متابعة - صفاء العبد : اجتاز العنابي المتجدد تجربته الأولى في إطار تحضيراته لبطولة «خليجي 23»، المقررة في الدوحة خلال المدة من الثالث والعشرين من ديسمبر وحتى الخامس من يناير المقبلين، وذلك من خلال مباراته الودية التي تغلب فيها على نظيره السنغافوري بثلاثة أهداف لهدف أمس الأول على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد. فبغض النظر عن النتيجة جاءت التجربة لتكشف فعلاً عن تحول مهم لمرحلة جديدة سيكون لنا فيها منتخب جديد يغلب فيه العنصر الشبابي بعد أن اختار المدرب الاسباني فيليكس سانشيز التركيز على نخبة من لاعبي العنابي الأولمبي ليكونوا نواة المنتخب الأول الجديد. وواضح جداً أن التركيبة الجديدة هي ثمرة التكامل في الإعداد بين المنتخبين الأول والأولمبي خصوصاً وأن الجهاز الفني برئاسة سانشيز هو من يشرف على المنتخبين في الوقت الحاضر حيث أسهم ذلك كثيراً في بلورة هذا التوجه لينتج لنا هذه الحصيلة التي نعول عليها كثيراً في المرحلة الجديدة من عمر المنتخب. وليس من شك في أن مثل هذا التوجه هو ما كان ينتظره الجميع لا سيما بعد التعثرات التي رافقت مهمة العنابي في التصفيات الأخيرة لكأس العالم وهي التصفيات التي عكست عمق الحاجة إلى الجرأة في اتخاذ قرار التغيير الذي يمهد لمرحلة في غاية الأهمية ليس فقط على طريق نهائيات كأس أمم آسيا المرتقبة عام 2009 وإنما على طريق الاستعداد لمونديال كل العرب مونديال «الدوحة 2022». ومع أن مرحلة كهذه وبمثل هذا التغيير والتحول الكبير يمكن أن تشهد الكثير من الصعوبات على المستوى الفني إلا أن الصورة التي كان عليها العنابي في تجربته هذه أمام سنغافورة أمس الأول كانت تجربة إيجابية ومشجعة فعلاً حيث أثبتت إمكانية أن نشهد هذه النخبة من اللاعبين وهي تحث الخطى نحو التصاعد في المستوى وصولا إلى ما نطمح إليه جميعاً. لا ننكر طبعاً بأن المباراة عكست بعض الملاحظات الفنية إلا أن الملاحظات هذه لا تقلل أبداً من شأن هذا التوجه المهم لا سيما وأن الآمال تبقى قوية جداً في إمكانية أن نشهد ماهو أفضل لهذا المنتخب المتجدد خلال تجاربه اللاحقة ومنها تجربته القادمة أمام منتخب كوراساو يوم الثلاثاء المقبل، وهو أحد منتخبات دول الكونكاكاف، ومن ثم في التجربتين اللاحقتين المقررتين في نوفمبر وديسمبر المقبلين. وفي كل الأحوال نقول إن مباراة أمس الأول كانت قد أشرت لحقيقة في غاية الأهمية وهي أن لدى الجهاز الفني العديد من الخيارات على مستوى اللاعبين والمراكز وذلك أمر مهم جداً من شأنه أن يمنح الجهاز الفني مساحات واسعة في التخطيط وفي التنفيذ وبالتالي فإن ذلك يسهم بكل تأكيد في تسهيل مهمة تنفيذ كل الأفكار التي من شأنها أن تدفع بالعنابي نحو الأفضل. أما المطلوب الآن فهو التمسك بهذا المنهج وعدم التراجع عنه والاستمرار في توفير مثل هذه الفرص أمام لاعبينا الجدد مع الأخذ بالحسبان ضرورة أن يتم التركيز في المرحلة اللاحقة على ضرورة خوض تجارب أكثر قوة وصعوبة وأمام منتخبات أفضل وأكثر تطوراً ليس للاستفادة الفنية فقط وإنما لتعزيز ثقة لاعبينا الجدد بأنفسهم أكثر فأكثر بعيداً عن أي حسابات تتعلق بالنتائج التي يمكن أن تنتهي إليها مثل هذه التجارب المهمة. فمباراة بحجم مباراة أمس الأول أمام سنغافورة أو التي ستعقبها أمام منتخب كوراساو يمكن أن تكون مفيدة من حيث البداية على خطى الإعداد لكنها قد لا تكون كذلك في القادم من المراحل إذ لابد من التصاعد في الخيارات اللاحقة بحيث تكون تجاربنا مع منتخبات تفوقنا في الإمكانات الفنية والبدنية وهو ما يمنحنا فعلا فرصة الاستفادة من إمكاناتها تلك وليس العكس. أما على مستوى ما حدث في تجربة أمس الأول فنقول إن العنابي يبقى بحاجة إلى معالجة بعض الملاحظات التي تتعلق بالجهد الدفاعي .. فعلى الرغم من محدودية فاعلية المنتخب السنغافوري الهجومية وتراجع أغلب لاعبيه واعتماده على لاعب واحد فقط في الأمام إلا أنه تمكن في الشوط الثاني تحديداً من أن يشكل بعض الخطورة في الأمام مستفيداً من أخطاء محدودة تتمثل بالتمركز الدفاعي وبالمساحات الخالية المتروكة خلف الظهيرين. كما عكست المباراة أيضاً ضرورة التركيز على كيفية استثمار أو ترجمة المحاولات الهجومية بالشكل المطلوب .. فالذي حدث أمس الأول كان فيه الكثير من المبالغة في إهدار الفرص ومنها فرص سهلة جداً كان يجب أن تستثمر بشكل أفضل مع ضرورة العمل على تجاوز ظاهرة التسرع غير المبرر وربما العشوائية أحياناً في كيفية إنهاء المحاولات الهجومية. غير أن ملاحظات كهذه لا تقلل أبداً من الكثير من الإيجابيات على المستوى الفني وعلى مستوى التدخل في إجراء بعض التغييرات في الأسماء وفي الواجبات مثلما حدث في الشوط الثاني على وجه التحديد .. وفي كل الأحوال نقول إنها تجربة، والتجارب تقوم أصلاً لغرض الوقوف على مثل هذه الملاحظات وبالتالي السعي لتجاوزها وهو ما نرجوه خلال الآتي من التجارب والمراحل اللاحقة في برنامج التحضير للقادم من المشاركات.
مشاركة :