وجدت دراسة حديثة من جامعة واشنطن أن فيروس زيكا بالرغم من أنه مهدد لتطور أدمغة الأجنة إلا أنه ربما يصبح علاجاً فعالاً للورم الأرومي الدبقي الشرس.يعد الورم الأرومي من أشرس أنواع السرطان التي تصيب الأطفال في سن مبكرة وعلاجاته أيضاً شرسة وهي العملية الجراحية والتي يليها العلاج الكيماوي والإشعاعي، وبالرغم من ذلك فإن الورم ربما يعود مرة أخرى خلال 6 أشهر، حيث تهرب مجموعة من الخلايا الورمية المعروفة بالخلايا الجذعية السرطانية من العلاج وتستمر في الانقسام ما ينتج عنه خلايا ورمية جديدة محل الورم الذي قضى عليه العلاج. قام الباحثون من خلال الدراسة الحديثة التي نشرت بمجلة «الطب التجريبي» بدراسة إمكانية القضاء على الخلايا الجذعية بالورم الأرومي الدبقي الذي تم استئصاله بغرض التشخيص، حيث عرضوا الورم إلى سلالتين من الفيروس زيكا والذي انتشر عبر الأورام وقضى على الخلايا الجذعية للورم بينما تجنب الخلايا الورمية الأخرى، وهي نتائج تشير إلى أن عدوى الفيروس مع العلاجين الكيماوي والإشعاعي تعطي مفعولاً متكاملاً لأن الفيروس يقضي على الخلايا الجذعية للسرطان بينما تقضي العلاجات الأخرى على الخلايا الأخرى له، لذلك يرى الباحثون أن الفيروس زيكا ربما يصبح في يوم من الأيام علاجاً مكملاً لاستئصال الورم بالكامل، ولأجل التأكد من النتائج أجريت التجربة على الحيوانات بحيث تم حقن مجموعة منها بالفيروس وحقنت المجموعة الأخرى بمحلول ملحي (العلاج الوهمي)، وذلك مباشرة داخل الدماغ، وما حدث هو تراجع بحجم الورم بصورة ملحوظة بعد أسبوعين من الحقن بالفيروس، كما أن هذه المجموعة كانت فترة حياتها أطول من المجموعة الأخرى التي حقنت بالعلاج الوهمي؛ ويقول الباحثون إنه في حالة تطبيق العلاج بالفيروس على الإنسان فإن الحقن يكون داخل الدماغ مباشرة أثناء عملية استئصال الورم الأصل لأن حقنه بمنطقة أخرى من الجسم يجعل جهاز المناعة يخلص الجسم منه قبل وصوله إلى الدماغ.
مشاركة :