كشفت الحكومات والشركات عن تغيراتها المتسارعة في قطاع التكنولوجيا، من خلال خطط ومشاريع التحول الإلكتروني، التي عرضتها خلال مشاركتها في معرض «جيتكس» التقني، الذي انطلق، أمس، في مدينة دبي الإماراتية.وأبرزت حكومات المنطقة مشاريعها الإلكترونية، في ظل خطط دول المنطقة لاعتماد التحول الرقمي أساساً للتنمية المقبلة، بينما كشفت الشركات التقنية عن تقنيات جديدة وسط التسارع في قطاع التكنولوجيا، الذي بات يشكل محوراً جديداً لرسم شكل المستقبل، ونجاح تجارب فيما يتعلق بإنترنت الأشياء والذكاء الصناعي والروبوتات، التي ينتظر أن تكون جزءاً أساسياً من أساليب الحياة في المستقبل القريب.ودشن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أمس، معرض «جيتكس للتقنيات الحديثة»، الذي يستمر حتى الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، والذي تشارك فيه قرابة 4 آلاف شركة ووجهة محلية وعالمية وإقليمية تمثل أكثر من 70 دولة.بينما استعرضت وزارة الداخلية السعودية أحدث التقنيات والحلول الذكية التي تطبّق حالياً في عملياتها، وجهودها التي تبذلها في تحقيق رؤية المملكة 2030. وقال الدكتور أحمد الميمان رئيس اللجنة الإشرافية المكلفة بالإشراف على جناح وزارة الداخلية، إن السعودية قطعت شوطاً كبيراً في مجال التحول إلى الحكومة الذكية، وباتت من الحكومات الرائدة إقليمياً وحتى عالمياً في عدة مجالات منها الخدمات الإلكترونية والحلول الذكية، وذلك في إطار سعيها نحو تحقيق مكاسب كبرى للاقتصاد الوطني من خلال تعزيز مسيرة التحول الرقمي.وأوضح الدكتور الميمان، أن المشاركة في نسخة هذا العام من الحدث التقني الأبرز في المنطقة تنطلق من الإيمان بقدرة الوزارة ومختلف قطاعاتها على تحقيق مزيد من الإنجازات عبر تبادل الخبرات التقنية، والاطلاع على أحدث الإنجازات والتوجهات التي تشهدها مختلف القطاعات المتخصصة، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل العالم ككل.وتزامناً مع تدشين مشاركتها للعام الثالث على التوالي في أسبوع «جيتكس» للتقنية، أطلقت وزارة الداخلية السعودية النسخة الثالثة والمحسنة من التطبيق الخاص بالهواتف الذكية، بالإضافة إلى تدشين تحسينات إضافية على موقعها، بما يتواكب مع مشاركتها في الحدث التقني الأبرز في المنطقة.وتشارك وزارة الداخلية السعودية في فعاليات أسبوع جيتكس للتقنية 2017 من خلال جناح يضم 14 قطاعاً خدمياً ممثلة بمركز المعلومات الوطني، والأمن العام، والدفاع المدني، ومركز الأمن الإلكتروني، وحرس الحدود، والإدارة العامة للاتصالات والأنظمة الأمنية، والإدارة العامة للمرور، ووكالة الوزارة للتخطيط والتطوير الأمني، ووكالة الوزارة لشؤون المناطق، والأحوال المدنية، والجوازات، ومراكز الاستقبال والتواصل الإلكتروني، وكلية الملك فهد الأمنية.وبالعودة إلى الدكتور الميمان، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة دشنت خدمة «أبشر» للأعمال، الموجهة إلى القطاع الخاص، للمساهمة في تسهيل خدماتها لهذه الجهات، مشيراً إلى أن تتواكب مع فكرة وزارة الداخلية في تقديم الخدمات التقنية والتطبيقات الذكية التي تهدف إلى تيسير الأمور، وتجسد إيمان الوزارة الراسخ في دعم وتنفيذ وتحقيق رؤية المملكة 2030، خصوصاً ما يتعلق بها من الجانب التقني، والتحول إلى الحكومة الإلكترونية.وأضاف رئيس اللجنة الإشرافية المكلفة بالإشراف على جناح وزارة الداخلية عرض 10 منصات وطنية داعمة للتحول الرقمي، إضافة إلى كل الخدمات التي تحتويها تلك المنصات التقنية والتي تصب بشكل أو بآخر ضمن مفاهيم الرؤية.إلى ذلك أعلنت شركة «اتصالات» الإماراتية عن إتمام تجربة حيّة لتقنية الجيل الخامس «G5»، مسجلةً سرعة قياسية جديدة بلغت 71 غيغابايت في الثانية، والتي تعتبر أعلى سرعة مسجلة للتجارب الحية لشبكة الجيل الخامس في العالم.وأجرت «اتصالات» هذه التجربة من خلال جناحها المشارك باستخدام موجات التردد العالية ضمن عرض نطاق ترددي قدره 2 غيغاهيرتز وباستخدام تقنية «ميمو».وقال المهندس سعيد الزرعوني النائب الأول للرئيس لشبكات الهاتف المتحرك في «اتصالات»: «سيكون لاستثمارات (اتصالات) في المستقبل دور محوري في تحقيق النمو والابتكار في الدولة، فضلاً عن دورها في بناء الأساس لتطوير المدن الذكية. وقد أكسبنا ذلك الإمكانات اللازمة لنكون سباقين في إطلاق التقنيات والخدمات الجديدة لعملائنا في قطاع الاتصالات».وأضاف: «تعتبر التجربة الحية الميدانية التي أجريناها اليوم في أسبوع جيتكس للتقنية خطوة مهمة في التحقق من أداء تقنية الجيل الخامس في نطاق الترددات العالية. وبالإضافة إلى السرعة العالية والأداء الفائق الذي ستوفره تقنيات وشبكات الجيل الخامس، ستمهد الطريق أمام فرص مهمة في مختلف القطاعات بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والنقل».وتدور تقنية الجيل الخامس حول مفهوم «الحوسبة في كل مكان»، أي القدرة على الوصول إلى التطبيقات من أي منصة وفي أي زمان ومكان، وهذا يمثل الخطوة القادمة في عملية تطوير خدمات النطاق العريض السريعة للأجهزة المتنقلة، مما يسهم في توفير البيئة المناسبة لنمو «إنترنت الأشياء» وبناء المدن الذكية وجعلها نمط حياة معتمداً من قبل المستخدمين.
مشاركة :