هو رجل سياسي من طراز فريد وقانوني برتبة مستشار، لعب دورا سياسيا مؤثرا في الساحة السياسية المصرية بعد ثورة يناير، إذ دشن «تيار الاستقلال» الذي يضم 32 حزبا سياسيا وآلافا من الشخصيات العامة، ويعد التحالف الأبرز في الساحة السياسية، له مواقف كثيرة ضد جماعة الإخوان اثناء وجودها في سدة الحكم، ساند أول وثاني استحقاقات خارطة الطريق الاستفتاء على الدستور وانتخاب الرئيس، انه المستشار أحمد الفضالي الذي حل ضيفا على «اليوم» في المقابلة التالية. كيف ترى زيارة الرئيس السيسي للمملكة العربية السعودية ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الناحيتين السياسية والاقتصادية؟ السعودية والإمارات تحديدا في دول الخليج شريك أساسي في وحدة مصر، وزيارة الرئيس السيسي للسعودية كانت إشارة واضحة لكل من تحدث عن إلغاء «مؤتمر المانحين لمصر». وردا ايجابيا وسريعا أن المؤتمر تم تأجيله ولم يلغ وهذه هي الرسالة الأولى، بالإضافة إلى موقف السعودية الداعم لمصر والوقوف بجانب ارادة شعبها أثناء وبعد ثورة 30 يونيو وهو موقف لن ينسى، وسوف يذكره التاريخ دائما، وهناك ايجابيات لا حصر لها لهذه الزيارة في جميع النواحي، واعتقد أن الأمور التي تمت مناقشتها في القمة والاتفاق حولها في وجهات النظر كانت مهمة للغاية، مثل توقيت الزيارة لان الوطن العربي يشهد مؤامرات تسعى إلى خلق مناخ من الفوضى في كل إرجائه، وان مصر والسعودية تمثلان قوة عربية كبيرة وان التشاور حول القضايا الكبرى في هذا التوقيت، ووضع حلول والاتفاق عليها سوف يفوت الفرصة على المتآمرين لتنفيذ ما يسعون إليه، فسعي الرئيس السيسي وخادم الحرمين إلى وضع رؤية مستقبلية للوضع العربي والعلاقات الثنائية بين البلدين مهم للغاية حتى نقطع الطريق على المتربصين بأمن الوطن العربي، وكان ملف غزة هو الأبرز بالإضافة إلى ليبيا وسوريا والعراق وملف الإرهاب الذي يدعم من قبل قوى إقليمية ودولية. كيف ترى زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا ومحادثاته المثمرة مع الرئيس الروسي في هذا التوقيت والفوائد التي جلبتها الزيارة؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي يذكرني بجمال عبدالناصر، بل أقول انه تفوق عليه في العلاقات مع روسيا تحديدا، فلقد حقق ما لم يحققه أحد، ولم يحدث أن احتفت روسيا بزيارة مسئول أجنبي وأرسلت له الطائرات لتحيط به من كل جانب مثلما فعلت مع الرئيس السيسي، بالإضافة إلى زيادة الوارد من القمح إلى 30 % والتعاون العسكري، الذي جعل المارد الأمريكي يسعى إلينا بعد ان علم بوجود بديل متاح قوي، واعتقد أن الرئيس السيسي وعلاقاته مع روسيا سيكون لها تأثير قوي على موقف بعض الدول الأوروبية تجاه مصر بعد الثورة، فهذه الدول سوف تراجع مواقفها وتسعى الى عودة العلاقات مع مصر، وان كنت اعرف أن وجود بعض أنصار جماعة الإخوان في بعض دول أوروبا له دور سلبي في نقل الصورة الصحيحة، وكان لتيار الاستقلال جولة في أغلب دول أوروبا والصين عقب الثورة؛ لتوضيح الحقائق بعد الأكاذيب التي روجت لها جماعة الإخوان في أوروبا. كيف تقرأ المشهد الحالي قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ المشهد الحالي يحتاج إلى التكاتف من كل الشرفاء، سواء أحزابا أو أشخاصا حتى نقطع الطريق على الجماعات المتطرفة الوصول إلى البرلمان، لان هؤلاء ليس لديهم أي أمل في الحياة السياسية المصرية، بعد أن لفظهم الشعب وسد أمامهم كل الطرق لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية الإجرامية، فلم يعد أمام هؤلاء سوى البرلمان ولذلك نقول إن مجلس النواب المقبل لا بد أن يكون خاليا من هؤلاء الخونة أنصار الإرهاب حتى نستطيع أن نكمل خارطة الطريق ونمضي سويا بمصر إلى بر الأمان والاستقرار. كيف يمكن أن يكون البرلمان القادم خاليا من هذه الجماعات المتطرفة؟ بتدشين تحالف قوي يجمع القوى المدنية، واعتقد أن تحالف «تيار الاستقلال» الذي يضم بين جنباته 32 حزبا سياسيا يتفقون في الرؤى والأفكار يستطيع أن يكمل المشوار، ويضم بعض الشخصيات العامة المؤثرة في الشارع ليكون هناك تحالف حقيقي نستطيع أن نحصد به أغلب مقاعد البرلمان، حتى نساند الرئيس في تحقيق خارطة المستقبل، فلقد دشن تيار الاستقلال قبل ثورة يونيو وأثناء حكم الجماعة الإرهابية وكانت له أهداف حقيقة يسعى إلى تنفيذها واستطعنا بفضل الله أن نساند الثورة ويكون لنا دور مؤثر فيها وفي الفترة الانتقالية والاستحقاق الأول «الاستفتاء على الدستور» والاستحقاق الثاني وهو انتخاب الرئيس ونسعى حاليا لأن نكمل المشوار ونقدم برلمانا خاليا من الإرهاب.. برلمان بطعم الثورة ليس فيه إقصاء لأحد إلا من خان وغدر وحرق وارهب وقتل، واعتقد أن الحكم القضائي بحل حزب الحرية والعدالة سهل كثيرا على اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في استبعاد هؤلاء الإرهابيين لان حيثيات ومنطوق الحكم دليل قوي على خيانتهم لمصر. تحالف «دعم الرئيس» الذي تم تدشينه بعد تولي الرئيس السيسي لماذا لم يحقق أصداء في الإعلام مثل تيار الاستقلال؟ أولا تحالف «دعم الرئيس» مختلف عن تيار الاستقلال؛ لان الأخير تيار سياسي يتواجد في كل المحافل، وخاض معارك كبيرة في السباق وكان له رد فعل قوي داخل الناس أما «تحالف دعم الرئيس» فهو لا يسعى لعمل سياسي أو تحالف انتخابي؛ لأنه دشن بهدف مساندة الرئيس أيا كان اسمه في القرارات التي تتخذ في صالح الوطن والمواطن، واعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ عددا من القرارات الجريئة الصائبة، والتي بدأت برفض الموازنة العامة للدولة وإعادتها مرة أخرى لترشيد العجز بها وبناء عليه تم رفع بعض أسعار المحروقات، وكان له ردود أفعال متباينة في الشارع المصري وكان للجبهة دور ايجابي في توضيح الحقائق للمواطنين وسوف نساند الرئيس في المستقبل في كل القرارات التي تأتي في صالح مصر داخليا وخارجيا. كيف ترى مستقبل الإخوان في الحياة السياسية في مصر؟ -الإخوان حكم عليهم بالإعدام في مصر ولن تقوم لهم قائمة في الحياة السياسية نهائيا؛ لان الشعب عرفهم وأدرك حقيقتهم وخطورتهم على مصر، وأنهم جماعة إرهابية تسعى إلى السيطرة والحكم فقط. هناك أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية ستخوض الانتخابات البرلمانية مثل حزبي النور والوسط هل ترى سيكون لهم دور سلبي أو ايجابي في المستقبل؟ يجب حل هذه الأحزاب بعد حكم القضاء بحل حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسي للإخوان، لان الأحزاب ذات المرجعية الدينية مخالفة للدستور وأي حزب سياسي لا يعمل في اطار مدني بحت يجب التخلص منه لأنه سيشكل خطر على الحياة في مصر، ولن يكون لهم أي دور ايجابي في المستقبل. هل سينضم عمرو موسى إلى تحالف «تيار الاستقلال» بعد انسحابه من تحالف «الأمة» الذي يقوده حزب الوفد؟ عمرو موسى شخصية سياسية مؤثرة وانضمامه لأي تحالف سيكون له تأثير ايجابي ملحوظ، ونحن في تيار الاستقلال نرحب بكل الشخصيات العامة فهي تضيف إلى قوة التيار، ومع ذلك تيار الاستقلال لديه رصيد كبير من الشرفاء، ويضم كوكبة من الشخصيات العامة بعيدا عن الأحزاب في كل المجالات، فلدينا شخصيات سياسية ورياضية وفنية لها تأثيرها القوي في الشارع المصري، وهناك من المفكرين نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يحيى الجمل، والمفكر الإسلامي الدكتور كمال الهلباوي بالإضافة إلى رئيس اتحاد الكرة جمال علام وسحر الهواري وبعض الفنانين مثل حنان شوقي واحمد ماهر. هل هناك مخاوف من وصول الإخوان إلى حصد ثلث مقاعد البرلمان وتعطيل خارطة المستقبل؟ -نحن نسعى إلى عدم تمكين هؤلاء من أي مقاعد برلمانية في المجلس القادم؛ لأنهم ليس لديهم أي آمال في التواجد داخل الحياة السياسية في مصر إلا من خلال البرلمان، فهم يسعون بكل قوة إلى حصد ثلث المقاعد، واستخدام الدستور في تعطيل البرلمان وحله وإقصاء الرئيس، ولذلك بعد الحكم القضائي بحل حزب «الحرية والعدالة» خاطب تيار الاستقلال كل أمناء المحافظات في «تيار الاستقلال» لتقديم كل المعلومات المتاحة عن أعضاء حزب الحرية والعدالة والذين ترشحوا على قوائمه في البرلمان الماضي، وكذلك كل المتعاطفين معهم حتى يتم تقديم هذه المعلومات للعليا للانتخابات، لان هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا في البرلمان القادم وبدأنا بمحافظة الفيوم وسوف نتابع في الأيام القادمة باقي المحافظات وتحديدا التي يوجد بها تمركز للإخوان.
مشاركة :