزمة، بينما كشفت تركيا عن قرار مشترك ستتخذه مغ العراق وإيران بوقف تدفّق إمدادات النفط من كردستان. وأكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أنّ بغداد لا تريد مواجهة مسلّحة بعد تصويت مؤيدي الانفصال بكثافة في استفتاء كردستان، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ الدولة المركزية يجب أن تفرض سلطتها في المناطق المتنازع عليها. وأضاف العبادي في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس: «لا نريد مواجهة مسلحة، لا نريد أي عداء أو أي مصادمات، لكن يجب أن تفرض السلطة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وسلطات الإقليم»، مجدّداً رفضه الاستفتاء. وقال: «همنا أن نحفظ سيادة العراق على ضوء الدستور العراقي، الاستفتاء على الانفصال خروج عن هذا الدستور والإجماع، نحترم كل تطلعات المواطنين ومن ضمنهم المواطنون الكرد، لكن يجب أن تمتد السلطات الاتحادية بحسب الدستور سواء على المنافذ الحدودية أو على المناطق المتنازع عليها». ودعا العبادي قوات البشمركة الكردية إلى أن تكون جزءاً من القوات العراقية تحت قيادة السلطات الاتحادية، وأن تعمل معها لفرض السلطة الاتحادية على جميع المناطق المتنازع عليها. دعوات من جهته، دعا ماكرون إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور العراقي. وأضاف: «ندعو إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور، وبما يتيح الحفاظ على استقرار ووحدة أراضي العراق»، مؤكداً على أهمية السلامة الإقليمية لأراضي العراق. وأردف: «إنه أمر لابد منه، أن يتم إجراء حوار خلال الأسابيع والأشهر المقبلة يحترم وحدة وتكامل وسيادة العراق، أنا سعيد بأنّ ضبط النفس والهدوء يسودان المشهد، فرنسا طالما كانت حساسة ومهتمة بوضع الأكراد ولكن في الوقت نفسه تريد استقرار وقوة العراق ووحدة أراضيه، نحن مستعدون إذا رغبت السلطات العراقية، للعب دور في جهود الوساطة التي بدأتها الأمم المتحدة». قرار إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، أمس، إن تركيا وإيران والعراق ستتخذ قراراً مشتركاً بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق. وقال أردوغان، الذي كان يتحدث لقناتي «إن.تي.في» و«سي.إن.إن ترك» التلفزيونيتين خلال عودته من زيارة لإيران، إنّ إقليم كردستان سيعود إلى رشده ويعدل عن قراره. ونقلت القناتان عن أردوغان قوله: «إذا اتخذ قرار بوقف تدفق النفط في المنطقة فسنتخذه، ستفعل ذلك تركيا وإيران وحكومة العراق المركزية، قيادة شمال العراق منتشية بنتيجة الاستفتاء ولا تعي ما تفعل أو الخطوات التي تتخذها». وانتقد أردوغان إدراج كركوك في الاستفتاء، واصفاً الأكراد بألّا شرعية لهم هناك وأنهم غزاة في المنطقة.