مدريد - وكالات: تجمع الآلاف في شوارع مدريد أمس في مظاهرات دعت إليها «مؤسسة الدفاع عن الأمة الإسبانية»، وذلك للتعبير عن رفض انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا. وتهدف المؤسسة من خلال هذه المظاهرة إلى تطبيق المادة 155 من الدستور التي تمنح الحكومة المركزية حقّ تعليق صلاحيات الحكم الذاتي لأي حكومة إقليمية تخالف الدستور. وارتدى كثيرون ثياباً بيضاء ودعوا لإجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود. ومن بين المحتشدين في وسط مدريد وقفت روزا بوراس وهي سكرتيرة عمرها 47 عاماً لا تعمل حالياً، وقالت لرويترز «جئت لأنني أشعر بانتماء جارف لإسبانيا ويحزنني جداً ما يحدث». كانت بوراس ترتدي قميصاً كُتب عليه «كتالونيا.. نحن نحبك» وكانت تقف وسط آلاف يلوحون بالعلم الإسباني. وقالت «أردت أن أكون هنا من أجل الوحدة.. لأنني أشعر أيضاً بانتماء جارف لكتالونيا. عائلتي تعيش في كتالونيا. وظهرت أصوات في كتالونيا من قبل رسميين وجامعيين وصفت إعلان الانفصال المحتمل بغير المجدي، محذرة من نتائجه وموجهة انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة الكتالونية تشارلز بويغديمونت. وينبغي عملياً لكي تفعّل المادة 155 أن يتقدم أولاً رئيس الحكومة الإسبانية بطلب تطبيقها إلى مجلس الشيوخ، حيث يتمتع حزبه بـ الأغلبية. وهناك يبدو أن الكل مع وضع الحكومة المركزية الوصاية على كتالونيا. وحذر النائب بالبرلمان الكتالوني عن حزب بوديموس اليساري ألبانو دانتي فاشين من تطبيق المادة 155، مشيراً إلى أن ذلك سيعود بالبلاد إلى لحظات ما قبل الديمقراطية. واعتبر أن ذلك سيكون قراراً غير مسؤول للغاية. من جانبه، أعلن رئيس حكومة كتالونيا إرجاء كلمة كان سيلقيها أمام برلمان الإقليم في جلسة مقررة مبدئياً غداً الاثنين كان يتوقع أن يعلن خلالها الاستقلال. وفسر البعض إعلانه على أنه بادرة نحو الحوار مع مدريد. وأشاعت الأزمة عدم ارتياح بين شركاء إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، وناقشت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأمر مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية حسبما صرح مسؤول بالاتحاد الأوروبي لرويترز. ويتزايد القلق في العواصم الأوروبية كذلك من الأثر السلبي الذي قد تتركه الأزمة على الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ومن احتمال امتداده لدول أخرى. يُشار إلى أن استفتاء تقرير المصير لكتالونيا الذي جرى بالأول من الشهر الجاري قد أفرز فوز مؤيدي الانفصال بنسبة 90.18% من الأصوات، وفق نتائج نهائية نقلتها الجمعة حكومة الإقليم إلى البرلمان المحلي. وتؤكد هذه النتائج أن مليونين و44 ألف ناخب كتالوني أيدوا الاستقلال الذي رفضه 177 ألفا (7,83%) مع نسبة مشاركة بلغت 43,03% في الاستفتاء.
مشاركة :