مصر تتبلغ من السلطات الليبية العثور على جثث الأقباط الذين أعدمهم «داعش»

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تُجري وزارة الخارجية المصرية اتصالات مع الجانب الليبي للتأكد من أن الجثث التي عُثر عليها في مقبرة في جنوب سرت في ليبيا، هي لمصريين مسيحيين ذبحهم تنظيم «داعش» الإرهابي إبان سيطرته على المدينة في العام 2015، بعدما تبلغت الخارجية المصرية من السلطات الليبية العثور على جثامين المصريين الأقباط الذين أعدمهم مقاتلو تنظيم «داعش». ومن المقرر أن تُجرى تحليلات الحمض النووي للجثث التي استخرجتها السلطات الليبية من المقبرة ومضاهاتها مع عينات ذويهم في مصر، لتحديد هوية الضحايا. وفي حال صحت المعلومات الليبية عن أن تلك الرفات تخص المسيحيين المصريين ستُنقل إلى مصر عبر تعاون ثنائي تمهيداً لدفنها في «كنيسة الشهداء» التي دشنت تكريماً لذكراهم في مسقط رأسهم في محافظة المنيا، جنوب القاهرة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد ابو زيد: «لقد أُخطرنا بالعثور على جثامين الأقباط، والسفارة المصرية على تواصل منذ أمس (الجمعة) مع السلطات الليبية بالتنسيق مع وزارة الدفاع المصرية لتأمين عودة الجثامين إلى مصر». وفي 15 شباط (فبراير) 2015، بث تنظيم «داعش» شريطاً مصوراً يظهر قطع رؤوس رجال قال إنهم 21 مسيحياً قبطياً معظمهم مصريون بعدما خطفوا في كانون الثاني (يناير) 2015 في غرب ليبيا. وكانت السلطات الأمنية في مصراته (200 كلم شرق طرابلس) أفادت في بيان السبت بالعثور على جثث 21 مسيحياً قبطياً. وأورد البيان أنه تم العثور على الجثث «بعد اعترافات أدلى بها أسرى ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المقبوض عليهم عن مكان ذبح 21 شخصاً في بداية سنة 2015، منهم 20 شخصاً يحملون الجنسية المصرية (الأقباط) وشخص أسمر البشرة من دولة أفريقية». وقال مدير التحقيقات في مكتب النائب العام الليبي الصديق صور إن رفات الجثث نُقلت إلى الطب الشرعي لإجراء تحليل الحمض النووي، مرجحاً أن المقبرة التي عُثر عليها تضم رفات المصريين الذين ذبحوا على شاطئ سرت. وأضاف: «وجدنا رفات الجثث داخل البزات البرتقالية. الرؤوس مفصولة عن الأجساد والأيادي مكبلة من الخلف»، كما ظهر في مقطع الفيديو الذي بثه تنظيم «داعش» لجريمة ذبح المسيحيين المصريين. وعلمت «الحياة» من مصادر ليبية أن عينات من الرفات نُقلت إلى مستشفى مصراته تمهيداً لإجراء تحليل الحمض النووي، فيما تنسيق يجرى بين مسؤولي البلدين للاتفاق على خطوات مضاهاة النتائج بتحليل الحمض النووي لذوي القتلى. واستعدت «كنيسة الشهداء» لاستقبال الرفات في حال ثبت أنها للضحايا المصريين، بتبكير موعد تدشينها، الذي كان مقرراً في شباط المقبل، ليتزامن مع مراسم الدفن. وقال النائب في البرلمان عن محافظة المنيا مجدي ملك لـ «الحياة» إنه تم الانتهاء من بناء الكنيسة، وهي الآن جاهزة لاستقبال الرفات والصلاة على الشهداء قبل دفنهم، موضحاً أنه تواصل مع أهالي الضحايا الذين يراودهم الأمل بالعثور على رفات ذويهم وينتظرون بشغف التأكد من هويتها ونقلها إلى الكنيسة. وأشار إلى أن دفن الرفات سيتم في احتفال رسمي تشهده قيادات الدولة تكريماً لذكرى الضحايا. وعلى رغم ارتياح أهالي الضحايا لأنباء العثور على رفات أبنائهم، تمهيداً لإعادتها إلى مصر، غير أن صوراً تم تداولها عبر صفحة «مكافحة الجريمة في مصراتة» على موقع «فايسبوك» لعملية استخراج الرفات وملابس الضحايا، جددت الأحزان لدى العائلات وأعادت إلى الأذهان مشاهد الذبح المؤلمة. وتشير معلومات نشرها المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص العسكرية الليبية (التابعة لحكومة الوفاق الوطني) عن تنفيذ جريمة الذبح قبل شهر من بث مقطع الفيديو الذي يصورها في منتصف شباط 2015، ما يُرجح تنفيذ الاعتداء عقب خطف المصريين مباشرة. وآنذاك أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقصف معاقل تنظيم «داعش» في مدينة «درنة» في شرق ليبيا. ونشر المركز الإعلامي لـ «البيان المرصوص» اعترافات موقوف بتهمة الانتماء لـ «داعش» قال إنه من ضمن مصوري مجزرة ذبح المسيحيين المصريين، وذكر فيها أن قائد الخلية التي نفذت عملية الذبح شخص يُدعى أبو عامر الجزراوي، وهو الملثم الذي ظهر في مقطع الفيديو متحدثاً بالإنكليزية، فيما تولى عملية الإخراج شخص يدعى أبوالمغيرة القحطاني وتولى «إمارة الإعلام» في تنظيم داعش في ليبيا، أما المجموعة المنفذة فغالبيتها أفارقة من دون الإشارة إلى جنسياتهم. وكان مكتب النائب العام الليبي أعلن الشهر الماضي توقيف عنصرين من «داعش» تورطا في ذبح المصريين في ليبيا، وبالتحقيق معهما دلا على موقع الدفن. وفي 17 أيلول (سبتمبر) الماضي قضت محكمة مصرية بإعدام سبعة أشخاص دينوا بالانتماء لتنظيم «داعش» أو الضلوع في ذبح الأقباط المصريين في ليبيا. ومن المرتقب أن تصدر أحكام جديدة في الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) بحق 13 شخصاً آخر في القضية ذاتها.

مشاركة :