بيروت ــــ أنديرا مطر| حدثان بارزان يتفاعلان في الحياة السياسية اللبنانية في مطلع هذا الأسبوع: اجتماع المجلس النيابي اليوم، للنظر في قانون الضرائب المعدّل لتمويل سلسلة الرتب والرواتب التي أثارت جدلا واسعاً منذ حوالي الشهر، وموضوع العقوبات الأميركية على «حزب الله». ففي الملف الاول ولمحاولة إزالة العراقيل في وجه القانون، اجتمع أمس الأول كل من رئيس الوزراء سعد الحريري، ووزير المالية علي حسن خليل (حركة أمل) ووزير الخارجية جبران باسيل (تيار وطني حر)، حيث اتفقوا على التنسيق في ملفّات عدة للمرحلة المقبلة، ومنها الجلسة التشريعية، وسلّة تعيينات جديدة تُطاول مراكز إدارية في الفئة الأولى. وأثار هذا اللقاء لغطاً حول استبعاد قوى سياسية أخرى (القوات اللبنانية، المردة، الكتائب) من هذا الاجتماع. ومن المرجح ان تخرج الجلسة التشريعية اليوم بإقرار القانون الضرائبي المعدل وفق التفاهم المبرم في اللقاء الثلاثي في بيت الوسط الأسبوع الفائت. وقد يعارض بعض النواب إقرار هذا القانون، لا سيما نواب الكتائب وبعض المستقلين. غير ان هذه المعارضة لن تكون مؤثرة في مسار القانون الى التطبيق. العقوبات على «حزب الله» اما في ما يتعلق بالعقوبات المالية التي اقر مجلس الشيوخ الأميركي تشديدها على «حزب الله»، فقد قدمت مجلة فورين افيرز الواسعة النفوذ للكونغرس اقتراحاً اجرائياً لكيفية تنفيذ هذه العقوبات المالية عملياً على أرض الواقع. ويتضمن اقتراحها اعتبار المناطق الخاضعة لسيطرة «حزب الله»، أي الضاحية الجنوبية لبيروت، ومنطقة البقاع، ومنطقة الجنوب، مناطق محتملة لغسل الأموال، وهذا يعني استبعادها من التبادلات المالية العالمية. ومثل هذه الإجراءات في حال تطبيقها سوف تعزل الكيانات المالية في هذه المناطق عن العالم. سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة أنطوان شديد رأى أن «قانون العقوبات الأميركي هو ضدّ «حزب الله»، وليس ضدّ لبنان»، نافياً أن يكون لهذه العقوبات تأثير بالمقدار الّذي يتصوّره البعض، «وهي لن تطول الطائفة الشيعية ولا النظام المصرفي اللبناني، بل سيقتصر تأثيرها في مكان معيّن». واعتبر شديد أنّ «قانون العقوبات على «حزب الله» يستهدف إيران، ودورها وتمدّدها في المنطقة. فالولايات المتحدة تريد أن تضغط اقتصاديّاً، ومن خلال العقوبات على إيران، من دون اثارة منازعات قد تفضي الى حرب. وأكد السفير السابق ان «تراكم أسلحة «حزب الله» في الجنوب، هو سبب أساسي جدّاً للعقوبات». السبهان وتعليقا على إقرار الكونغرس تشديد العقوبات على «حزب الله» غرّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان عبر حسابه على تويتر قائلاً إن «العقوبات الاميركية ضد الحزب الميليشياوي الارهابي في لبنان جيدة، ولكن الحل بتحالف دولي صارم لمواجهته، ومن يعمل معه لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي». وكان السبهان قد غرّد سابقاً، مؤكداً أن الإرهاب والتطرف في العالم منبعهما إيران و«حزب الله»، حيث كتب في 8 سبتمبر الماضي: «الإرهاب والتطرف في العالم منبعهما إيران وابنها البكر «حزب الشيطان»، وكما تعامل العالم مع «داعش» فلا بد من التعامل مع منابعه، شعوبنا بحاجة للسلام والأمن». وفد لبناني إلى واشنطن على الصعيد الرسمي الحكومي، يغادر رئيس الحكومة سعد الحريري مع وفد مرافق له إلى روما، حيث يلتقي الحبر الأعظم البابا فرنسيس في 13 أكتوبر الجاري. اما العقوبات الأميركية على «حزب الله»، إضافة الى ملف النزوح السوري وأعبائه على لبنان فسوف تكون مدار مباحثات الوفد الحكومي والمصرفي المكون من وزير المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووفد من جمعية المصارف، الذي يزور واشنطن للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، التي تُعقد في العاصمة الاميركية بين 11 و15 أكتوبر الجاري. ولا يزال ملف النزوح السوري مدار تجاذب ونزاع بين أقطاب الحكم اللبناني الذين يجمعون على ضرورة عودة النازحين الى ديارهم، الا انهم يختلفون حول سبل هذه العودة والعلاقة مع النظام السوري.
مشاركة :