قوات النظام تتمكن من الدخول إلى الميادين وتسيطر على القسم الغربي منها بعد غارات كثيفة شنتها الطائرات الروسية في الأيام الأخيرة.العرب [نُشر في 2017/10/07، العدد: 10774، ص(2)]تقدم محفوف بالمخاطر دمشق - دخل الجيش السوري بدعم جوي روسي الجمعة إلى غرب مدينة الميادين، أحد آخر معاقل داعش البارزة في سوريا، في إطار هجوم يهدف إلى طرد التنظيم من كامل محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق. ويسعى الجيش السوري المدعوم أيضا بميليشيات إيرانية إلى توسيع مناطق سيطرته داخل المحافظة التي يسيطر التنظيم الجهادي على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014، في وقت تقود قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية هجوما منفصلا، لكن وتيرة تقدمها “أبطأ” بكثير من الجيش. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “قوات النظام تمكنت من الدخول إلى الميادين حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي منها”. وتقدم الجيش إلى غرب المدينة آتيا من منطقة البادية، بعد غارات كثيفة شنتها الطائرات الروسية في الأيام الأخيرة، بحسب المرصد. وأكد مصدر عسكري سوري دخول الجيش إلى المدينة الاستراتيجية موضحاً أنه “يعمل على إنهاء وجود داعش فيها وصولاً إلى كامل الريف الشرقي” بهدف “توجيه ضربة قاصمة لداعش تزامنا مع عمليات تأمين (مدينة) دير الزور”. وشدد على أن “السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور تعد أولوية خصوصا أن التنظيم يتخذ من مدينة الميادين عاصمة أمنية وعسكرية له” في المحافظة. وتشكل الميادين إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، وستشكل خسارتهما ضربة قاصمة جديدة له في سوريا. وكان التنظيم نقل الجزء الأكبر من قواته وقادته إلى المدينتين مع خسارته معاقل أخرى في البلاد أبرزها الرقة (شمال). وهناك تنافس غير متكافئ بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري على دير الزور ويقول في هذا الإطار عبدالرحمان إن “وتيرة تقدم قوات النظام أسرع بكثير من سوريا الديمقراطية نتيجة شن الطائرات الروسية مئات الغارات” على نقاط سيطرة التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. ومع تقدمها إلى الميادين الواقعة في الريف الشرقي، يرى عبدالرحمن أن “قوات النظام وبإيعاز روسي مباشر تسعى للوصول إلى حقل العمر النفطي” أحد أكبر حقول النفط السورية الذي وفر للتنظيم عائدات مالية ضخمة. لكن استهدافه مرارا من التحالف الدولي أوقف العمل فيه. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد سيطرت في الفترة الماضية على حقلي كونيكو والجفرة للغاز الطبيعي في المحافظة. ويوضح المصدر العسكري السوري أن “الجيش ومن خلال توجيه عملياته نحو الميادين يهدف الى إنهاء وجود داعش في كامل جغرافية المحافظة”. وتمكنت القوات الحكومية الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور.
مشاركة :