الحسـد اعـتراض عـلى قضـاء الله

  • 10/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال د .عيسى يحيى شريف إن الدين الإسلامي جاء ليُخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والبدع واتباع الأهواء إلى نور التوحيد والإخلاص لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء ليُخرج الناس من ظلمات الظلم والطغيان إلى نور العدل والإحسان ومن ظلمات المعاصي والمنكرات إلى نور العبادات والطاعات لله رب العالمين. وأشار د. عيسى في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة إلى أن الإسلام جاء ليُخرج الناس من ظلمات الحقد والحسد إلى نور الإيمان والرضا والسؤدد، فحذّرنا من مرض خطير من أمراض القلوب، ألا وهو الحسد، مضيفاً أن الحسد مرض خطير، وشر مستطير، وهو أول معصية كانت سبباً في تمرّد الشيطان وامتناعه عن أمر ربه فكان سبباً في طرده من مُخالطة الملائكة، وإبعاده من الرحمة وأشقائه إلى يوم القيامة، كما أن أول جريمة وقعت في الأرض كان سببها الحسد، حيث حسد قابيل أخاه هابيل حتى قتله وصار شقياً بسبب حسده لأخيه. أشقى الناس وأوضح أن الحسود أشقى الناس في الحياة، لأنه يكره كل نعمة رآها عند غيره، فالحسود كلما رأى نعمة عند آخر تقطّع قلبه وتفكّك كبده، وتمزّق صدره، وثار غيضه. وأشار إلى أن الحسد أصل كل شر، ومصدر كل بلاء، ومنبع كل عداء، وسبب كل عداوة، فهو مفسد كل مودة، وسبب كل خيانة، وعلّة كل غدر، ووسيلة كل فتنة، وهو مفرق الأصدقاء، ومدمّر الإخاء ومشتت الأحبة، ومفسد النقاء، مضيفاً أن الحسد علامة النفاق، ودليل الخسة، ومفتاح الشقاء، وهو داء عضال، ومرض قلبي فتاك قتال، ما فشي في أمة إلا كان نذير هلاكها، وما دب وانتشر في صفوف جماعة إلا كان سبب شقائها، ونبّه إلى أن الحسد يفسد المودة، ويقطع حبال المحبة، ويهدم أواصر القربى، يغرس الضغينة والبغضاء، ويزرع الكراهية والشحناء، وينبت العداوة، ويقضي على بواعث الخير بين المومنين، ومظاهر الحب والتراحم بين المسلمين، والحسد يهلك صاحبه في الدنيا ويفسد دينه وأخلاقه. القطيعة والاعتداء وأضاف د. عيسى: لو بحثنا عما يحدث بين الأقارب من الخصومات، لوجدنا أن السبب هو الحسد، ولو تأملنا ما يجري بين الإخوة والجيران من النزاعات والقطيعة والاعتداء لوجدنا أن السبب هو الحسد، وما يحدث بين كل جماعة من التفرّق سببه الحسد، ولذلك كان الحسد والحسود عامل هدم، وأداة إفساد وتخريب وتمزيق وتفريق، وكثراً ما يتولّد الحسد من الحقد وشدّد على أنه يحب على كل مسلم ومسلمة الابتعاد عن الحسد، لما له من الأثر السيئ والضرر الخطير، مشيراً إلى قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، (لاتحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه). خبث الأخلاق وبيّن أن الحسود إنسان خبيث، قلبه مريض وعقله قاصر، وإيمانه ضعيف، وأخلاقه سيئة، ونفسه شرّيرة، وكرامته منحطه، وطبعه اللئيم، ومن هنا كان أشقى الناس في الحياة، لأنه يكره كل نعمة يراها عند الناس، وأكد أن المسلم الصادق، يجب عليه أن يترفّع عن الحسد، ويتوقاه ويتنزه عنه. وقال خطيب مسجد علي بن أبي طالب: كم من أخوة مزّقها الحسد، وكم من صلة قطعها وكم من دم معصوم سفكه وكم من جماعة شتّتها وكم من سنّة حاربها، وكم من بدعة وضلالة نشرها ورسّخها، وكم من دعوة إصلاحية حاربها، وهكذا فما وقعت جريمة ولا جهّزت مؤامرة، ولا دُبّرت مكيدة إلا وكان سببها الحسد، ولا قُتل بريء، ولا حرم مستحق، ولا ظلم مظلوم، إلا وكان الحسد من وراء ذلك كله. اعتراض على قسمة الإله ونبّه د. عيسى إلى أن الحسد فيه اعتراض على قسمة الإله، فكأن الحسود يقول بلسان حاله ، ما أحسنت يارب حين أعطيت فلاناً كذا وكذا، وكأنه يقول يا رب لقد أخطأت حين أعطيت فلاناً تلك النعمة، وكفى بهذا الاعتراض خبثاً وجريرة، وحسب الحاسد بهذا الاعتراض مكراً وجريمة. ودعا إلى تطهير القلوب من الحسد والحقد والبغضاء، وأن يعلم المسلم أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

مشاركة :