البداية السيئة للتحكيم في البطولات السعودية للموسم الجديد أثارت الشارع الرياضي، الأخطاء التي وقع فيها حكم نهائي "السوبر" فهد المرداسي والتي تجاوزت عدم احتساب ركلتي جزاء للنصر وكانت سبباً رئيساً في عدم ذهاب اللقب للفريق الأفضل جعلت من التحكيم ومستقبله حديث المجالس، تدفع الأندية مئات الملايين لتجهيز فرقها بجلب أجهزة فنية ولاعبين أجانب واستقطابات محلية مكلفة وتحشد جماهيرها لتحقيق تطلعاتها، من الظلم أن يكون مستوى الأندية وما تصرفه من أموال كبيرة غير متناغم مع مستوى الحكام، وحين يؤدي ذلك لانتصار من لا يستحق وصولاً لذهاب اللقب لغير أهله يقود ذلك لمرحلة إحباط أياً كان المتضرر. ما عاناه النصر في نهائي "السوبر" أمام الشباب بحرمان الأول من ركلتي جزاء واضحتين اتفق على وجودهما خبراء التحكيم وأخطاء أخرى مثّلت ضربة قاضية للتحكيم السعودي قبل النصر، انتظر الرياضيون تحركاً من لجنة الحكام وإعدادا جيدا لحكامها واختيارات مناسبة تضمن بداية مثالية لموسم جديد تعالَج فيه أخطاء الموسم الماضي الفادحة والتي تضررت منها كل الأندية دون استثناء؛ لكنها لم تؤثر على أحقية الأبطال للألقاب الثلاثة الكبيرة. أصدر النصر بياناً مهماً موقوتاً وضع لجنة التحكيم في حرج كبير؛ وإعلان استعداد إدارته التكفل بمصاريف استقدام حكام أجانب حتى للمباريات التي تقام خارج أرضه وتأييد رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد لذلك يكشف انعدام الثقة في الحكم السعودي، وهو ما يجب أن لا يهمله مسؤولو اتحاد كرة القدم بالتعامل مع واقع التحكيم على محمل الجدّ، بالاعتراف أولا بالمشكلة الحاصلة، ثم العمل على خطين أحدهما الاستجابة لطروحات الأندية واعتماد الاستعانة بالحكم الأجنبي واجباً مناطاً باتحاد القدم بتكفله بمصاريفهم في ظل المداخيل العالية التي توفرها استثمارات بيع حقوق الرعاية لشركة عبداللطيف جميل وحقوق النقل لمجموعة إم بي سي اللتين لا تذهب كل ما سيصل منهما للأندية، مع وضع خطة طويلة لإعادة تهيئة الحكم السعودي. البيان النصراوي الأخير استقبلته جماهيره بسعادة بالغة؛ فإعلان التكفل بمصاريف الحكام في جميع المباريات يكشف ثقة متناهية لإدارة النادي في الجهاز الفني واللاعبين وما سيقدمونه داخل الملعب، كانيدا واللاعبون يحظون بثقة الجماهير والإدارة وعليهم استثمار هذه الثقة، ليعلموا أن التشكيك في قدرتهم على المنافسة هذا الموسم بدأ قبل انطلاق الدوري وبعد الظهور الأول في نهائي "السوبر" وكيف سيكون الحال عند أي تعثر؟!. * فاصلة المشجعون ملّوا من الحديث عن الأكثر جماهيرية، والأكثر تضرراً من أخطاء الحكام، وتركوا الجدال حول من هو أسطورة الكرة السعودية، حتى قضية عدد بطولات الأندية لا يوجد إحصاء دقيق يمكن الاستناد عليه وسط استمرار صمت اتحاد القدم؛ المشكلة أن برامج رياضية تقتطع أجزاء من وقتها القصير بين فترة وأخرى لإشعال مثل هذه الأمور بدلاً من التركيز على ما يفيد المشاهد، المشجعون باتوا أكثر وعياً من قادة الإعلام المرئي والمسموع.
مشاركة :