أصبحت لدي قناعة أنك عندما تريد أن تحكم على صرح تعليمي فاذهب إلى البوفيه «المقصف» وانظر كيف تتم عملية توزيع الوجبات على الطلاب.. وهل الطلبة ملتزمون بالطابور! عندها تستطيع أن تقول هناك نظام أو لا يوجد نظام. نحمد الله على أن التقنية اقتحمت عقول أطفالنا منذ الصغر فأصبحوا مهيئين أكثر من الأجيال التي سبقتهم لتقبل وفهم وإدراك الأوامر التي يلقيها عليهم مرشدهم وقائدهم التربوي. يحرص كثير منا على غرس مبادئ وقيم في أطفاله ويأمل أن تأتي المدرسة لترسخ هذه القيم والمفاهيم من خلال المعلم والمناهج التي حددت لذلك. ليكتمل بناء شخصية الطفل ونستطيع معها بناء جيل يتحلى بالأخلاق قبل العلم. لذا كلنا أمل أن يحرص القائمون على التربية والتعليم في بلادنا على وضع مناهج وبرامج ترسخ قيماً فقدها المجتمع ونعتبرها آدابا عامة حث عليها الإسلام ومنها احترام الكبير قبل الصغير، والطريق وإلغاء أنانية الفرد واحترام خصوصية الغير والمحافظة على الممتلكات العامة وغيرها من القيم التي نحتاج لزرعها في هذا النشء لنقضي على سلبيات عاني منها المجتمع. إننا مطالبون «الأسرة والمدرسة» أن ننمي الشعور باحترام الآخر وأن نعلم هؤلاء النشء الطريقة المثلى لاحترام بعض المهن واحترام من يمارسها ليس بالتقاط صورة معهم وإنما بمساعدة أصحاب هذه المهن، ومنها مهنة عامل النظافة، ومن الأولى بنظافة الفصل هو الطالب «وهذا ما كرسته المدرسة اليابانية في طلابها الذين يقضون وقتاً لتنظيف فصولهم»، وكذلك نظافة المدرسة التي هي مسؤولية يجب أن يمارسها الجميع المدير قبل الطالب. ونلاحظ أن وزارة التربية والتعليم حريصة على تهيئة المباني المناسبة وتطوير المناهج من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، نأمل منها أن تستقطب المفكرين والتربويين لبحث الأفكار التي تحيي النواحي الإنسانية في المجتمع الطلابي من خلال الأنشطة اللا منهجية من محاضرات وزيارات، لتصبح هذه القيم والأخلاق أحد أهم الأهداف التي تبني الوزارة خططها عليها ويتم تقييم الطالب والمدرسة عليها. ولنا في الدول المتقدمة قدوة لهذا النجاح من خلال أخذ خبراتهم وتكييفها بما يناسب مجتمعنا حتى لا يصبح أبناؤنا حقل تجارب تأتي وتنتهي مع كل وزير.
مشاركة :