عواصم - وكالات - انتقدت وزارة الدفاع الروسية دور قاعدة «التنف» الأميركية في سورية، معتبرة أن تواجدها قرب الحدود السورية - الأردنية «يعرقل عمليات القوات الحكومية ضد إرهابيي تنظيم داعش». وقال الناطق باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف، في بيان أمس، «كلما تقدمت القوات السورية مدعومة من القوات الجوية الروسية إلى الشرق للقضاء على تنظيم«داعش» في محافظة دير الزور، تزداد خطورة مشكلة تواجد القاعدة العسكرية الأميركية وراء خطوطها الأمامية في بلدة التنف». وأضاف أن «النشر غير الشرعي لهذه القاعدة على الحدود السورية الأردنية في أبريل الماضي، جرى بذريعة ضرورة خوض عمليات ضد «داعش»، إلا أنه لم يُعرف، خلال الأشهر الستة الماضية، عن عملية واحدة أجراها الأميركيون ضد هذا التنظيم». واعتبر أن «قاعدة التنف تَخرُج منها فرق داعش القتالية لتشن هجماتها التخريبية والإرهابية ضد القوات السورية والسكان المدنيين». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة توحيد مجموعات المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، مضيفا أن «أي شروط مسبقة من شأنها إعاقة تقدم المفاوضات». وأشار، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف، أمس في أستانا، إلى الدور الذي تلعبه السعودية بهدف توحيد المعارضة. بدوره قال عبد الرحمنوف إن اجتماع أستانة المقبل حول الملف السوري سيُناقش قضايا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وتطهير الأماكن التاريخية من الألغام. ميدانياً، دخلت قوات النظام، بدعم جوي روسي، أمس، الى غرب مدينة الميادين، أحد آخر معاقل «داعش» في سورية، في إطار هجوم يهدف الى طرده من كامل محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات النظام تمكنت من الدخول الى الميادين حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي منها»، فيما قال مصدر عسكري سوري إن «الجيش يعمل على إنهاء وجود داعش فيها وصولاً الى كامل الريف الشرقي» بهدف «توجيه ضربة قاصمة للتنظيم تزامنا مع عمليات تأمين مدينة دير الزور». في هذه الأثناء، قتل 14 مدنياً على الأقل، بينهم 3 أطفال، جراء غارات روسية استهدفتهم أثناء عبورهم نهر الفرات جنوب مدينة الميادين، شرق سورية. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه «تسببت غارات روسية (ليل أول من أمس) بمقتل 14 مدنياً على الأقل، بينهم 3 أطفال، أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان» الواقعة جنوب مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم «داعش» في البلاد. وأشار إلى أن «هؤلاء المدنيين هم من سكان القرية التي يسيطر عليها التنظيم، وكانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي المكثف الذي يطال المنطقة». في غضون ذلك (الجزيرة.نت)، ذكرت مصادر أن قوات النظام شنت هجوماً على مواقع المعارضة في قرية بيت جن، في ريف دمشق الغربي. وأضافت أن «الهجوم كان من محوري حينه ودربل، حيث استعانت قوات النظام بميليشيات درزية بهدف السيطرة على تل الضبع الإستراتيجي واقتحام القرية، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة وآخر مدفعي استهدف مواقع المعارضة على أطراف القرية والمزارع». وسط هذه الأجواء، وثق تقرير للأمم المتحدة في شأن انتهاك حقوق الأطفال في مناطق النزاعات مقتل 652 طفلا وتشويه 647 آخرين في سورية، خلال العام الماضي. وحمّلت المنظمة في التقرير قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها المسؤولية عن أكثر من نصف ذلك العدد من الضحايا، كما حملت تنظيم «داعش» المسؤولية عن 235 حالة، مقابل 8 حالات لـ «قوات حماية الشعب الكردية». وأوضح التقرير أن 533 من الإصابات سببها غارات جوية معظمها مسؤول عنها النظام وحلفاؤه، كما سجل 76 هجوما على مدارس بسورية بزيادة 40 في المئة عن العام 2015 منها 57 على يد النظام وحلفائه. ووثقت الأمم المتحدة أيضاً 81 هجمة على مرافق طبية ومستشفيات، إضافة إلى 30 هجوما على عاملين بالقطاع الطبي، تتحمل قوات النظام وحلفائه المسؤولية عن معظمها. على صعيد آخر، كشف مسؤولون سابقون في شركة «لافارج» السويسرية الفرنسية المتهمة بتمويل مجموعات مسلحة من بينها تنظيم «داعش»، أمام المحققين، أن الخيار كان «إما القبول بالرشوة أو الرحيل»، وذلك لتبرير بقائهم بأي ثمن في سورية. وفي باريس أيضاً، اعتبرت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي أن معركة استعادة الرقة من «داعش» ستستمر أسابيع عدة.
مشاركة :