هاجمته الوساوس أنه مصاب بمرض جلل وسوف يموت في أي لحظة، وكان يصاب بالتقيؤ في كل نوبة دوار ويتأثر بشدة، تردد في الذهاب للطبيب خوفاً من إخباره بمرض سيىء، وأخيراً قرر تقبل النتيجة وذهب إلى الطبيب، وكتب له الطبيب بعض الأدوية ونصحه بالراحة لمدة أسبوع، وتناول الدواء واستجاب للنصحية، لكن سرعان ما هاجمته هذه نوبة الدوار مرة أخرى، وذهب إلى طبيب ثان وثالث وظل لمدة طويلة وصلت إلى 4 أشهر يبحث عن سبب هذه النوبات المزعجة.بعد تجارب بعض الأدوية وسماع توصيف الحالة في كل مرة، توصل أحد الأطباء إلى السبب الحقيقي لهذه الحالة، فبعد تشخيص استمر لأكثر من أسبوعين اكتشف الطبيب أن هذه الحالة نتيجة الإصابة بمرض «مينيير»، وفي هذا الموضوع سوف نعرض أسباب الإصابة بهذا المرض، والأعراض التي تظهر ونطرح أساليب الوقاية وطرق العلاج المتاحة والجديدة.السمع والتوازنيعرف مرض مينيير بأنه اضطراب يصيب الأذن الداخلية ويسبب ضرراً في حاسة السمع وخللاً في التوازن، بمستويات مختلفة من شخص لآخر حسب شدة المرض ودرجة الاضطراب، حيث يمكن أن تكون حالة بسيطة أو تصل لدرجة المشكلة المزمنة التي تستمر مع المصاب على مدى حياته، وما يميز هذا المرض هو مهاجمة نوبات الدوار للشخص المصاب مع حدوث حالة من الطنين، وتفقد أحد الأذنين حاسة السمع بالتدريج، وهو مرض يصيب منطقة التيه وبالتحديد التشابكات الداخلية بالأذن، وهي المنطقة المليئة بالسوائل والتي تنقل الاهتزازات الصوتية إلى الدماغ، ولها دور كبير في حدوث حالة التوازن الطبيعي للجسم، وغالباً ما يصاحب هذا المرض طنين مستمر، ويحدث هذا المرض في حالة امتلاء منطقة التيه بالسوائل، ويسبب ذلك نوعاً من الالتهابات وتضخم الأنسجة الذي يؤدي إلى خلل في عملية السمع والتوازن، وبمرور الوقت يفقد المريض حاسة السمع ويصاب بحالة نفسية سيئة تصل إلى الاكتئاب، وحدوث بعض المشاكل نتيجة عدم الاستجابة للآخرين لفقدان السمع، ما يضع الشخص المريض في حالة محرجة، وغالباً ما يبدأ هذا المرض في إصابة إحدى الأذن وسرعان ما ينتقل إلى الثانية، ويستغرق تشخيص هذا المرض الكثير من الوقت، الذي يصل إلى عدة شهور وسنوات، إلى أن يتم التشخيص الصحيح، وذلك بسبب تشابه أعراضه مع الكثير من أعراض عدد من الأمراض الأخرى.خلل السائليوجد احتمال لحدوث مرض مينيير نتيجة حدوث اختلال في السائل الموجود بالقنوات الداخلية بالأذن، وهذا السائل مهمته الحفاظ على ضغط الأذن وصحتها، وعند حدوث خلل في هذا السائل مثل الزيادة في كميته يؤدي إلى الضغط والتأثير السلبي على العصب السمعي، فيحدث ضغط فيزيائي زائد على هذا العصب والتراكيب الموجودة في الأذن الداخلية، وينتج عن ذلك حدوث نوبات مرض مينيير، وهذا من الأسباب المحتملة، لكن السبب الحقيقي للإصابة بهذا المرض غير معروف حتى الآن، ويمكن أن تسبب هذه السوائل بحالة من الاستسقاء داخل الأذن، ويسبب تلف بعض أنسجة الأذن والتهابها، وأيضاً من الأسباب تمدد أغشية الأذن مثل البالون عند ارتفاع الضغط عليها ما يعوق عملية التصريف ويظهر انتفاخاً، وتحدث أعراض هذا المرض أيضاً في حالة اصطدام الرأس بقوة، ومن العوامل كذلك الإصابة بعدوى في الأذن الوسطى أو في قناة التنفس العلوية، كما أن التدخين والأسبرين والكحوليات من أسباب هذه المشكلة، ويمكن أن يسبب الإصابة بمرض هربس هذه المشكلة المرضية، نتيجة