تحتفل جمعية التنمية الأسرية (الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والرعاية الأسرية) بمكة المكرمة مساء الثلاثاء 20 محرم الجاري بمرور (25) عاماً على إنشائها بحضور أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة، الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز, وقد حققت الكثير من المنجزات العملية في خدمة المجتمع المكي؛ إذ تجاوز إجمالي القروض والمساعدات المقدمة للشباب المقبلين على الزواج (189) مليون ريال, فيما تجاوز عدد المستفيدين من تلك المساعدات والقروض (34) ألف شاب، وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات العينية (4) آلاف شاب. ومن جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني أن جمعية التنمية الأسرية كانت آنذاك تسمى "الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج"، بهدف دعم الشباب المقبلين على الزواج لإكمال نصف دينهم، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي، واستشعاراً للمسؤولية الدينية والاجتماعية تجاه هذه الفئة الغالية، التي هي عماد الأمة وسبيلها نحو القوة والعزة، ومنذ ذلك الوقت والجمعية لا تألو جهداً ولا تدخر مالاً في خدمة الشباب المكي، وتقدم لهم المساعدات المختلفة، دعماً لهم وتيسيراً عليهم، لتذليل المصاعب والعقبات التي تعيقهم عن الزواج, وسارت الجمعية على تحقيق هذا الهدف النبيل طيلة السنوات الماضية وستستمر بإذن الله في خدمة المجتمع المكي. وأردف: تحصين الشباب بالزواج من أقوى الأسباب للصلاح والاستقامة ودعامة من دعائم الأمن والاستقرار بإذن الله, ولأن قلة ذات اليد تقف عائقاً أمام الشباب عن الزواج، وتؤدي إلى تنامي ظاهرة العنوسة.. فقد أدرك هذه الحقيقة نخبة من أهل الخير من أبناء هذا البلد الأمين وسارعوا إلى تأسيس هذه الجمعية، إيماناً بأهمية بناء الأسرة البناء السليم، لتكون لبنة صالحة في المجتمع، إلى جانب عدم وجود جمعية خيرية تعنى بمساعدة الشباب على الزواج في مكة المكرمة خلال تلك الفترة، رغم الحاجة الملحة لذلك، فوفق الله عز وجل المؤسسين إلى تأسيس هذه الجمعية المباركة التي تضطلع بأهدافها في خدمة شباب مكة. وتابع: في عام 1410هـ عقد نخبة من أصحاب الفضيلة المشايخ وأصحاب السعادة ورجال الأعمال، اجتماعات عدة فيما بينهم، وتمخضت هذه الاجتماعات عن تأسيس الجمعية تحت مسمى الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج، ووضعت لهذا المشروع أهداف سامية وهي: مساعدة الشباب على الزواج مادياً ومعنوياً، والمساهمة في استقرار البيت الأسري، والمساهمة في الحلول المناسبة لمعالجة ظاهرة العنوسة، والعمل على تذليل العقبات التي قد تعترض الشباب في إتمام الزواج، وحث ذوي اليسار على تقديم تبرعاتهم وزكواتهم لدعم الجمعية. كما انبثقت عن هذه الاجتماعات لجنة قامت بعمل لائحة تنظيمية للجمعية، وتم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة وتم اختيار فضيلة الشيخ عبد الله البسام رحمه الله رئيساً لمجلس الإدارة، ثم تلاه فضيلة الشيخ محمد السبيل رحمه الله, كما تم تشكيل جهاز إداري للقيام بأعمال الجمعية، حيث باشر أعماله منطلقاً من رؤية ورسالة الجمعية وهي الريادة في بناء الأسرة ورعايتها، ومشاركة الأسرة مدى الحياة في الاختيار والدعم والتنمية. وقال: بحمد الله ومنته باشرت الجمعية بعد عدة اجتماعات تنفيذ أنشطتها وبرامجها التي تهدف إلى خدمة المقبلين على الزواج من أبناء مكة المكرمة، وقدمت خدماتها بمساهمة ودعم أهل الخير والمحسنين، فمنذ الأسبوع الأول من تأسيسها تقدم لها عشرات الشباب المقبلين على الزواج، ولم تتوان الجمعية حينذاك في مد يد العون لهم ومساعدتهم بما تمتلك من موارد في تلك الفترة، وكان لتلك الجهود الأثر الكبير في نفوس شباب هذا البلد وأفراد المجتمع. وواصلت الجمعية مسيرة الدعم إذ بلغ عدد المستفيدين من الجمعية حتى وقتنا الحاضر قرابة (34) ألف شاب، فيما تجاوز عدد المستفيدين من المساعدات العينية (4) آلاف