«فريج المعاودة» بدون مواقف للسيارات بعد تحويل 3 أراضٍ لحدائق

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عبق الماضي وأصالته، تتلألأ بين جدران «فريج المعاودة» الكائن في مجمع 213 بالمحرق، بين أزقتها وممراتها الضيقة تتفاجأ بطيبة اهلها، وتجد في كبار السن صباحا يتحدثون لبعضهم البعض وفق تناغم جميل وكأنهم أسرة واحدة وسط أجواء بنكهة الماضي، وبر الوالدين من أبنائهم يعكس طيبة قلوبهم وتنشئتهم، فتمضي لتشاهد ذلك جليا كيف يتبادلون الزيارات ليطمئنوا على بعضهم البعض، وحبهم للقيادة الرشيدة هو عنوان برز على ألسنتهم ورغم معاناتهم الكبيرة المتمثلة بعدم ايجادهم لمواقف للسيارات بجانب منازلهم، فإنك تلاقي الترحيب الذي يجعلك تبتسم لهم مبادلا إياهم التحية بمثلها. «الأيام» اطلعت ميدانيا على فريج المعاودة، والتقت بالأهالي الذين وجهوا العديد من الملاحظات والنواقص التي يأملون من الجهات المختصة تنفيذها، وأهمها مواقف السيارات التي تشكل عبئا كبيرا عليهم في ظل انعدامها، وتحويل مواقف السيارات الحالية التي يستخدمونها الى مشاريع خدمية متمثلة في انشاء حدائق لا تبعد عن منازلهم سوى بضعة أمتار لا تتجاوز المترين فقط، مما سيزيد من معاناتهم لوجود العديد من كبار السن غير القادرين على السير مسافات بعيدة.بدوره أكد ممثل الدائرة الرابعة وعضو مجلس بلدي المحرق غازي المرباطي أن هناك 3 أراض تم العمل على تسويرها مؤخرا - ويتم استخدامها من قبل الأهالي كمواقف للسيارات في ظل انعدامها، ولمجاورة هذه الأراضي لمنازلهم القريبة منها، وعمدوا على استخدامها منذ فترة طويلة – بغرض انشاء حدائق كمشاريع للجهات الخدمية، والتي من غير الممكن قبول الأهالي لفكرة انشاء حدائق في ظل حاجتهم الماسة الى مواقف للسيارات تكون مجاورة لمنازلهم لتسهل عليهم عملية نقل البضائع ومستلزماتهم اليومية، بالاضافة الى حركتهم عند دخولهم وخروجهم للمنطقة التي أصبحت مكتظة جدا بالسكان، ورغبة الأهالي الماسة في التشبث بالتواجد فيها، وعدم مغادرتها والمحافظة على تراثهم وامتداد بقائهم في المنطقة. وذكر المرباطي «بدوري كعضو بلدي ممثل عن الدائرة قمت بمخاطبة الجهة المعنية بالبلدية للوقوف على خلفية المشاريع التي ستقام على هذه الأراضي وبحسب المعطيات الأولية فإن هناك توجها لإنشاء نوع من الحدائق الأمر الذي ووجه من قبل الأهالي بالاعتراض الشديد حيث قاموا بالتوقيع على عريضة تم رفعها الى المجلس البلدي يبدون انزعاجهم وخوفهم وعدم رضاهم على انشاء مثل هذه المشاريع، وكانوا يأملون بتخصيص آخر هذه المساحات المتبقية كمواقف للسيارات في ظل انعدام المواقف العامة خاصة ان هناك احصائية رسمية صادرة من الادارة العامة للمرور تشير الى حجم المركبات الموجودة في المنطقة ومحيطها والذي يبلغ اكثر من 7500 مركبة، بينما اشارت احصائية من الجهاز المركزي للمعلومات والتي وردت الى المجلس البلدي بأن تعداد سكان المنطقة يصل الى 35 ألف من مواطنين ومقيمين مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المنطقة تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا يوازيه قلة في حجم الخدمات المقدمة كتوفير مواقف للسيارات وصعوبة وصول سيارات الطوارئ والاسعاف والاطفاء، يوازيه صعوبة حركة المواطنين بين الممرات الضيقة، وفي ظل كل هذه التحديات والمعاناة اليومية على المواطنين يفاجأ بإنشاء نوع من الحدائق لا تبعد من منازلهم سوى بعضة امتار لا تتجاوز المترين». وقال «أناشد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وكما عودنا انه يستقبل شكاوى ابنائه المواطنين بصدر رحب، ان يوجه الجهات المعنية لتحويل هذه الأراضي الى مواقف للسيارات تتماشى مع