قال وزير الخارجية المصري سامح شكري «إن ضغوط الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب نجحت في تراجع الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية في سوريا»، لكنه أشار إلى أن عددا من العناصر الإرهابية ما زالت في كثير من المواقع السورية ما يعني أن الموقف لم يتطور بشكل إيجابي للقول إن الحل بات وشيكا. وشدد وزير الخارجية المصري خلال مباحثاته مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان في باريس على تمسك المملكة والبحرين والإمارات ومصر بمطالبها الهادفة إلى إثناء الدوحة عن نهجها الحالي الداعم للجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن المخططات القطرية تسعى إلى العبث بأمن واستقرار الشعوب العربية، وتهدد الأمن الإقليمي والدولي على السواء. وحذر شكري من التدخلات الخارجية في الأزمة السورية، خاصة نظام إيران إضافة إلى أدوار ميليشيا حزب الله اللبنانية، لافتا إلى استمرار الدور الأمريكي والروسي على الأرض، مؤكدا أن التفاعلات عديدة ولم يستقر الأمر بعد. وفي شأن دعم قطر للإرهاب وتمويل كيانات التطرف، أفاد تقرير سري جديد بأن هناك خطورة سياسية متزايدة فيما يخص استضافة الدوحة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وقيّمت الدراسة -التي أجرتها مؤسسة «كورنرستون جلوبال» للاستشارات الإدارية ومقرها لندن- تأثير الأزمة الدبلوماسية الحالية بين قطر وجيرانها العرب. وفقا لما أوردته «بي بي سي». وسبق أن شددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» على السلطات القطرية فرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق لحماية ما يصل إلى 800 ألف من العاملين المغتربين المعرضين للخطر بسبب عملهم في الطقس الحار والرطوبة الشديدة في البلاد.خطورة متزايدة وحذرت الدراسة شركات الإنشاءات العاملة في برنامج البنية التحتية في قطر والمقدر تكلفته بـ200 مليار دولار بأن هناك خطورة متزايدة تحيط بهذا المشروع؛ بالقول «إن جهات مُطلعة على استعدادات تنظيم المسابقة وخبراء إقليميين أكدوا لنا أنهم غير متأكدين من أن الدوحة ستستضيف بالفعل المسابقة»، في إشارة لبطولة كأس العالم 2022. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منح قطر حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 وسط حالة من الجدل، وقرر «فيفا» بعد ذلك تنظيم البطولة في الشتاء بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في فصل الصيف. وقالت مؤسسة «كورنرستون جلوبال» للاستشارات: «إنها تقدم المشورة لعملائها من أجل تقديم رؤية واضحة لحقيقة القيام بأنشطة اقتصادية في أجواء معقدة وصعبة». التقرير الذي يحمل اسم «قطر في البؤرة: هل تنظيم كأس العالم 2022 في خطر؟»، يقول: «إن دبلوماسيين غربيين صرحوا بشكل خاص (للمؤسسة) بأنهم لا يعلمون إذا كانت البطولة ستُجرى كما هو مُخطط لها أم لا». وأضاف: «إن هناك أسبابا عديدة لذلك من بينها الاتهامات المعلنة بالفساد، التي تتعلق بطلب (استضافة البطولة في قطر) وفي تطوير البنية التحتية». وتابع التقرير: «قطر تواجه ضغطا متزايدا بشأن استضافتها البطولة؛ الأزمة السياسية الحالية شهدت أو على الأقل أثارت إمكانية ظهور حركة معارضة قطرية».استضافة كأس العالم وواصل تقرير مؤسسة «كورنرستون جلوبال» للاستشارات «هذا يعني وجود خطر متزايد للجهات، التي تعمل وفقا لعقود أو تسعى لإبرام عقود لتطوير البنية التحتية لكأس العام 2022؛ وهناك خطورة لعدم الوفاء بالمستحقات المالية وعدم وجود قدرة واقعية لتنفيذ بنود أي عقود قانونية». واعتبر التقرير «أنه بالنظر إلى الوضع السياسي الحالي، فإنه من المحتمل بشكل مؤكد أن البطولة لن تُقام في قطر»، وقال: «إن أي إلغاء لاستضافة قطر كأس العالم 2022 سيكون على الأرجح مفاجئا وسيجعل الشركات المتعاقدة (مع قطر) في وضع محفوف بالمخاطر ربما لن يُحل بسهولة». وكشف التقرير عن أن «مصادر في مجال الإنشاءات في قطر أبلغتنا أن الشركات العاملة في (مشاريع) كأس العالم، رغم أنها لا تشعر بالذعر حتى الآن، بدأت تشعر بالفعل بتأثير العقوبات وسط ارتفاع تكلفة وزيادة العقبات أمام إعادة تنظيم الإجراءات اللوجيستية في ضوء إغلاق الحدود مع جيرانها». وقال التقرير: «إن مجموعة من خمسة مديرين في المشروع يعملون لدى مجموعة متنوعة من الشركات الصغيرة متعددة الجنسيات، وجميعها مرتبط بعقود مع الحكومة في مشاريع الإنشاء لبطولة كأس العالم، أبلغونا في يوليو 2017 بأن تكاليفهم زادت بين 20 إلى 25% بسبب المشاكل اللوجيستية». وذكرت مؤسسة «كورنرستون جلوبال» أيضا أن «مصادر داخل المشروع أشارت إلى أن العديد من أعضاء اللجنة العليا لتنظيم كأس العالم 2022 هددوا بالاستقالة بسبب التدخل المُفرط من كبار المسؤولين بشأن الإنفاق واتهامات الفساد». وأكدت كورنرستون «أن التقرير أعد بشكل مهني استنادا إلى بحث واسع، وإنه لم يُمول من أي حكومة أو شركة».
مشاركة :