سيول، واشنطن - وكالات - أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، صباح أمس، أن البرنامج النووي لبلاده «رادع قوي» يضمن سيادتها، وذلك بعد ساعات من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن «شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول» عند التعامل مع بيونغ يانغ. وذكرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن كيم ناقش «الوضع الدولي المعقد» في خطاب أمام اللجنة المركزية للحزب الحاكم، وقال إن أسلحة البلاد النووية «رادع قوي يحمي بشدة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وفي شمال شرقي آسيا»، مشيرا إلى «التهديدات النووية المتواصلة التي يوجهها الامبرياليون الأميركيون». واعتبر كيم أن الوضع المتوتر يثبت أن سياسة كوريا الشمالية المتمثلة في تطوير أسلحة نووية بالتزامن مع تحسين الاقتصاد «سليمة تماماً». وأفادت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن الاجتماع تطرق إلى بعض التغييرات داخل دوائر السلطة الغامضة في البلاد، إذ تمت ترقية كيم يو جونغ شقيقة كيم عضواً مناوباً في المكتب السياسي، وهو أعلى هيئة لصنع القرار ويرأسها الزعيم الكوري الشمالي بنفسه. وبذلك تحل الأخت البالغة من العمر 30 عاماً محل عمتها كيم كيونغ هي التي كان لها دور كبير في اتخاذ القرارات في عهد الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، وهو والد الزعيم الحالي للبلاد. وكان الرئيس الأميركي اعتبر في وقت سابق أن الجهود الديبلوماسية حيال كوريا الشمالية فشلت على الدوام، مؤكدا ان «شيئا واحدا فقط سيكون له مفعول»، من دون ان يذكر أي توضيحات، وسط ترجيحات بأنه يشير إلى عمل عسكري محتمل. وكتب على «تويتر»، ليل أول من أمس، «الرؤساء وإداراتهم عكفوا على الحديث مع كوريا الشمالية على مدى 25 عاماً، ووقعوا اتفاقات وصرفوا مبالغ طائلة من الاموال». وأضاف «لكن لم يكن لذلك مفعول. فقد تم خرق الاتفاقات حتى قبل أن يجف الحبر، في استهانة بالمفاوضين الأميركيين. عفواً، لكنّ شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول». وتطرق ترامب مجددا الى الموضوع خلال مشاركته في البرنامج التلفزيوني للسيناتور السابق مايك هاكابي على شبكة ترينيتي التلفزيونية ملقياً باللوم على الادارات الاميركية السابقة لعدم تعاملها مع المسألة بالطريقة الملائمة. وقال ترامب إن هذا الامر «كان يجب ان تتم معالجته قبل 25 عاما، قبل عشر سنوات، خلال عهد أوباما»، في اشارة الى سلفه في المنصب باراك اوباما. ولم تستبعد الولايات المتحدة اللجوء الى الخيار العسكري لإجبار بيونغ يانغ على وقف اختباراتها البالستية والنووية. وكان ترامب أكد خلال حفل استقبال لأرفع المسؤولين العسكريين مساء الخميس الماضي في البيت الابيض، بعدما بحث معهم في ملفَّي ايران وكوريا الشمالية، ان هذا الوقت «قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة»، من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
مشاركة :