رغبات وتطلعات المواطنين الذين لا يرفضون مشاريع الاخوة في وزارة الاشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني أو في هيئة الثقافة والآثار والتي تعتبر خطواتهم نبيلة، ونشيد بجهودهم في سبيل المحافظة على التراث البحريني الاصيل الا ان المواطنين يأملون بتخصيص هذه الأراضي كمواقف للسيارات كما كانت سابقا لتخدمهم بصورة مباشرة. وأوضح المرباطي أنه سيتم طرح هذا الملف للمناقشة العامة خلال جلسة مجلس بلدي المحرق اليوم الأحد، ونأمل أن تحظى هذه المناشدة بقبول سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه.هند بحر: جدران منزلي ستسقط ولم أحصل على رخصة «الهدم»فيما قالت هند محمد بحر، انها لازالت تنتظر قرار منحها رخصة هدم واعادة بناء منزلها بلدية المحرق، التي ترفض اعطائي بسبب رغبة الثقافة بتحويله الى أحد البيوت التراثية، مشيرة الى انها تمتلك منزل ملاصق له في الجهة الأخرى، وترغب في التوسعة، الا انها ليس لديها أي مشكلة من تملك منزلها وتحويله الى بيت تراثي، الا أن المشكلة تكمن في خطورته على الأهالي، واحتمال تساقط اي جزء من اجزاءه على الأطفال او كبار السن الذين يعبرون من الممر الضيق الموجود في«الفريج». واعتبرت هند ان «فريج المعاودة» من الفرجان القديمة في منطقة المحرق، وانها لا تريد بأي شكل من الأشكال مغادرته، وانها بلغت قرابة الخمسين عاما، وتواجه صعوبة كبيرة بعد تسوير الجهات المختصة للأراضي الفضاء الموجودة في المنطقة والتي يستخدمها الأهالي لوقوف سياراتهم وهي ملاصقة بشكل كبير الى منازلهم، ورغبة الجهات المختصة بتحويلها الى مشاريع وحدائق، مبينة ان المنطقة لا تحتمل وجود أي مشاريع خدمية على اعتبار ضيق المساحات الموجود.بنت حمادة: «ما لنا إلا أبو علي«وأتمنى زيارة طويل العمر«ما لنا إلا أبو علي».. بتلك الكلمات ترجلت بنت حمادة من سيارتها ممسكة بيد أخيها، وكلها أمل بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وهي تتحدث قائلة «إنني متضررة، سموه يحب المحرق، ونحب نبادله حبا بحب، أتمنى من طويل العر زيارة فريج المعاودة والاطلاع على أحوال الأهالي ومعاناتهم لعدم وجود مواقف السيارات التي تم تسويرها». وبينت «إنني أمرأة كفيفة، وأعاني عددا من الأمراض التي تستدعي مراجعتي الى المستشفى بشكل شبه يومي، واواجه صعوبة في السير بدون وجود مواقف للسيارات قريبة من منزلي، أو توقفها عند المنزل، مما يجعلني غير قادرة على الذهاب للمستشفى في المواعيد المخصصة لي». وأشارت الى أنه من الممكن نقل المشاريع المزمع إقامتها في فريج المعاودة الى أماكن أخرى، فالوضع الحالي لا يسمح لوجودها، مع نقص حاد في الخدمات المقدمة للمواطنين، الذين يأملون من الجهات المختصة مراجعة قراراتها وعدم الاضرار بمصلحة المواطنين. ونوهت الى أن سمو رئيس الوزراء يتلمس احتياجات المواطنين، ويتابعها باستمرار ويوجه الجهات المعنية من الوزراء الى النزول ميدانيا للوقوف على كافة العقبات التي تواجههم، ونحن نأمل تحقيق متطلباتنا والتي نواجهها بمرارة يوميا وهي مطالب بسيطة لا تتطلب جهود كبيرة في انشائها، وانما تتطلب توفير سبل الراحة للمواطنين عبر ايجاد مواقف للسيارات قريبة من منازلهم، تكفيهم عناء المشي مسافات طويلة في ظل اكتظاظ المنطقة بالمشاريع، وتوافد المواطنين والمقيمين من خارج المنطقة، مما نواجه صعوبة في ايجاد موقف قريب لمنازلنا. ولفتت الى أننا نأمل بالمحافظة على منازلنا التراثية ولتبقى المحرق واحة فواحة بالتراث البحريني الممتد، وان ما يميز فرجان المحرق هو طابعها التراثي القديم الممزوج بحضارته وطيبة أهله، وان بقاءنا في مناطقنا هي تعبير صادق عن حبنا لأمجادانا واستمرار بقائنا