رسامو القصص المصورة في الجزائر يسعون إلى نيل الاعتراف بفنهم

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عانت القصص المصورة في الجزائر حال احتضار بفعل «العشرية السوداء» في التسعينات بعد فترة من الازدهار، غير أنها عادت للحياة في العقد الأخير بفضل رسامين وناشرين شباب شغوفين بعملهم يسعون على رغم التحديات الاقتصادية الى الارتقاء بمستوى هذه المنشورات. وغداة الاستقلال عن المستعمر الفرنسي في 1962، حوّل الشباب المتشبعون بالقصص المصورة البلجيكية والفرنسية مثل قصص «تان تان» أو «استيريكس» التي ظهرت في أواسط القرن الماضي، الجزائر الى بلد رائد في هذا الفن في المنطقة. وأعقب ذلك الانفتاح السياسي والإعلامي بعد 1988 وإطلاق صحيفة «المنشار» الساخرة التي تتناول المواضيع السياسية من خلال رسومات كاريكاتورية. لكن التجربة لم تدم طويلاً بما أن الحرب الأهلية التي عرفت بـ «العشرية السوداء» اندلعت في 1992 وقتل خلالها عشرات الصحافيين بينهم رسامون بينما اضطر آخرون الى الهجرة. ومنذ انطلاق «المهرجان الدولي للشريط المرسوم» في الجزائر العام 2008 والذي اختتمت الدورة العاشرة منه أخيراً، ظهرت مواهب جديدة من الرسامين الشباب في هذا المجال، على ما أوضحت ايمان علال المسؤولة عن القصص المصورة في دار النشر «داليمان». وعلى رغم تأثرهم بالقصص المصورة في فرنسا وبلجيكا وكذلك رسومات المانغا والرسوم المتحركة اليابانية، يظهر الرسامون الجزائريون أساليب متنوعة. فالقصص المصورة في الجزائر مزيج من الأعمال ذات الطابع الفكاهي كتلك التي يروي فيها الرسام سمير طوجي سيرته الذاتية، وأخرى عن الهموم اليومية كتلك التي تصورها الرسامة دالو، مع حيز للانتقاد السياسي اللاذع كما في أعمال الرسام أندلو تضاف إليها الأعمال الشاعرية المرافقة لنصوص نوال لوراد، إضافة الى أعمال جزائرية كثيرة مستوحاة من قصص المانغا اليابانية أو القصص المصورة الأميركية. وخلال السنوات العشر الأخيرة، شهدت الجزائر انطلاق داري نشر متخصصتين في القصص المصورة هما «زاد لينك» و «كازا»، إضافة إلى تأسيس قسم متخصص بهذه المنشورات في دار نشر «داليمان» فيما تعيد دار النشر الحكومية (المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية) نشر قصص مصورة قديمة. لكن التحديات لا تزال كبيرة وأبرزها غياب شبكة التوزيع وقلة المكتبات وصعوبة توصيل المنشورات في بلد شاسع تبلغ مساحته 2,2 مليون كلم مربع، وفق ما أوضحت ايمان علال وسليم براهيمي مدير دار نشر «زاد لينك» التي أسسها في 2007. هذه المشاكل لا تقتصر على مجلات القصص المصورة بل تعني المنشورات كافة، على ما أوضح الناشران. وأشارت ايمان علال الى أن بعض التحديات تتعلق خصوصاً بالقصص المصورة ومردها خصوصاً إلى «تكاليف الصناعة الكبيرة بالنظر إلى أن عدد السحب ليس كبيراً».

مشاركة :