إعداد: عمار عوض حذرت صحيفة «ذي هيل» التي يصدرها الكونجرس الأمريكي من خطورة التحالف الإيراني القطري على منطقة الخليج على وجه العموم والمصالح الأمريكية على وجه الخصوص، وقالت في تقرير مطول: إن إيران تسعى إلى «هلال مذهبي» تطوق به المنطقة من العراق في الشمال إلى قطر في الخليج واليمن في جنوب الجزيرة العربية، حيث تريد التحكم في الممرات المائية، وإن الهدف هو السيطرة على موارد النفط والغاز في شبه الجزيرة العربية، وإعطاء إيران قوة هائلة من النفوذ لابتزاز الاقتصادات الصناعية في العالم الغربي، والوصول إلى مئات المليارات من الدولارات، وبالتالي المساعدة في إنشاء إيران باعتبارها الإمبراطورية والقوة المهيمنة الرائدة في المنطقة.أوضح التقرير الذي كتبه الصحفي المخضرم بيتر هيسي، أن إيران اعتمدت ثلاث استراتيجيات لتحقيق هذا الهدف، الأولى هي حماية نظام بشار الأسد في سوريا، وإنشاء جسر بري إلى البحر الأبيض المتوسط عبر لبنان.ثانيا، إنشاء نظام بالوكالة في اليمن، جنوب المملكة العربية السعودية مباشرة، من أجل السيطرة والوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، بما في ذلك ما يزيد عن 5 ملايين برميل من النفط يوميا تعبر هذه المضائق.وثالثا، الحفاظ على تحالف مع قطر التي توفر الدعم للجماعات الإرهابية المتحالفة مع إيران في فلسطين والمنطقة العربية. وأشار الكاتب إلى أن الدعم القطري إلى المنظمات الفلسطينية الموالية لها يزيد عن 1.2 مليار دولار في العام.كما توفر قطر المنصة الإعلامية الموالية للإرهاب الممثلة في قناة «الجزيرة» التلفزيونية المؤيدة للإرهاب، كما تعطي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ملاذا. والآن يجري دعم الإرهابيين الصوماليين في القرن الإفريقي بحسب الكاتب.وكتب بيتر في الصحيفة المعنية بأخبار الكونجرس الأمريكي أنه من الأهمية بمكان لحماية أمننا أن نستذكر قول إيلان بيرمان من مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في استعراضها الصيفي لعام 2017 بضرورة «تنفيذ سياسات لردع المغامرات الإيرانية أو موازنتها»، مع تقليل «مصداقية نظام الملالي الإيراني».مشيرا إلى أن هذا يتطلب هزيمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والحفاظ على تحالف دول الخليج معا لإنهاء تحالف قطر مع إيران، وقال «إن احتضان قطر لجماعة الإخوان المسلمين، وتمويل الجماعات المتطرفة، وبث الجزيرة الدعائي، يعمل على زيادة الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية وحلفائنا في المنطقة، وخاصة السعودية ومصر».مشيراً إلى أن قطر اشترت معدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات و تدعي الحكومة أنها تحارب «الإرهاب» بشكل أفضل، ولكن من المفارقات أن الإرهاب الذي تقاتله الولايات المتحدة وحلفاؤها هو على وجه التحديد ما يزيد على عشرين مجموعة إرهابية تدعمها قطر مالياً بما في ذلك ممول تنظيم القاعدة إبراهيم البكر. كما لا يمكن لقطر التحالف مع إيران، أبرز رعاة الإرهاب في العالم، وتدعي في الوقت نفسه أنها إلى جانب الملائكة لمكافحة الإرهاب.ولفت الكاتب إلى أن الوضع في اليمن يشهد، زرع الحوثيين الموالين لإيران حليفة قطر الألغام في مضيق باب المندب، مهددين النقل البحري العالمي، ولا سيما أن ثلث ناقلات النفط العالمية تمر عبر هذا المضيق، فضلاً عن الوصول إلى قناة السويس.بالإضافة إلى ذلك، في عام 2015 وحده، تقول البحرية الأمريكية كان هناك 300 «تفاعل» مع السفن البحرية الإيرانية، وبينما تسعى إيران إلى العودة إلى مناطق الوجود البحري الأمريكي، فإنها تستخدم الخليج أيضا لنقل الأسلحة إلى الحوثيين بشكل أفضل، وذلك باستخدام سفن صغيرة لتجنب الحظر الحالي على الأسلحة.كما تريد إيران منع عودة ميناء الحديدة إلى سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، مدعية أنها ستعجل بحدوث أزمة إنسانية. والواقع أن إيران تخشى حقاً من الحصار المفروض على منع تهريب الأسلحة الخاصة بها، وهو ما سيساعد إذا لم يكن ميناء الحديدة متاحاً لاستقبال شحنات الأسلحة.والأزمة الإنسانية في اليمن هي أيضا من أعمال المتمردين الحوثيين الذين أشعلوا الحرب في البلاد خدمة لسادة الإرهابيين الإيرانيين. وقال في هذا الخصوص: صحيح أن 10 آلاف مدني قتلوا في اليمن، لكن الحوثيين وحلفاءهم في المقام الأول هم «القاعدة» التي تجند مئات الجنود الأطفال بالقوة، ويضعون قواعدهم العسكرية بين السكان المدنيين، ويزرعون جيوباً حضرية كثيفة بالألغام الأرضية، والقصف العشوائي للأحياء السكنية في تعز، والتي أدانها الصليب الأحمر بشكل مناسب.
مشاركة :