خبراء لـ "سبق": زيارة خادم الحرمين لروسيا حققت "توازناً دولياً" وعمقت التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدين

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا في إطلاق الخطوات الأولى لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا، كما أرست في الوقت نفسه الأطر القانونية المعززة للشراكة المستقبلية، بما يدعم العلاقات السياسية ويقرب المواقف لما فيه خدمة مصالح المملكة وأمن واستقرار المنطقة . ويبقى التحدي الأكبر في آلية تنفيذ مذكرات التفاهم والشراكات الموقعة وما يتمخض عنها من مشروعات نوعية تزيد في عمق العلاقات السعودية الروسية. "سبق" تتواصل مع مختصين للتعليق على زيارة خادم الحرمين وتبعاتها . في البداية رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي أن زيارة خادم الحرمين الملك سلمان الى روسيا، استكملت التوازنات الدولية المطلوبة لسياسة السعودية الخارجية، مشيرا إلى جودة العلاقات السعودية مع دول الغرب، وجاءت زيارة الملك لروسيا لتستكملها بعلاقات إيجابية وتعاون على مستوى إقليمي ، على اعتبار أن روسيا شريك مهم في التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط. وعلى الصعيد السياسي، رأى أن شراكة السعودية لروسيا من شأنها أن تعزز موقع المملكة السعودية ودورها كدولة قائدة في المنطقة، وقد تخفف من التوترات الإقليمية خاصة مع إيران ، متوقعا أن تلعب روسيا دورا إيجابيا في هذا الملف. ولفت التواتي إلى أن رؤية ٢٠٣٠ لها مسارات عدة من ضمنها بناء قوات مسلحة قوية ، معتبرا أن العقود التي وقعت مع روسيا تعد استكمالا للنواقص في التسليح ، كما نوه على ما يميز تلك الصفقات وهو أن جزء من تصنيعها سوف يكون في السعودية، ما يعني أن هناك ما يقرب من ١٠:٣٠ % سوف يصنع محليا. وردا على فائدة ذلك وما سيعود على السوق المحلي، أجاب: سوف يساهم في توطين التكنولوجيا ، وتوظيف عدد من المواطنين إضافة إلى تبادل الخبرات لافتا إلى أن السعودية بدأت بالفعل في توطين جزء من الصناعات منذ فترة، ضاربا المثل بأجهزة الليزر والتصويب وبعض المحركات، كما توصلنا إلى الطائرة المشتركة بين السعودية وأوكرانيا. وعن أهم نتائج الزيارة على الصعيد الإقليمي، رأى الخبير الاستراتيجي أننا على أبواب مرحلة تعاون في مشكلة سوريا كما تم الاتفاق على باقي الملفات مثل وحدة العراق وإنهاء التمرد في اليمن وغيرها من المشاكل التي سوف تؤدي في النهاية إلى تعميق التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدين. وأشار إلى جانب إيجابي آخر قد ينتج من الزيارة وهو التكامل العسكري بين السعودية ومصر وسوف يأخذ بعدا مختلفا ، كما سيكون هناك روابط أفقية للعلاقة بين الدولتين على المستوى الإقليمي وتعزيز للعلاقات العسكرية. من جهته رأى الاقتصادي فضل البوعينين أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لموسكو اكتسبت أهمية قصوى على جميع الصعد، وكان ذلك واضحا في حجم الاستقبال الرسمي وتجاوز بعض البروتوكولات الروسية الصارمة والتغطية الإعلامية غير المسبوقة للإعلام الروسي، مؤكدا أن الزيارة تمخضت عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون تدعم العلاقات المشتركة وتزيد من حجم العلاقات الاستثمارية والتجارية الداعمة للعلاقات السياسية. وأضاف قائلا: من المعروف أن روسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط وتحتفظ بمقعدها الدائم في مجلس الأمن وتمتلك في الوقت نفسة قاعدة صناعية واقتصادية مؤثرة عالميا، ما يجعلها من الدول المؤثرة في العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي والقطاع النفطي على وجه الخصوص. وعن أهم نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين ، أفاد أن تنسيق المواقف النفطية ودعم الجهود الرامية لتعزيز أسعار النفط من المخرجات المهمة للزيارة، خاصة وأن توحيد مواقف البلدين أسهمت في رفع أسعار النفط بنسبة تزيد على 16% هذا العام وهو أمر لم يكن ليحدث لولا الاتفاق الذي حدث بين البلدين. ووصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بـ "مهندس العلاقات السعودية الروسية " الذي نجح خلال ثلاث زيارات متتالية لروسيا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ، في تقريب وجهات النظر والوصول إلى مواقف موحدة خاصة في مجال النفط. ومن حيث الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة ،بين البوعينين أهمها قائلا: بين قطاعات الطاقة التقليدية والطاقة النووية والصناعة والاستثمار والتقنية والتسلح، نجد أن هناك زخما أكبر في مجال الطاقة أولا ثم التصنيع والاستثمار والتجارة وغيرها من آفاق التعاون، أما في مجال الطاقة تأتي اتفاقيات أرامكو السعودية والشركات الروسية كأبرز الشراكات المستقبلية، مشيرا إلى أنها سوف تفتح آفاقا جديدة للشراكة السعودية الروسية. وتابع: هناك أيضاً الاتفاق بين صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو وصندوق الاستثمارات الروسية لإنشاء منصة للبحث في الفرص الاستثمارية الواعدة، أما في مجال الاستثمارات أشير إلى الصناديق الثلاثة الموجهة للاستثمار في مجالات الطاقة والتقنية والبنى التحتية والمرتبطة بصندوق الاستثمارات العامة. وبسؤاله عن مجال التصنيع، أجاب الخبير الاقتصادي: أعتقد أن توطين صناعة الأسلحة ربما تكون الابرز وهي من القطاعات الحديثة في المملكة والتي تتطلب توسعا أكبر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لتوطين صناعة بعض أنواع الأسلحة الروسية في المملكة إضافة إلى ربط اتفاقية شراء منظومة الصواريخ الدفاعية بتوطين الصناعة ونقل التقنية وتدريب الشباب السعودي على تقنياتها وصناعتها محليا. وفي مجال التجارة والاستثمارية أشار إلى أن الشراكات الموقعة مع القطاع الخاص التي تمت من خلال منتدى الأعمال المشترك، وتابع قائلا: بالعودة إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين لأعضاء مجلس الأعمال نجد أن هناك تركيزا على الاستفادة من الفرص الواعدة التي ستخلفها رؤية المملكة 2030، حيث أشار الملك سلمان إلى تطلع المملكة بأن تكون روسيا من الدول المشاركة بفاعلية في الفرص الاستثمارية المتنوعة.

مشاركة :