الدوحة - الراية : قال فضيلة الدكتور عبد الله السادة إن البر والإحسان للآباء وكبار السن ورعايتهم وتفريج كربهم وتيسير أمورهم من أسباب سعة الرّزق في الدّنيا والبركة في الحياة وزوال الكدر والهموم والأحزان، وذكر في خطبة الجمعة أمس أن الكبير سواء كان أباً أو قريباً أو جاراً، مسلماً أو غير مسلم: لهم حقوق علينا جاءت الشّريعة بحفظها ورعايتها والقيام بها. وقال: إن من حقوق الكبير التي دعا إليها الإسلام وأمر بها أولاً: توقيره: كما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «ليس منّا من لم يوقّر الكبير ويرحم الصّغير، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر». وقال: إن من حقوق المسلم على والده إكرامه بحسن الخطاب وطيب المعاملة، وجميل التّودّد وأن تبدأه بإلقاء السّلام عليه، كما في الحديث: «يسلّم الصّغير على الكبير، والرّاكب على الماشي»، وإذا حدّثت كبيراً في السّنّ ناده بألطف عبارةٍ وأجمل خطابٍ وتقديمه في الكلام وهي يقدّم في الكلام، ويقدّم في المجلس، ويقدّم في الطّعام، ويقدّم في الدّخول: فهي من حقوقهم الّتي أوصى بها رسول الله وأن تراعي وضعه الصّحيّ والبدنيّ والنّفسيّ بسبب الكبر وضعفه، إذ تتغيّر طباعه، وتنفد بعض قواه، ثمّ يكبر فيصير شيخاً كبيراً، ضعيف القوى، قليل الحركة، يعجزه الشّيء اليسير فلا تملّ من الكبير، ولا تسأم من معاملته، بل احرص على أن ترعاه حقّ الرّعاية، وأن تحسن معاملته. والدّعاء لهم فتدعو لهم بطول العمر في طاعة الله عزّ وجلّ، وتدعو لهم بالتّوفيق والسّداد، وأن يمتّعهم الله بالصّحّة والعافية، ويُحسن لهم الخاتمة. إقبال على الآخرة وقال د. السادة إنّ كبار السّنّ وذوي الأعمار المديدة يعيشون مرحلة إقبالٍ على الآخرة وإحساسٍ بدنوّ الأجل أكثر من غيرهم، فالطّاعة فيهم تزيد، والخير فيهم يكثر، والوقار عليهم يظهر. وأضاف: إن الواجب على الشّباب أن يتّقوا الله جلّ وعلا ويراقبوه بمراعاة حقوق هؤلاء الأمثال الأخيار، والأفضال الأبرار، أهل الإحسان والطّاعة والخير والعبادة، أهل الرّكوع والسّجود والصّيام والقيام، والتّسبيح والتّهليل، والحمد والإنابة، ولا يهزأ شاب من شيخٍ كبيرٍ تغيّرت أحواله من كرّ الزّمان عليه ولا يسخر من شيبته.
مشاركة :