لبنى القاسمي: على المعلمين صياغة مبادرات تثري برنامج التسامح

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دعت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، المعلمين إلى الاهتمام بصياغة مبادرات تعليمية تسهم في إثراء المحتوى الثقافي والعلمي للبرنامج الوطني للتسامح، لغرسها في نفوس الطلبة، مؤكدة أن التسامح يشكل إحدى القيم الجوهرية في المجتمعات المتطورة، كما أنه سمة رئيسية للأفراد الذين يتطلعون إلى تعزيز فرص نجاحهم وتطورهم المهني في عالم مترابط واقتصاد معولم. جاء ذلك، خلال جلسة الحوار الخاصة التي أقيمت تحت عنوان «الإمارات في دائرة الضوء» ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى «قدوة»، وأدار الجلسة الكاتب سلطان القاسمي. تقدمت الشيخة لبنى، بجزيل الشكر إلى ديوان ولي العهد والمنظمين، لأن هذه فرصة جميلة للتركيز على بناة مستقبل الأجيال، وموضحة مدى التأثير الإيجابي الكبير الذي تركته مدرساتها في نفسها، عندما كانت في الثانوية، حيث زرعن في نفسها حب العلوم والمعرفة والقيم الراقية وكن قدوتها، وكذلك والداها وإخوتها قدموا لها الدعم المعنوي والمساندة. وأضافت، أن الطالب يعيش مع المعلم أكثر مما يعيش مع أهله، موضحة أن الجزء الذي يؤثر كثيراً في الطالب هو شخصية المعلم ومعاملته، فالمدرس شخص مؤثر والمعلمون أداة تغيير.وفي إطار ردودها على أسئلة الحضور ومدير الجلسة بينت الشيخة لبنى، أنها كانت أول خريجة هندسة كمبيوتر في الإمارات، حيث تخرجت عام 1981 في جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا، ثم عملت في شركة خاصة وكانت المرأة الوحيدة فيها، بدوام شاق من 8 صباحاً حتى 8 مساءً، مقابل 5 آلاف درهم، عقب ذلك انتقلت للعمل في جامعة الإمارات، ثم عملت في حكومة دبي وفي عام 2004، طلب إليها أن تحمل حقيبة وزارة الاقتصاد، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لها، حيث سيطر القلق على نفسها لمدة 3 أسابيع، ولكن ثقة القيادة بها وثقتها بالقيادة الرشيدة غيّر طاقتها إلى الأفضل، مضيفة أن عملها في التكنولوجيا ساعدها في تسهيل عملها في الحكومة الاتحادية. وذكرت أن في الإمارات لم يكن هناك صراع عن المرأة أو المساواة بين الجنسين، وإنما وجدت دعماً من العائلة والمجتمع، ربما في البداية لم يقتنع بعض الناس بتولي منصب وزيرة، ولكن بعد عام، تغيّر الأمر تماماً. وأوضحت أن دراستها في أمريكا وسكنها مع عائلة أمريكية، أسهما في تعلمها الاعتماد على النفس، وأعطياها ثقة أكبر بالنفس، فقد كانت تخدم نفسها بنفسها وتقوم بأبسط الأمور كالغسل والطبخ والخبز. وعن توليها مهام وزارة التسامح، قالت إن الفكرة كانت وليدة رؤى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قرر أن يكون لدينا وزارات للتسامح وللسعادة واستشراف المستقبل، حيث لا بدّ من إعادة إعمار فكري يقوم على قبول الآخر. وأضافت: بعد أن توليت مهام الوزارة، جاءتني تساؤلات عن سبب وجود هذه الوزارة، خاصة أن الإمارات قائمة على التسامح، وتعيش فيها 200 جنسية بمودة وتآلف، موضحة أننا لا بدّ أن ندرك أن هذه الوزارة تقوم على أعمدة مستمدة من ديننا الحنيف، وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتقاليدنا وقيمنا، وبعض مواثيق الأمم المتحدة؛ فنحن نعيش في مرحلة فيها تحديات كبيرة، سابقاً كنا نرث أخلاقنا وعاداتنا من الأهل والمدرسة والمعلم والأسرة والجيرة، اليوم هذا غير حقيقي، فالطفل يجلس في بيته وبين أهله، ويستمد فكره من جميع العالم، بالإنترنت، فالهدف من هذه الوزارة هو التحصين. وذكرت أن الوزارة، حولت ما نعتقد به من إرث وقيم خاصة بنا، وعادات إلى مأسسة، حتى يكون هناك نوع من الاستدامة، ويجب التركيز على الأسرة والمدرسة من ناحية الاهتمام بقيمنا وإعطاء اللغة السليمة للطفل. وأثنت الشيخة لبنى، على ميثاق المعلم الذي دعا إليه سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ويعتمد على احترام الناس ودياناتهم، وألاّ يستغل المعلم الطلبة لغرس أفكار تتنافى مع قيمنا. وأوضحت أن من ضمن مشاريع الوزارة، نشر التسامح في الجامعات، بما في ذلك التركيز على التطوع، لأنه يزرع التسامح والتعاطف مع الآخرين، وتنظيم مسابقات، موضحة أن ذلك ينال اهتمام الطلبة، مبينة أن التسامح يقوم على المساواة بين الجنسين، والمساواة في الفرص، والإمارات انتقلت من المرتبة الثامنة إلى المرتبة الثالثة، بل إن إحدى المؤسسات التي تهتم بالتقييم، عدّت الإمارات الرقم واحد في التسامح.كما أشادت بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لترسيخ مادة التربية الأخلاقية، وشجعت على أن يطبّق ذلك في جامعة زايد بصفتها رئيسة للجامعة. وأضافت، رداً على سؤال عن شخصية تركت تأثيراً في نفسها، قالت إن الدكتور فاروق الباز الذي التقته مرات عدة، وكان متواضعاً للغاية، قال لها: لا تجعلي التقدير والاحترام يشعرك بمزيد من الفخر وكان يوجهها دائماً إلى التواضع. وتطرقت الشيخة لبنى، إلى بعض المواقف التي واجهتها أثناء مؤتمرات دولية في الماضي، منها ما حدث في هونج كونج، حين تساءل الحضور عن وزير الإمارات وأجابت أنها الوزيرة، فلم يكن يتوقع البعض أن يشغل هذا المنصب امرأة، فذلك لم يحدث حتى في أمريكا ولا في الغرب.

مشاركة :