قوات النظام تدخل الميادين وقتلى بغارات شرق سوريا

  • 10/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت قوات النظام أمس بدعم جوي روسي إلى غرب مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم داعش في دير الزور، في وقت يسجل فيه يوميا ارتفاع في عدد قتلى المدنيين الذين يسقطون في المنطقة الحدودية مع العراق، خلال هروبهم من القصف وحيث تستمر المعارك على جبهتي القتال بين النظام والتنظيم من جهة و«قوات سوريا الديمقراطية» و«داعش» من جهة أخرى.وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام تمكنت من الدخول إلى الميادين حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي من المدينة بعد تقدمها من جهة البادية، بدعم جوي روسي، وهو ما أكده مصدر عسكري من قوات النظام للوكالة نفسها، مشيرا إلى أنه «يعمل على إنهاء وجود داعش في الميادين وصولاً إلى كامل الريف الشرقي وأن الهدف هو توجيه ضربة قاصمة لداعش تزامنا مع عمليات تأمين (مدينة) دير الزور». وشدد على أن «السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور تعد أولوية لقواته خصوصاً أن التنظيم يتخذ من مدينة الميادين عاصمة أمنية وعسكرية له».وكان «المرصد» أعلن الخميس أن النظام وحلفاءه واصلوا تقدمهم نحو مدينة الميادين وباتوا على مسافة ستة كيلومترات فقط منها.في المقابل، نفى أحمد الرمضان، مدير «موقع فرات بوست» المتخصص في أخبار دير الزور دخول النظام إلى المدينة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام وصلت إلى محيط المدينة حيث تقع اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم، واستدلّ بقوله إلى نشر «وكالة أعماق» التابعة للتنظيم خبرا تعلن فيه عن تدمير دبابة لقوات النظام في محيط الميادين من الجهة الغربية وليس داخلها. وقال: «للمرة الأولى منذ خمس سنوات تسيطر قوات النظام على كتيبة المدفعية بمحيط مدينة الميادين بعد مئات من الغارات الجوية والصواريخ والبراميل التي أدت إلى سقوط أكثر من 700 قتيل وهجرت 200 ألف شخص إلى الصحراء، خلال شهر». أضاف: «من بقي في دير الزور يعيش تحت رعب الموت ومن هرب إلى مناطق محاصرة وخاضعة لسيطرة التنظيم يعيش في خيم وفي ظروف إنسانية صعبة مع قلة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار».وتشكل مدينة الميادين إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، رغم أنه ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحتها.وإلى جانب المدينتين، يحتفظ التنظيم بسيطرته على الأحياء الشرقية من مدينة دير الزور وبلدات ومدن عدة في الريفين الشرقي والجنوبي بالإضافة إلى مناطق صحراوية واسعة.وتشير المعلومات إلى أن التنظيم نقل تدريجياً الجزء الأكبر من قواته وقادته إلى المدينتين مع خسارته معاقل أخرى في البلاد أبرزها الرقة (شمال) التي باتت معركتها محسومة.وتشكل دير الزور منذ أسابيع مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة بشكل خاص حيث تسعى إلى طرد التنظيم من أحيائها الشرقية، وفي الريف الغربي. وتقود «سوريا الديمقراطية» الهجوم الثاني في الريف الشرقي.وعلى وقع المعارك والقصف المستمر، يتزايد عدد القتلى يوميا الأسبوع الأخير وخاصة في صفوف المدنيين الهاربين من دير الزور. وأفاد «المرصد»، بمقتل 14 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال ليل الخميس الجمعة جراء غارات روسية استهدفتهم أثناء عبورهم نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان الواقعة جنوب مدينة الميادين وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وبحسب «المرصد»، فإن «هؤلاء المدنيين هم من سكان القرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وكانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي المكثف الذي يطال المنطقة».وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في الأسبوعين الأخيرين في سوريا جراء الغارات الروسية على دير الزور، وتلك التي تشنها طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية على مدينة الرقة (شمال) دعما لهجوم تقوده «قوات سوريا الديمقراطية» ضد التنظيم.وقتل 38 مدنياً بينهم تسعة أطفال الأربعاء بغارات روسية لدى محاولتهم عبور الفرات جنوب شرقي الميادين أيضا، وفق ما أحصى المرصد.كما قتل 18 مدنيا آخرون الثلاثاء جراء غارة للتحالف الدولي استهدفت آباراً للمياه أثناء تجمع السكان قربها في مدينة الرقة، بحسب المرصد. وينفي التحالف بدوره تعمد استهداف مدنيين، مؤكداً أنه يتخذ كافة الإجراءات للحؤول دون ذلك.وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ندّدت يوم الخميس بمقتل مئات الضحايا وتدمير المستشفيات والمدارس خلال الأسبوعين الأخيرين في مناطق عدة، معتبرة أن مستويات العنف هي «الأسوأ» منذ معارك مدينة حلب العام الماضي.كما حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة في بيان منفصل الخميس من أن استهداف المدنيين والمرافق «يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وقد يصل إلى حد جرائم الحرب».

مشاركة :