مستفيد، أما إجمالي القروض والمساعدات المالية المقدمة فأكثر من (189) مليون ريال، وهذه الأرقام مشجعة على مواصلة العمل والاستمرار في مساعدة الشباب المقبلين على الزواج، ومضاعفة الجهد لزيادة سبل الدعم. وبيَّن: منذ اللحظة الأولى التي تأسست فيها الجمعية وهي تقدم خدماتها وتسخر إمكاناتها في خدمة الشباب المقبلين على الزواج، ببرامج وأنشطة متنوعة، وحققت في ذلك نجاحات متعددة، إذ تعد داعمة للشباب من خلال مساعدتهم وتأهيلهم وتقديم الاستشارات الأسرية لهم، لبناء أسرة مستقرة بعيدة عن المشكلات الزوجية، وما تحقق من إنجازات في هذا الإطار فهو بتوفيق الله تعالى ونسأله العون في خدمة المجتمع المكي، والجمعية تعمل حالياً على تنفيذ عدة برامج منها: برنامج إعفاف الشباب، وبرنامج تدريب وتأهيل الشباب والفتيات، إلى جانب برنامج إعفاف الحفظة، وبرنامج زواج ذوي الاحتياجات الخاصة، وبرنامج المساعدات العينية، بالإضافة إلى برنامج تمكين الأسرة , وبرنامج الدلالة والتوفيق، وبرنامج توعية الشباب بأهمية الزواج المبكر، وبرنامج الوقف الخيري، وبرنامج التطوع في برامج الجمعية، ولعل من خلال هذه البرامج النوعية نحقق بعضا من احتياجات الأسرة، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تحقيق ما نصبو إليه، وأن يبارك الجهود. وأضاف: دأبت الجمعية على الاهتمام بهذه الفئة الغالية من المجتمع, وهي بلا شك شريحة كبيرة, ويعول عليها المجتمع الكثير لبنائه مستقبلاً, ألا وهي فئة الشباب, ولما كانت احتفالات الزواج مكلفة لما فيها من كماليات وطلبات ترهق كاهل الشباب ارتأت الجمعية إقامة احتفالات زواج جماعي بهدف التيسير على الشباب وإبعادهم عن الوقوع في الديون، ولاقت الفكرة إقبالاً كبيراً من قبل الشباب، وعليه جعلت الجمعية هذا الأمر ضمن برامجها بشكل سنوي حيث تم تنظيم أول زواج جماعي عام 1429هـ لـ (30) شاباً وفتاة وتدرج العدد إلى أن وصل إلى (700) شاب وفتاة في حفل الزواج الجماعي السابع، وبلغ عدد الشباب الذين تم تزويجهم من خلال تلك الاحتفالات ( 2260) شاباً وفتاة من أبناء مكة المكرمة. وأردف: تهتم الجمعية بكل ما يهم الأسرة وتعمل على تطوير وتحديث برامجها بناء على حاجة المجتمع وفق اللوائح المنظمة للعمل التنموي والخيري ومن خلال ما يرد للجمعية من قبل الشباب أو الفتيات الذين ساهمت الجمعية في بناء بيت الزوجية لهم , وأيضاً المقترحات التي ترد من المهتمين, ووفق تعليمات وزارة العمل, رأت الجمعية تنفيذ دورات تدريبية للشباب المقبلين على الزواج لتبصيرهم بالجوانب الشرعية في الحياة الأسرية، وكذلك معالجة ما قد يعترضهم من عقبات في حياتهم المستقبلية في الجوانب الصحية والتربوية والاجتماعية ثم توسعت الجمعية في هذا البرنامج ليشمل الفتيات وجعلت الالتحاق بالدورة المنفذة للمقبلين والمقبلات على الزواج شرطاً من شروط الحصول على القرض والمساعدة المقدمة, وحقيبة الدورة معتمدة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وتقريباً هي موحدة لجميع الجمعيات المختصة في هذا المجال. وأيضاً رأت الجمعية استحداث قسم الاستشارات الأسرية للمساهمة في الحلول للمشكلات التي قد تعترض الأسرة, واستقطبت لذلك مستشارين متخصصين ومعتمدين لتقديم الاستشارات عبر الحضور لمقر الجمعية ممثلة في مركز النقاء الأسري بالشرائع أو عبر الاتصال الهاتفي, وتتم الاستشارات بكل سرية حفاظاً على خصوصية الأسر, وإتماماً لاهتمام الجمعية بتزويج الشباب والفتيات تم استحداث برنامج الدلالة والتوفيق ليتلقى طلبات الزواج من الجنسين ويشرف على هذا العمل نخبة من المشايخ والسيدات حيث يتم تلقي طلبات الزواج وفق استمارة خاصة تحفظ في قاعدة بيانات إلكترونية ليتم التوفيق بين طالبي وطالبات الزواج بكل سرية حيث يتم التواصل مع أولياء الفتيات لإتمام الزواج, وهناك برامج أخرى تهتم بها الجمعية وتعمل على تطويرها واستحداث ما يمكن أن يخدم المجتمع المكي في هذا الجانب. وتابع: الجمعية تشهد تطوراً وتقدماً ملحوظاً في برامجها وأنشطتها، التي