ضرب الاعصار «نيت»، الذي خُفض الى درجة عاصفة استوائية، فجر اليوم (الأحد) للمرة الثانية في غضون ساعات، السواحل الأميركية على خليج المكسيك، بعد أن خلف قتلى ودماراً في أميركا الوسطى. ودعا المسؤولون، السكان إلى إخلاء منازلهم في المناطق الأكثر عرضة للأضرار تحسباً لمرور العاصفة في الجزء الجنوبي الشرقي من لويزيانا مساء أمس (السبت)، وسارع السكان إلى استكمال آخر الاستعدادات قبيل ثالث عاصفة قوية تضرب المنطقة في أقل من شهرين. وأعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير خفض تصنيف «نيت» من إعصار إلى عاصفة استوائية مصحوبة برياح تصل سرعتها إلى 113 كيلومتراً في الساعة اتجاهها شمالي إلى شمالي شرقي، وتتقدم بسرعة 37 كيلومتراً في الساعة، مشيراً إلى تراجع سريع في شدة العاصفة. وكان المركز أعلن في 01.30 فجراً ( 05.30 توقيت غرينتش) أن «نيت» ضربت على بعد حوالى ثمانية كيلومترات غرب بيلوكسي في ميسيسيبي، إذ تسببت بارتفاع منسوب المياه بشكل كبير. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المسؤولين الفيديراليين مستعدين للعاصفة التي تتقدم بسرعة، داعياً سكان الاباما وفلوريدا ولويزيانا وميسيسيبي إلى «التقيد بتوجهيات السلطات المحلية والبقاء في مأمن». وتوقع المركز مساء أمس أن تضرب العاصفة الاستوائية «نيت» أجزاء من ولايات جنوبية عدة. وحذر من أن «مزيج العاصفة القوية والمد البحري سيتسبب بفيضانات في مناطق قريبة من الساحل، لا تصلها المياه عادة، جراء ارتفاع منسوبها عند الشاطئ واتجاهها نحو المناطق الداخلية». وكتبت حاكمة الاباما كاي ايفي في تغريدة على «تويتر» أنها طلبت من ترامب إعلان حال الكارثة «لضمان حشد كل الموارد الممكنة للتعامل مع تداعيات» العاصفة. وكان ترامب أعلن حال الكارثة في لويزيانا وميسيسيبي، ما سمح بإرسال الدعم الفيديرالي للمساعدة على الحد من تأثير العاصفة. ويفترض ألا تضرب «نيت» نيو اورلينز المدينة التي دمرها الإعصار كاترينا في 2005، وتسبب في مقتل 1800 شخص فيها على الأقل. ورفع مكتب حاكم نيو اورلينز حظراً للتجول كان فرضه حرصاً على سلامة السكان. وفُتحت مراكز عدة لإيواء الهاربين من المناطق المنخفضة، ودعا المسؤولون السكان إلى استكمال التحضيرات قبل حلول المساء، بما في ذلك تخزين الأغذية والمياه بكميات تكفي لأيام عدة. وقالت جاكي ديغر (69 عاماً) لدى تبضعها في أحد المتاجر، حيث بدأت قناني المياه تختفي عن الرفوف «عايشت (الاعصار) كاترينا وأعرف كيف كان الوضع عندها». وأعلن مسؤولون ان الإعصارين الأخيرين، وعلى رغم الأضرار التي تسببا بها، كانت لهما فائدة في الاستعداد للعاصفة الاستوائية «نيت»، بما أن إمدادات الطوارئ والاغاثة لا تزال موجودة في مراكزها. ومع ذلك، فقد تم تعزيز موارد أجهزة وكالة الإغاثة الفيديرالية. وتم تدعيم أنظمة السدود في نيو اورلينز منذ «كاترينا»، إلا أن السلطات حذرت من أن هذا الأمر لا يعني انتفاء خطر حصول فيضانات. وبخلاف «هارفي» الذي ضرب تكساس على مدى أسبوع، والذي سجل أرقاماً قياسية في نسب الأمطار، من المتوقع أن تتجه «نيت» بسرعة شمالاً. ومع ذلك، حذر حاكم لويزيانا جون بيل ادواردز من أن «نيت» قد تسبب أضراراً غير متوقعة. ودعا كل المقيمين في المناطق المنخفضة إلى «الاستعداد الآن». وفي ميسيسيبي المجاورة تشكلت الطوابير أمام محطات الوقود في المناطق الواقعة على مسار العاصفة. وقبالة السواحل تم إخلاء منصات نفط وغاز في خليج المكسيك. ومع توقع انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة، نشرت شركة «انترجي» لتوليد الطاقة في نيو اورلينز فرق إصلاح في عدد من المناطق، محذرة من أن انقطاع التيار قد يستمر أسبوعاً. ولا تزال الولايات المتحدة تواجه عواقب الإعصارين القويين «هارفي» الذي اجتاح تكساس في آب (أغسطس)، و«إرما» في أيلول (سبتمبر) الماضيين. كذلك اجتاح «ماريا» منطقة الكاريبي أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي، مخلفاً دماراً هائلاً في جزر عدة، بينها دومينيكا وبورتوريكو. وخلف «نيت» الذي ضرب أميركا الوسطى الخميس والجمعة الماضيين دماراً كبيراً وأودى بحياة 31 شخصاً، فيما لا يزال أشخاص في عداد المفقودين. وأجبرت الأمطار الغزيرة آلاف الناس في أميركا الوسطى على إخلاء منازلهم واقتلعت أشجاراً ودمرت جسوراً وحولت الكثير من الطرق ألى أنهر.
مشاركة :