أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، أن شيوع الأمن في مجتمعات المسلمين عامة ضرورة شرعية وحياتية لتستقيم حياة الناس ويقوموا بعبادة ربهم، وهو أشد ضرورة وإلحاحا في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، لأنها معقل التوحيد ورمز الإسلام وحامية مقدسات المسلمين، فالحفاظ على عقيدتها وأمنها وأخلاقها وسلامتها واجب شرعي على كل مسلم مواطن أو مقيم في هذه البلاد. وقال في خطبة الجمعة، أمس: ستبقى بلاد الحرمين مأرز الإيمان والأمن ومنارة الإسلام والسلام لكل العالم بما شرفها الله من عقيدة وأخلاق وسلوك وبما حوته من مقدسات طاهرة وآثار النبي - صلى الله عليه وسلم- ومنازل الصحابة الكرام ومآثر التاريخ. وقال فضيلته: إن عبودية الضراء بالصبر والمصابرة تثمر للعبد أفانين الرضا والحبور والسكينة في صحراء البلاء وشدة الضراء، وتستمطر رحمات السماء وغيث اليقين والروح لتروي جفاف البأساء، وقحط المحن والابتلاء، فإن المسلم إذا صدق مع الله في تحقيق عبوديته، فإن المحن تكون في حقه منحا، وتنقلب الآلام أملا، والأحزان أفراحا ويجعل الله من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، منوها إلى أن أنبياء الله ورسله سطروا أفخم الروائع في إظهار العبودية الحقة لله في حال البلاء والضراء كما قص الله علينا من نبأ نوح وإبراهيم وموسى وهود وصالح ويونس عليهم السلام. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من أعجب الحوادث التي وقعت بالنبي - صلى الله عليه وسلم- وأشدها ألما وابتلاء حادثة الإفك الشهيرة التي اتهمت فيها عائشة حبيبة رسول الله، وبقدر شدتها وألمها إلا أنها كانت تحمل في طياتها الخير والبشائر، كما قال تعالى «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم»، ولذلك فقد يقدر الله ويجري على عباده بعض المقادير التي في ظاهرها الشر والضر ولكن في ثناياها الخير وتكون عاقبتها إلى خير، فلا يأس مع رحمة الله وحسن تدبيره، ولا قنوط مع لطف الله وحكيم تقديره. وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، أهمية متابعة سلوكيات الأولاد، والاهتمام بتفاصيلها، لا سيما حين تتشكل سلوكيات مريبة، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «إن مقاومة جريمة التحرش وكل الجرائم مسؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع ومن لم يردعه القرآن ونداء الإيمان فلا بد حينئذ من سوط السلطان وقد جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
مشاركة :