نشاط فيروس هربس الخامل بفعل بعض المحفزات، مثل عمل جراحة أو عدوى، ويبدأ هذا الفيروس في تدمير الأذن الداخلية، كما ينجم عن نقص أو إفراط الدرقية وأمراض المناعة في الأذن الداخلية واضطرابات الجهاز العصبي الذاتي وورم العصب السمعي، والوقاية من هذا المرض بتناول نظام غذائي يحتوي على نسبة قليلة من الصوديوم لا تزيد على 3 جرامات يومياً، وعدم التدخين وتجنب الكافيين، وعلاج أي مشاكل تصيب الأذن بسرعة وعدم الإهمال في العناية بالأذن، وتجنب الصدامات العنيفة في منطقة الرأس والأذن.الـدوار والغثيـانتظهر مجموعة من الأعراض الناتجة عن هذا المرض، ولا تكون بنفس الدرجة والشدة، وأول هذه الأعراض المميزة للمرض هو الدوار، والذي تختلف درجه من حالة إلى أخرى، فيمكن أن يكون مقبولاً لدى البعض وفي حالات أخرى لا يستطيع الشخص أن يمارس حياته بشكل طبيعي من قسوة الدوار، كما يصدر طنين في أحد الأذنين أو الاثنين معاً، ويصاب الشخص بحالة صمم متزايد في أذن واحدة أو الاثنين، وفي الأغلب يظهر أحد الأعراض ويبدأ في التزايد والحدة، وهذا ما يصعب المهمة على الطبيب في تشخيص مرض مينيير، أما في حالة ظهور أكثر من عرض، فإن مهمة التشخيص تصبح أقل صعوبة، وهناك حالات تصاب بنوبة الدوار الشديدة والتي يعجز فيها عن الحركة، وتستمر فترة تتراوح ما بين عدة دقائق وتمتد في بعض الحالات إلى حدود اليوم الكامل ولا تزيد على ذلك، ويصاب الشخص بصمم وقتي ويتحسن السمع بعد زوال النوبة، لكنه لا يعود إلى سابق قدرته وقوته، وبعض الأشخاص يصابون بحالة غثيان وتقيؤ وعرق غزير، وبعض الأشخاص يسقطون على الأرض دون شعور بسبب نوبة الدوار العنيفة، أما في الحالات المتفاقمة من هذا المرض تشتد نوبة الدوار وتصبح أكثر عنفاً وقسوة وتهاجم صاحبها بشكل مفاجئ، ولا يستطيع البعض الوقوف على القدمين عند قدوم هذه النوبة، وتتشوه الأصوات ويصاب المريض بمشكلة رهاب الضوضاء، وهي الخوف الشديد من سماع الضوضاء، وبعض الحالات تصاب بالصداع النصفي، وبعض الأشخاص يصابون بنوبات دوار طويلة تمتد من أيام إلى عدة أسابيع، ويشعر المريض أيضاً بضغط زيادة عن المعتاد في الأذن، وزيادة في سرعة خفقان القلب، إضافة إلى حركات العين التي لا يمكن التحكم فيها.حقـن موضعييتم علاج الأعراض التي تنتج بسبب الإصابة بمرض مينيير، وحتى الآن لم يتوصل العلماء والباحثون إلى علاج يشفي هذه الحالة المرضية، وهناك محاولات حثيثة للتوصل إلى علاج يحدث نسبة شفاء عالية، ويوجه الأطباء بعض النصائح مثل تقليل كمية الماء والسوائل التي يتناولها الشخص المريض واستخدام أدوية مدرة للبول، وتناول بعض الأدوية التي تخفف من حالة الدوار والغثيان، وكذلك باستخدام الحقن الموضعي للأذن من الداخل بالجنتاميسين، ويجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وبعض الأدوية التي تساهم في ضبط معدل السوائل بالأذن الداخلية، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية لإزالة جزء من عظام الأذن الوسطى لإيجاد فراغ يتحمل الضغوط الداخلية، وكل هذه العلاجات لا تخلص المصاب من هذا المرض، لكن تقل أعراضه بدرجة معقولة، كما يمكن إلغاء جهاز الدوران بالأذن، كما يمكن العلاج عن طريق استخدام الأعشاب الطبيعية ومنها الزنجبيل الذي له تأثير جيد، كما يمكن للعلاج الطبيعي أن يعيد تأهيل المريض بطرق مبتكرة وفعالة.
مشاركة :