كثير من الشباب والصغار تعودوا على السهر لساعات متأخرة من الليل، وأثناء ذلك يتناولون وجبات كاملة ودسمة في الليل، كما أن بعض الأشخاص يعودون من العمل في أوقات متأخرة ويأكلون في هذا الوقت، بكميات كبيرة ونهم شديد بسبب عدم تناول وجبات كافية أثناء اليوم، ويلجؤون إلى تعويض ذلك في الليل، ونطرح المشاكل والأمراض التي يمكن أن تسببها هذه العادة، ونقدم نصائح الأطباء للتخلص من هذه العادة، والدراسات التي أجريت في هذا الشأن. قطاع كبيرتعود الكثير من الأشخاص على اعتبار تناول الطعام في وقت متأخر من الليل من الوجبات الأساسية، وأصبحت هذه العادة ظاهرة منتشرة في قطاع واسع من المجتمع، حتى إن بعض الأسر بكامل أفرادها جعلوا وجبة الليل مثل بقية الوجبات يتجمعون فيها، ويأكلون ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات المتنوعة، كما أن بعض الأشخاص المصابون بحالة من الأرق المستمرة يحاولون إشغال وقتهم، والهروب من التفكير، والتوتر، بتناول الطعام أثناء الليل، إضافة إلى قطاع طويل عريض من الشباب تعود على السهر بجانب أجهزة الكمبيوتر والهاتف على وسائل التواصل الاجتماعي، وهؤلاء غالباً ما يتناولون جزءاً من الوجبات في فترة الليل، وهذه العادة لها العديد من الأضرار على الصحة العامة، في الميين القريب والبعيد، فمثلاً على المدى القريب تؤدي إلى إصابة الأشخاص بمرض البدانة، وزيادة الوزن بشكل كبير، نتيجة الخلل الكبير في التوازن الهرموني الذي تحدثه هذه العادة، حيث يفرز الجسم بسبب هذه العادة هرمون الجوع الذي يسمى الجريلين، وهو المسؤول عن زيادة الإحساس بالجوع، ونقص معدل السكر في الجسم، ويرسل الدماغ إشارات إلى المعدة لتبدأ بالاستعداد إلى إفراز العصارات الهاضمة، وهذا الهرمون يولد الشعور الزائد بالجوع ويفتح الشهية بصورة كبيرة، ما يؤدي إلى تناول كميات أكثر من الطبيعي، ويسبب إرهاقاً كبيراً للجهاز الهضمي وبعض المشاكل، وينعكس في صورة سلبيات على الصحة، وترهل العضلات ومضاعفات كثيرة أخرى. التخمة والترهلينصح الأطباء بعدم تناول الأطعمة الدسمة والثقيلة بعد منتصف الليل، وأيضاً الوجبات البسيطة والسريعة والجاهزة، فقط يمكن تناول الوجبات الصحية التي تعتمد على الفاكهة الطازجة، وبعض الجبن من دون إضافات، وتناول الوجبات أثناء الليل يسبب اضطرابات النوم، وحالة الأرق، وتقطع النوم، وانتفاخ البطن، وألماً في المعدة، وارتجاع المريء، ومن الملاحظ في هذه الأيام ارتفاع نسبة الإصابة بمرض التخمة بشكل كبير على مستوى دول العالم، ويعد تناول الطعام بعد منتصف الليل أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة المرضية، حيث يطلق الأشخاص لأنفسهم العنان في تناول الوجبات في هذا الوقت، إضافة إلى المشروبات الغازية بكميات كبيرة، وفي غضون وقت قليل من هذه الحالة يتغير شكل جسم الشخص، ويتحول إلى شكل غير متناسق، ويصاب بالترهل، وتتراكم الدهون في أماكن تفسد من مظهر الجسم، وهذه العادة تسبب تراكم الأغذية داخل الجسم، بسبب ضعف معدل حرق الدهون والسعرات الحرارية الناتجة عن تناول هذه الأطعمة في الليل، ويواجه الأشخاص صعوبة بالغة في التوقف عن هذه العادة غير الصحية في تناول الطعام، ولا يستطيعون اتخاذ القرار بالعدول عن ذلك ومحاولة توقف الزيادة في الوزن. حمض الجزريتعرض الأشخاص الذين يتناولون الطعام بعد منتصف الليل إلى الكثير من أضرار ومخاطر الصحية، فالكثير من الأشخاص يؤجلون الوجبة الأساسية لحين العودة إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، ويتناولون وجبات كاملة ودسمة مملوءة بالغذاء الذي يحتوي على