أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من بلاده ستشن عملية عسكرية في إدلب (شمال غرب سوريا)، بغطاء جوي روسي، بهدف طرد المتشددين الذين يسيطرون على المنطقة. وتأتي العملية فيما تحضر تركيا مع روسيا وإيران لإقامة إحدى «مناطق خفض التوتر» في إدلب بموجب الاتفاقات التي تمت خلال محادثات السلام في أستانة والهادفة إلى إنهاء الحرب في سوريا. وتتزامن العملية مع إعلان روسيا، حليفة النظام السوري، مقتل 120 عنصراً من تنظيم داعش و60 من المرتزقة الأجانب في غارات جوية في سوريا في الساعات الأخيرة. وكذلك إعلانها بشكل مفاجئ مقتل عمر الشيشاني إلى جانب قياديين متشددين آخرين يتحدران من منطقة شمال القوقاز في غارة سابقة. إجراءات جديدة وقال أردوغان في خطاب متلفز «نتخذ إجراءات جديدة لضمان أمن إدلب. اليوم تجري عملية جدية جداً في إدلب وستستمر». ورداً على أسئلة الصحافيين، أوضح الرئيس التركي أن الجيش السوري الحر ينفذ العملية مشيرا إلى أن الجيش التركي «ليس موجودا بعد» في إدلب. وأكد أردوغان أن بلاده لن تتخلى عن المدنيين الكثر الذين فروا إلى إدلب من حلب التي شهدت معارك عنيفة في العام الماضي. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من إدلب. وتعد جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) والتابعة لتنظيم القاعدة، أبرز مكونات هيئة تحرير الشام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رافعات الجيش التركي بدأت بإزالة أقسام من الجدار الأمني الذي بنته تركيا على الحدود تمهيدا للتوغل. وقال إن العملية لم تبدأ بعد رسمياً. من جهتها، أشارت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إلى تجمع «كوماندوس» وآليات عسكرية تركية على الحدود السورية. وقال أردوغان إن بلاده ستتولى الأمن في داخل مدينة إدلب فيما تتولى روسيا الأمن من خارجها. وقال مسؤول في فصائل المعارضة يشارك في العملية رافضا الكشف عن اسمه إن «كل فصائل المعارضة التي شاركت في عملية «درع الفرات» ستشارك في هذه العملية الجديدة». وحول تقاسم الأدوار هذا مع موسكو قال أردوغان إن روسيا تتكفل بالاتصالات مع النظام السوري فيما تتخذ تركيا «إجراءات في مجالات أخرى». مقتل العشرات في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت في الغارات 120 عنصراً من تنظيم داعش وأكثر من 60 ممن وصفتهم بـ «المرتزقة» في سوريا. وفي خبر آخر، أعلنت وزارة الدفاع أيضا مقتل ثلاثة قياديين كبار في تنظيم داعش بينهم عمر الشيشاني في غارة روسية سابقة، رغم أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» سبق أن أعلن في 2016 مقتله في العراق. غارات قتل 13 مدنياً إثر غارات جوية على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب يرجح أن الطيران السوري نفذها. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن الغارات استهدفت بلدة خان شيخون خلال اليومين الماضيين. وأشار إلى أن الضربات التي يرجح أن النظام السوري قد شنها أسفرت عن مقتل 13 مدنياً بينهم أربعة أطفال.
مشاركة :