علي أركادي يفوز بجائزة بايو عن تحقيق لجرائم التعذيب في الموصل

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

علي أركادي يفوز بجائزة بايو عن تحقيق لجرائم التعذيب في الموصلمنحت التحقيقات والتقارير الصحافية عن معارك مدينة الموصل العراقية، صحافييها أهم جوائز بايو- كالفادوس لمراسلي الحرب، وكانت صور المصور الصحافي العراقي علي أركادي، الأكثر إثارة للجدل، نظرا للثمن الذي دفعه للحصول عليها بمعايشة جرائم التعذيب خلال الحرب، وارتكاب الأخطاء.العرب  [نُشر في 2017/10/09، العدد: 10776، ص(18)]انتهاكات قوات النخبة الحكومية بايو (فرنسا) - كافأت جائزة بايو- كالفادوس لمراسلي الحرب السبت تحقيقا مصورا للصحافي العراقي علي أركادي، يدين لجوء قوات مسلحة عراقية إلى التعذيب، لكن الجائزة أثارت “جدلا حادا” بين أعضاء لجنة التحكيم التي تألفت من خمسين صحافيا، كما قال رئيسها جيريمي باون مراسل الحرب لأكثر من ثلاثين عاما في بي بي سي. فمنذ سنوات لا تزال إشكالية نشر الصور الصادمة والعنيفة تخيم على وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، ويدور جوهر النقاش حول أهمية هذه الصور في توثيق الأحداث والحروب وبين احترام خصوصية الإنسان وعدم المتاجرة بها في خدمة أهداف سياسية أو حتى صحافية، حيث تحولت في الكثير من الأحيان إلى أدوات لتسجيل النقاط على الخصوم في حين أن الممارسات التي وثقتها الصور تشاركت فيها الأطراف المتصارعة، ولكثرة تداولها لم تعد مفاجئة للجمهور. لكن القضية التي واجهتها لجنة تحكيم جائزة بايو- كالفادوس، كانت أكثر تعقيدا مع أركادي، الذي تابع فرقة من الجنود العراقيين تحمل اسم “فرقة الرد السريع” لكشف أعمال التعذيب. لكنه اعترف بأنه شارك مرتين في “جرائم الحرب” هذه خوفا من أعمال انتقامية من هذه القوة التي اكتسب ثقتها. وقال باون “ليس من السهل دائما اتخاذ قرار. لكن في نهاية المطاف الخدمة التي قدمها بالتقاطه هذه الصور أقوى من واقع أنه ارتكب أخطاء. لقد عانى هو شخصيا. هو ليس جلادا وقام بتوثيق ما يفعله هؤلاء”. وأضاف مراسل بي بي سي الذي عمل في سبعين بلدا في العالم “هذه الصور عنيفة جدا ومزعجة”. وأضاف إنها “الصور الأكثر تأثيرا والتي رأيتها طوال حياتي”. وتابع باون خلال حفل تسليم الجوائز “من خلال هذه الصور ترون الشيطان”، مشددا على أنه “ليس هناك مكان في العالم أسوأ” من ذلك الذي أظهره أركادي في تحقيق مصور لوكالة الصور “VII” (سبعة).علي أركادي : الخط الأحمر مبهم جدا عندما نندمج إلى هذا الحد مع مقاتلين ونشرت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية تقرير أركادي الذي نقل فيه مشاهد التعذيب والاغتصاب والقتل المستهدف في سجون مدينة الموصل العراقية. كما عرضت قناة “أي بي سي” الأميركية أيضا المشاهد وبثت لقطات حقيقية مروعة لتعذيب مدنيين من أهالي الموصل على يد ضابط عراقي في قوات الرد السريع. وصرح أركادي خلال حفل تسليم الجوائز السبت في بايو “أردت أن تتنبه الحكومة العراقية إلى أن هؤلاء الجنود يرتكبون جرائم حرب. أردت وقف ذلك، لكن الأمر مستمر مع الأسف”. وأكد المراسل العراقي البالغ من العمر 34 عاما، أنه شارك مرتين فقط في عمليات تعذيب. ونظرا “لتأثره الشديد”، أشار إلى مقابلة أجرتها معه المجلة الفرنسية “تيليراما” في مايو وأوضح فيها أنه “ليس فخورا” بصفعه رجلا وضربه آخر. وكان قد صرح لمجلة “تيليراما” أن “الخط الأحمر مبهم جدا عندما نندمج إلى هذا الحد مع مقاتلين. خلال ثوان، المسافة التي حرصت على إبقائها اختفت. لست فخورا بذلك. لست رجلا عنيفا لكنني عرفت في أعماق نفسي أنني لا أستطيع أن أفعل غير ذلك”. وروى أركادي كيف أنه لم يصدق الأحاديث بين جنديين عراقيين من قوات الطوارئ العراقية، أثناء تحرير مدينة الفلوجة، فقال “كنت أظنهم يمزحون في ما بينهم عندما كانوا يسردون قصصاً عن قتل ضحاياهم”، إلا أن المفاجآت تتالت على الأرض فقد شاهد بنفسه جزءاً مما كان يحدث بعد أن سُمح له بالحضور، ولاحقاً بتصوير عمليات للتعذيب والقتل بحق أناس يشتبه بأنهم موالون لتنظيم “داعش”. ومنحت جوائز أخرى لتحقيقات عن معارك مدينة الموصل، فعن فئة الصحافة المكتوبة، مُنحت الجائزة لتقرير “الموصل، خمسة هجومات لمعركة واحدة” لصامويل فوريه نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية ويروي خمسة أيام من المعارك من وجهات نظر مختلفة. وللصحافية غويندولين ديبونو لحساب إذاعة “أوروبا- 1” حول “دخول الموصل”. وكان فوريه قد فاز في يونيو بجائزة ألبير لوندر عن تقاريره المنشورة في “لوفيغارو” حول معركة الموصل، حيث أصيب إصابة طفيفة في يونيو جراء انفجار أدى إلى مقتل زملائه فيرونيك روبير، وستيفان فيلنوف وبختيار حداد. وللتلفزيون، منحت “المواطنة الصحافية السورية” وعد الخطيب عن فيلمها القصير حول “آخر مستشفى في حلب” لمسلحي المعارضة الذي بثته قناة “تشانل 4”، ولأوليفييه ساربيل عن فيلمه الطويل “في معركة الموصل”. وفاز سابيل أيضا بجائزة فيديو الصور. وعن فئة المراسلين الشباب، منحت الجائزة لتحقيق أعدته ماي جونغ وهي تقيم في كابول. ويتعلق بقصف المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان. وقد نشرته مجلة “ذي أنترسبت” الإلكترونية الأميركية.

مشاركة :