الدهون بكل أشكالها، وتحتاج هذه الوجبة إلى فترة زمنية طويلة في عملية الهضم، في الوقت الذي من المفروض أن ترتاح فيه المعدة والجهاز الهضمي عموماً، طبقاً للسنن الكونية الطبية التي جعلت الليل لراحة أجهزة الجسم، والنوم بعد هذه الوجبة سوف يؤدي إلى توقف عملية الهضم، وتبقى هذه الكمية من الأطعمة فترات طويلة تسبب لها التخمر والفساد، وانبعاث كميات ضخمة من الغازات، وحدوث تقلصات واضطرابات كبيرة في المعدة، والجهاز الهضمي، كما يؤدي ذلك إلى ارتفاع الإصابة بمشكلة حمض الجزر لدى جميع الفئات والأعمار، ويسبب ذلك حرقة وألماً كبير في الصدر، وألماً وغثياناً في البطن، ويسبب للأطفال مشاكل في الأذن والجيوب الأنفية وزيادة الوزن المستمر، وتسبب مشكلة حمض الجزر أضراراً أخرى على أجزاء الجسم المختلفة، مثل حدوث الشخير أثناء النوم، وحالة الانزعاج والقيام من النوم، وفي بعض الحالات تسبب الإصابة بمرض الربو، واضطرابات البلع مع عسر الهضم، كما تصبح رائحة الفم سيئة وغير مقبولة بسبب هذه المشكلة، ويمكن أن يصاب الشخص بالتهاب المريء مع حدوث بعض التقرحات، وهذه المشكلة تسبب عدم الراحة والانزعاج المستمر، ويصاب بعض الأشخاص ببحة الصوت نتيجة هذه المشكلة، كما يمكن أن يكون حمض الجزر أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء، كل ذلك نتيجة تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. خلل الهضميصاب الأشخاص الذين تعودوا على عادة تناول الطعام بعد منتصف الليل بالشعور والرغبة الملحة في الذهاب إلى الحمام عدة مرات، ما يؤدي إلى القيام من النوم العميق عدة مرات للتخلص من الفضلات، والماء، والنفايات، ويسبب عدم الراحة في الحصول على ساعات من النوم المتواصل والعميق الذي يحتاج إليه الجسم بعد يوم عمل شاق، كما يؤدي الخلل في عملية الهضم إلى ارتداد الحمض الذي يسبب حرقاناً في المعدة، والإحساس بألم وضيق وأعراض مزعجة، واستمرار هذه العادة لوقت من الزمن يقود إلى إصابة الجهاز الهضمي باضطرابات ومشاكل مرضية مزمنة، تستمر مع الشخص طوال فترة حياته، وتحتاج إلى أدوية باستمرار للخفيف من أعراض هذه الاضطرابات، وأثبت دراسة حديثة أن هذه العادة غير الصحية وراء تفشي ظاهرة التخمة في الكثير من الدول، كما يقل معدل التمثيل الغذائي بصورة كبيرة، نتيجة بطء معدل استقلاب الغذاء وضعف عملية الهضم، وبذلك تزيد فرص الإصابة بالتخمة بدرجات عالية، عكس تناول الطعام في الأوقات الطبيعية التي يكون فيها معدل التمثيل الغذائي واستقلاب الطعام عالياً وجيداً، ولا يسمح بتراكم الدهون في الجسم وتخزينها، وينصح الأطباء الأشخاص الذين يدخلون في عملية التخسيس بعدم تناول الطعام قبل النوم بنحو 3 ساعات على الأقل، حتى لا يضيع المجهود المبذول في إنقاص الوزن بالنوم بعد تناول الوجبات. نصائحينصح فريق من الأطباء بالتخلص من عادة تناول الطعام بعد منتصف الليل، لما لها من آثار سيئة في الجسم وتراجع الصحة العامة، ولا يفضل تأجيل وجبة العشاء إلى أكثر من الساعة 10 مساء، وفي حالة شعور الشخص بالجوع في وقت متأخر من الليل، فيمكن اللجوء إلى الوجبات الخفيفة التي تتكون من الخضراوات والفواكه، ولا تسبب أي إرهاق للمعدة، وتحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية، ويمكن تناول سلطة خضر متنوعة، وأنواع من كوكتيل الفواكه، فهذه الأطعمة لا تحتوي على دهون ضارة، ولا تسبب التخمة ومشاكلها، وبعض الأبحاث أكدت أن تناول الوجبات الليلية تسبب خطورة حقيقية على حياة الأشخاص، تصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بالسكتات الدماغية.
مشاركة :