تهدف من خلالها إلى خدمة الشباب المقبلين على الزواج بصورة حديثة، وبأساليب عمل متطورة تواكب مستجدات العصر، وبدأت هذه النقلة بتهيئة بيئة العمل وترميم مبنى الجمعية وتأثيثه وتأمين الأجهزة الإلكترونية الحديثة، واستحداث قسم نسائي يضطلع بمهامه إلى جانب الأقسام الرجالية، إضافة إلى استحداث برامج نوعية تصب في مصلحة الأسرة المكية، وأيضاً تفعيل دور الشراكات مع الجهات الحكومية والأهلية، وذلك بفضل الله ثم بفضل الجهود التي يقدمها منسوبو الجمعية. وأوضح بأن وزارة العمل تسعى إلى إيجاد منظومة متكاملة للحماية الأسرية يعكس ذلك مبادراتها في رؤية 2030 , وتعمل من خلال تلك المبادرات على المحافظة على أمان الأسرة وتعزيز دورها للقيام بمسؤوليتها من خلال توسيع أثر عمل القطاع غير الربحي، للدور الكبير الذي يقوم به هذا القطاع في خدمة الفرد والمجتمع، فتغييب هذا القطاع قد ينعكس سلباً على الأعمال الخيرية التي هي بمثابة الشريان النابض في جسد المجتمعات، ولعل ما تم توقيعه مؤخراً بين وزارتي العدل ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية حول إسناد تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة لأبناء الأسر المنفصلة إلى القطاع غير الربحي، يعد تأكيداً على أهمية هذا القطاع وتنميته ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 م. وواصل: ونحن نؤكد على أن جمعية التنمية الأسرية بمكة تعمل وفق خطط مدروسة لخدمة المجتمع المكي، وهي جاهزة لتنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة بين الوزارتين حال تعميد وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للاتفاقية وضوابطها وتوجيه الجمعيات لتنفيذها، كما تعمل على تنفيذ مبادرات الوزارة المقدمة في رؤية 2030 ولذلك حرصت الجمعية على تنويع وتطوير برامجها واستحداث برامج جديدة تسعى إلى تمكين الأسرة ورعايتها. وأكد أن دعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله للجمعيات الخيرية يعكس عناية الدولة أيدها الله بكل ما من شأنه الاهتمام بالوطن ومواطنيه، حيث سيسهم الدعم في تنفيذ برامج الجمعيات الخيرية بما يحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، وقد تلقت الجمعية دعم سموه الكريم بمبلغ مليون ريال وهذا ليس بمستغرب على سموه الكريم فهو من أكاديمية الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل الخير والبذل والعطاء، والمتابع لأعمال الجمعيات يجد البرامج المتعددة الحيوية المنفذة للفئات المستفيدة من خدماتها. وأكمل: ولهذا كان التوسع في إنشاء الجمعيات الخيرية، وهذا دليل على أهميتها وعلى اهتمام حكومتنا بكل ما يحقق الحياة الكريمة للمواطنين إضافة إلى أن القطاع الثالث يعتبر رافداً مهماً وشريكاً إستراتيجياً في التنمية التي تعيشها المملكة اليوم، ولا يسعني إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر لسموه الكريم، وأسأل الله العلي القدير أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء لقاء ما يقدمانه للوطن ومواطنيه في كافة المجالات, ولا يفوتني أن أقدم جزيل الشكر لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه لما نجده من دعم واهتمام ورعاية لأهداف وبرامج الجمعية. واختتم حديثة بأن الجمعية تعمل وفق لوائح وأنظمة تحكم عملها ولذلك تنفذ برامجها وأنشطتها في إطار مؤسسي وليست لديها برامج ارتجالية, بل تعمل على كل ما من شأنه خدمة ورعاية الأسرة, وإعفاف الشباب الذين هم الشريحة الأكبر في المجتمع, وبرامج الجمعية تصب في هذا الإطار, ونعمل حالياً على برنامج تمكين الأسرة لتكون منتجة وتعتمد على ذاتها في رعاية شؤونها وشؤون أسرتها خاصة ما يتعلق بالأرامل والمطلقات, وكذلك برامج تزويج الأيتام, وحفظة القرآن الكريم, وأيضاً نعمل على إتاحة الفرصة للشباب المتطوعين للاستفادة من أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة, وكذلك برنامج الوقف ليكون رافداً لمداخيل الجمعية من أجل تنفيذ برامجها.
مشاركة :