قال فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين -الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة- إن ذكرى يوم المعلم مرت علينا، أمس الأول، وهي ذكري غالية، مضيفاً أن أول كلمة حطت رحالها في كتاب الله، وأول كلمة أمر بتطبيقها معلم البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم هي «كلمة اقرأ»، وهي تحث على العلم؛ باعتباره وسيلة فهم الدين والدنيا والآخرة. وأكد فضيلته -في خطبة الجمعة أمس بجامع صهيب الرومي بالوكرة- أن العلم نور والجهل ضلال؛ فبالعلم تزهر المجتمعات وترتقي، وهو الشعلة المنيرة التي تنير الدرب لجميع الأجيال، وهو السفينة التي تبحر في بحور المعرفة لينهل الطلاب منها، وككل السفن، منوهاً بأن سفينة العلم تحتاج لقبطان شجاع وقائد، يعمل على قيادتها، فالمعلم يكاد أن يكون عظيماً بعظمة الرسل والأنبياء، قال الشاعر: قم للمعلم وفِّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا. وأضاف فضيلته أن المعلم الفاسد كالطاعون الذي يدمر كل شيء، وفساد قبطان السفينة سيدخلها في أمواج البحر المتلاطمة، ويدمرها؛ ويقضي على راكبيها، لافتاً إلى أن المعلم من يصنع بيديه الطبيب والمهندس والضابط، وأنه يستحق التقدير والثناء على جهوده وعطاءه وتميزه. وتابع قائلاً: «لو رجعنا أيام الدراسة لتذكرنا بعض المعلمين الذين لهم فضل بعد الله في تعليمنا، وعلى المعلم أن يحبب نفسه لطلابه قبل أن يعلمهم، لأن محبة المدرس هي المدخل الأول لتوصيل المعلومة». ودعا البوعينين إلى ضرورة أن نعلم أن العلم هو سر تقدم الشعوب ورقيها، والله تبارك وتعالى جعل طلب العلم فريضة، وجعل فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، والعلم يطهر العقول من التخلف والظلام، ويساهم في تقدم البناء والعمران؛ فبعد أن كان الناس يعانون بعد المسافات وصعوبة التنقل والاطمئنان على من يحبون أصبحت الحياة بفضل العلم أكثر انفتاحاً، وأصبح بإمكاننا أن نذهب إلى أبعد نقطة في العالم باتصال هاتفي صغير لا يكلف الجهد والتعب ولا حتى الكثير من المال كل هذا بسبب العلم. وأضاف أن العلم ساهم في شفاء ملايين البشر، عبر اكتشاف الأدوية التي عكف العلماء على تطويرها، وأصبح العلم والأجهزة الحديثة الطبية من الأمور المساعدة على علاج الأمراض كلها بسبب العلم، لافتاً إلى أنه في دولة قطر مدارس وجامعات على أعلى المستويات الهندسية، بالإضافة إلى مدرسين من أصحاب أعلى الكفاءات؛ وجامعات في جميع التخصصات، ويبقى على الشباب اليوم الجهد والاجتهاد في الدراسة والاستفادة من الخبرات ليستفيد المجتمع منها. وأوضح البوعينين أن المعلم يحمل أعظم رسالة ويمثل أعظم شخصية؛ وهو الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي اختير من الخلائق ليحمل الرسالة ويعلم العالم، فالمعلم يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حين يكد ويتعب، من أجل توصيل المعلومة، وتوصيل الرسالة. ويكفي شرفاً للمدرس أن الملائكة وأهل السماوات والأرض وحتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلم الناس الخير. وقال البوعينين: «هنيئاً للمعلم هذا الأجر، ويفتخر المعلم عندما يرى أحد طلابه في وظيفة عليا؛ يقول هذا كان من طلابي. رسالتي إلى جميع الطلبة والطالبات أن يكون هدفك من التعليم هو التعليم والارتقاء بالنفس البشرية، وليس فقط قضاء وقت.;
مشاركة :