كذلك نورثه للأجيال التي تلينا، ونزرع فيها امتدادنا الذي لن ينتهي بفضل توجيهات وحرص القيادة الرشيدة، وجهود الثقافة الرامية الى استمرار وجود الأحياء القديمة والفرجان. عريضة الأهالي: «الفريج» يحمل في أركانه تاريخنا وذكرياتنا لن تزولأكد عدد من أهالي فريج المعاودة في عريضة رفعوها الى مجلس بلدي المحرق أنهم تفاجؤا بقيام، احدى الجهات بتسوير الاراضي الموجودة والمطلة احداها على شارع الشيخ عبدالله، فيما تكون الأراضي الأخرى ورائها مباشرة بداخل الفرجان، وانها تعتبر الملاذ الأخير لمواقف السيارات لديهم. وقالوا «لقد منعنا من استخدامها بايقاف مركباتنا، مما رجع علينا بالضرر الجسيم، اذ اننا مما تبقى من العوائل البحرينية التي عاشت وترعرعت في هذا الفريج اب عن جد رغم كل المعاناة التي نشعر بها وبشكل يومي جراء وجود سكن العزاب واكتظاظ المنطقة بالعمال، وترهل البنية التحتية وانعدام مواقف السيارات وصعوبة وصولنا الى مساكننا بسبب ضيق الممرات والطرق، بالاضافة الى صعوبة وصول سيارات الطوارئ، ورغم كل ذلك آثرنا البقاء في هذا الفريج الذي يحمل في اركانه تاريخنا وذكرياتنا المحفورة في الوجدان، ولا يمكن أن تزول رغم كل ذلك الضرر».حماده: نسعى للمحافظة على وجودنا بتوفير احتياجاتنا الأساسيةقال عيسى حمادة «نريد المحافظة على وجود «الفريج»، وعدم الزج بأي مشاريع تؤثر على حركتنا، فالأولى هو توفير كافة الاحتياجات الضرورية، والاولوية هي انشاء مواقف للسيارات تكون كافية لعدد المنازل الموجودة، والاستغناء عن أي مشاريع في مناطق قريبة أخرى تتوافر فيها مواقف للسيارات». وتساءل «هل يوجد بديل آخر، اذا تم انشاء مشاريع في مواقف السيارات الحالية، وماهي مدى جدوى انشائها أساسا؟»، مبينا أنه يجب على الجهات المسؤولة عقد اجتماع مع المجلس البلدي لبيان تأثيرات القرار في حال الشروع في بناء الأراضي الموجودة، والنقص الكبير في الخدمات المقدمة للمواطنين والتي من بينها اخذ مواقف السيارات الحالية المخصصة للأهالي.عبدالرحيم: الحدائق منتشرة وفريج المعاودة يعاني من «المواقف»استغرب حسين عبدالرحيم من اصرار الجهات المختصة على انشاء مشاريع في فريج المعاودة، والتي من المفترض ان تتضمن انشاء حدائق، في حين انها منتشرة بصورة كبيرة في كافة انحاء محافظة المحرق، ولا يقتصر ذلك فقط وانما تتوافر المساحات الكافية والمرافق الاضافية التي تجعل من المواطنين والمقيمين يرغبون في الذهاب اليها، في حين ان فريج المعاودة يعاني من نقص في مواقف السيارات، وان انشاء اي مرفق سيعتبر صغيرا للغاية نظرا لعدم وجود اي مساحات تذكر فيه. واردف «من الممكن أن يتم توجيه المشاريع الى مناطق اخرى، والتفكير مليا بفريج المعاودة في المحافظة على نسيجه الاجتماعي، وتراث منازله، واستمرار توفير كافة الاحتياجات لضمان بقاء الأسر فيه».المطاوعة: لا بديل عن مواقف السيارات ولا حاجة لمشاريع خدميةذكر علي المطاوعة ان «الفريج» يوجد به نسبة كبيرة من كبار السن، والذين يحتاجون الى العناية والاهتمام، وان تحميلهم جزء من المشقة بالسير مسافات بعيدة، هو أمر مزعج بالنسبة لهم ويجعلهم يتذمرون بصورة مستمرة، ولا يرغبون بالمغادرة اطلاقا لصعوبة الأمر عليهم. وبين أن الأراضي ال 3 المخصصة لمواقف السيارات والتي يعمل الأهالي على وقوفهم فيها، تستوعب ما يقارب اكثر من 80 موقفا، وان الغائها بسبب اقامة بعض المشاريع الأخرى، سيخلق معاناة جديدة تتضمن عدم حصولهم على موقف قريب لمنازلهم، وهو ما يصعب الموقف بالنسبة لهم، مشيرا الى انه يجب على الجهات المختصة دراسة الموضوع بشكل عملي، بما يوفر للأهالي الراحة في منطقتهم وعدم تفكيرهم باللجوء الى مناطق اخرى ومغادرته.

مشاركة :