عواصم (وكالات) أكدت مصادر ميدانية أمس، أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من قبل التحالف الدولي المناهض «لداعش» تمكنت من بسط سيطرتها تماماً على نحو 90 في المئة من الرقة، حيث تخوض معارك ضارية في الخطوط الأمامية بالجانب الشرقي من المدينة، لطرد ما تبقى من فلول التنظيم الإرهابي واستكمال تحرير المعقل الرئيس للمتشددين في سوريا. وفيما تتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصاراً بـ«قسد» ببطء في معاركها ضد «داعش» في جبهة دير الزور الغنية بالنفط، أكد المرصد الحقوقي توغل القوات النظامية بغطاء سلاح الطيران الروسي، بالمناطق الغربية من مدينة الميادين أحد أبرز معاقل «الدواعش» بشرق البلاد، في إطار هجوم واسع لطرد التنظيم المتطرف من المحافظة الحدودية مع العراق. من جهته، أكد كينيث ماكينزي، ممثل هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أن واشنطن «لا تهتم» بهوية الجهة التي ستحرر سوريا من «داعش»، سواء أكانت قوات النظام أو المعارضة، مبيناً أن قوات الأسد ستجد صعوبة في الحفاظ على الأراضي التي استعادتها مؤخراً بإسناد من سلاح الجو الروسي، وشدد على أن الأولوية الآن هي القضاء بشكل كامل على وجود داعش بالبلاد التي يعصف بها العنف. وقال مدير المرصد السوري الحقوقي رامي عبد الرحمن إن ««قوات النظام تمكنت من الدخول الجمعة إلى الميادين، حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي منها». وتقدمت قوات النظام إلى غرب المدينة آتية من منطقة البادية، بعد غارات كثيفة شنتها الطائرات الروسية في الأيام الأخيرة، بحسب المرصد. وأكد مصدر عسكري سوري دخول الجيش إلى الميادين موضحاً أنه «يعمل على إنهاء وجود (داعش) فيها وصولاً إلى كامل الريف الشرقي» بهدف «توجيه ضربة قاصمة للتنظيم المتشدد تزامناً مع عمليات تأمين مدينة دير الزور». وشدد على أن السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور تعد أولوية للجيش النظامي خصوصاً أن التنظيم الإرهابي يتخذ من مدينة الميادين عاصمة «أمنية وعسكرية له» في المحافظة. وتشكل الميادين إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أبرز معاقل «داعش» بمحافظة دير الزور شرق البلاد، الذي ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحتها. ويؤكد محللون أن التنظيم نقل تدريجياً الجزء الأكبر من قواته وقادته إلى المدينتين مع خسارته معاقل أخرى في البلاد أبرزها الرقة التي باتت معركتها محسومة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن وحدات الجيش اشتبكت أمس مع مجموعات إرهابية في الجهة الغربية لمدينة الميادين الواقعة على مسافة 45 كم من مدينة دير الزور، مضيفة أنها استعادت السيطرة على المخبز الآلي الواقع على مشارف المدينة بعد أن قضت على « دواعش» متحصنين فيه بعد أن حولوه إلى وكر لتخزين الأسلحة والذخيرة. ومنذ بضعة أسابيع، تشكل دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة بشكل خاص، حيث تسعى إلى طرد المتشددين من أحيائها الشرقية، وفي الريف الغربي، بينما تقود الفصائل الكردية والعربية المنضوية في إطار تحالف «قسد» الهجوم الثاني في الريف الشرقي. وأفاد عبد الرحمن أن «وتيرة تقدم قوات النظام أسرع بكثير من القوات الديمقراطية نتيجة شن الطائرات الروسية مئات الغارات» على نقاط سيطرة «داعش» خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. ومع تقدمها إلى الميادين، يرى عبد الرحمن أن «قوات النظام وبإيعاز روسي مباشر، تسعى للوصول إلى حقل العمر النفطي» أحد أكبر حقول النفط السورية الذي وفر للتنظيم الإرهابي عائدات مالية ضخمة. لكن تم استهدافه مراراً من التحالف الدولي أوقف العمل فيه. بالتوازي، أكد المرصد مقتل 14 مدنياً على الأقل بينهم 3 أطفال ليل الخميس، الجمعة جراء غارات روسية استهدفتهم أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات في قرية محكان الواقعة تحت سيطرة «داعش» جنوب مدينة الميادين. كما قتل 38 مدنياً آخرين بينهم 9 أطفال الأربعاء الماضي، بغارات روسية لدى محاولتهم عبور الفرات جنوب شرق الميادين. وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في الأسبوعين الأخيرين في سوريا جراء الغارات الروسية على دير الزور، وتلك التي تشنها مقاتلات التحالف الدولي على الرقة دعماً للهجوم الذي تقوده قوات «قسد» ضد التنظيم الإرهابي. ... المزيد
مشاركة :