تجارب أوروبية ناجحة ترسم خارطة طريق جديدة لمنظومة الاحترافعصام الحضري ومحمد صلاح وعمر جابر والاحتفال بهدف خلال مشوار مصر بتصفيات كأس العالم (غيتي) لندن:ميساء خضرة * حازم إمام: محمد صلاح وتجارب فردية ناجحة سلطت الأضواء على المواهب المصرية * نادر السيد: خلل في منظومة الاحتراف أدى لتأخر بروز اللاعب المصري أوروبياً * نجاح ثقافة الاحتراف يحتاج الاستثمار في الفئات السنية الصغيرة حتى العشرين على الأكثر. على الرغم من أنها الدولة الأكثر تربعا على عرش القارة السمراء باعتلاء منصات التتويج في البطولة القارية لسبع مرات قياسية فإن مصر عانت من شح تصدير المواهب الكروية لأقوى الأندية الأوروبية، بخلاف دول أفريقية أخرى يمثل اللاعب المحترف أوروبيا جزءا أساسيا في تشكيلة فرقها الوطنية فمنتخبات ساحل العاج والكاميرون على سبيل المثال تضم بمعظمها لاعبين يمثلون أندية أوروبية في أهم البطولات العالمية في الوقت الذي حقق فيه منتخب الفراعنة بطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية بعناصر محلية بمجملها إلا أن ثورة احترافية برزت في المواسم الأخيرة بلغت ذروتها في الموسم الحالي باحتراف أكثر من اثنين وعشرين لاعبا في الأندية الأوروبية والعربية انضم منهم سبعة عشر لاعباً لقائمة المنتخب المصري المشارك في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 من أبرز تلك الأسماء نجم نادي ليفربول واللاعب الأغلى حاليا على مستوى قارة أفريقيا محمد صلاح، إضافة للاعب الآرسنال محمد النني، والمدافع الذي انضم هذا الموسم لنادي ويست بروميتش أحمد حجازي، وغيرهم من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في الملاعب الأوروبية الأمر الذي أسهم في تعزيز سمعة اللاعب المصري..منظومة الاحتراف يرى النجم المصري السابق نادر السيد الذي لعب في بلجيكا واليونان بمسيرته الاحترافية أن تأخر احتراف اللاعب المصري أوروبيا يعود لخلل في منظومة الاحتراف العربية عموما التي ينقصها التطبيق العملي لجوهر الاحتراف الحقيقي، حيث تعود الأندية لمؤسسات الدولة الرياضية ولا تتمتع باستقلالية تجعلها تتجاوب مع كافة متطلبات الاحتراف، فالأندية العربية عموما والمصرية بشكل خاص هي أندية محترفة بشكل صوري فقط بعيدة كل البعد عن التطبيق الفعلي للاحتراف فنجد من يدير تلك الأندية فقط دون الصرف عليها وبالتالي لا تبحث الإدارات عن الاستثمار في ما لديها من مواهب وتسويقها في الخارج لعدم وجود الدوافع الذاتية لتحقيق ذلك، وأشار الكابتن نادر السيد إلى معاناة الأندية في التسويق للمواهب الكروية في الخارج بالقيمة الفنية والمالية المطلوبة أوروبيا فاللاعب المصري يمتلك قيمة محلية قد تختلف كليا عن متطلبات الاحتراف الخارجي فمحمد صلاح على سبيل المثال انتقل من نادي المقاولون العرب في تجربة احترافية إلى سويسرا في البداية وتطور شيئا فشيئا في الملاعب الأوروبية حتى أثبت تطوره وقدرته على مقارعة كبار لاعبي أوروبا حتى وصل إلى نادي ليفربول فحقق فائدة كبيرة له ولكل من راهن عليه منذ البداية الأمر الذي عاد بمنفعة مالية كبيرة على ناديه الأم في مصر وبالنظر إلى هذه التجربة الفريدة إذا ما أراد اللاعب المصري النجاح في ثقافة الاحتراف يجب الاستثمار به في الفئات السنية الصغيرة ابتداء من سن السابعة عشر وحتى العشرين كأقصى حد ومن الأمثلة على ذلك النجم المصري أحمد حسام ميدو الذي غادر مصر في سن صغيرة جدا وخط مسيرته الاحترافية بالتدريج إلى أن وصل للعب في عدد من الأندية الأوروبية الكبيرة فالتأقلم مع ثقافة الاحتراف الأوروبي عامل مهم جدا لنجاح أي تجربة احترافية والحديث هنا يتخطى نجاح بعض التجارب الفردية ليشمل منظومة العمل التي يجب أن تتخطى مجرد التفكير بتحقيق البطولات المحلية فحسب. وأضاف نادر السيد أن نجاح لاعب مصري في أحد أعرق الأندية الأوروبية يسهم في التسويق الجيد لسمعة اللاعب المصري وبالتالي يساعد في تسليط الأضواء على المواهب المصرية المحلية وقد ساهم وصول المنتخب المصري لنهائي كأس أمم أفريقيا الأخيرة لاهتمام عدد من الأندية الأوروبية بنجوم المنتخب الأمر الذي ينعكس على ثقة اللاعب المصري وتقديم أفضل ما لديه بقميص منتخب بلاده.عائق مادي من جهته، أكد نجم نادي الزمالك وأودينيزي الإيطالي سابقا حازم إمام أن الإشكالية في الأندية المصرية تتمثل في عدم الاستغناء عن لاعبيها بسهولة وتنتظر تقديم عروض مالية ضخمة للقيام بهذه الخطوة تتخطى حاجز المليون دولار على الأقل تماما مثل انتقال رمضان صبحي من النادي الأهلي إلى نادي ستوك سيتي الموسم الماضي بمبلغ ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه إسترليني وإعارة الزمالك للاعب محمود كهربا إلى نادي الاتحاد السعودي بمليون ونصف المليون دولار، بخلاف الأندية الصغيرة في مصر؛ حيث نجد أن محمد صلاح انتقل من نادي المقاولون العرب بمبلغ بسيط ومجرد اهتمام أحد الأندية الأوروبية بلاعب يمثل أحد الفرق الأقل جماهيرية مكسبا لها على المدى البعيد.. وأشار الكابتن حازم إمام الذي يعد أول لاعب مصري وعربي يحترف في الدوري الإيطالي عندما انتقل من نادي الزمالك إلى نادي أودينيزي عام 1996، الى رؤية الأندية الجماهيرية في مصر كالأهلي والزمالك تحديدا للاعبيهم بأنهم نجوم لا يمكن الاستغناء عنهم إلا بأرقام وعروض كبيرة الأمر الذي يسهم في تقليص فرص الاحتراف لدى المواهب الشابة في تلك الأندية ونوه إلى أن نجاح تجارب احترافية مثل محمد صلاح في ليفربول والنني في آرسنال وغيرهما أسهمت في تعزيز فرص احتراف اللاعب المصري في الخارج وتوسيع رقعة اهتمام وكلاء اللاعبين ومختلف الأندية بالمواهب كون النني وصلاح انتقلا من أندية مغمورة في مصر الأمر الذي أدى إلى تسليط المزيد من الأضواء على المواهب المصرية وبالتالي الزيادة نوعا ما في نسبة المحترفين المصريين بالملاعب الأوروبية..حلم المونديال على الرغم من أن منتخب الفراعنة هو أول المنتخبات الأفريقية والعربية التي سجلت اسمها في نهائيات كأس العالم، عندما نجح بالوصول إلى العالمية في مونديال إيطاليا عام 1934 فإنه سجل غيابا طويلا عن اللعب مع كبار العالم استمر منذ المشاركة الثانية والأخيرة في مونديال 1990 ويرى عدد من المراقبين أن الغياب المونديالي ساهم بشكل نسبي بتأخر حضور اللاعب المصري على خارطة الاحتراف الأوروبي حيث يشكل الحدث الأكبر في عالم المستديرة فرصة لاستقطاب المواهب وبروزها بصورة أكبر من أي بطولة قارية، إلا أن ثورة الاحتراف التي نجح من خلالها عدد من نجوم مصر انعكست على تمثيل مشرف في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 حيث يتصدر المنتخب المصري مجموعته ليقترب أكثر من أي وقت مضى من الوصول إلى حلم المونديال الذي يترقبه أكثر من تسعين مليون مصري مستثمرا انعكاسات الأداء اللافت لعدد من نجوم مصر في الملاعب الأوروبية وغيرها على منظومة الفريق الوطني بثمار يأمل المصريون أن يكون حصادها في خطف بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 27 عاما.
مشاركة :