قال أبو الطيب المتنبي :ولم أر في عيون الناس عيباكنقص القادرين على التمامهناك مثل إفريقي يقول (عندما تتصارع الأفيال يعاني العشب) والأكيد أن من يعاني ويشعر بالحسرة من تعليق النشاط الرياضي في الكويت ليس الحكومة الرشيدة أو مجلس بو جنسية ولكن الذي يعاني هو الشعب الكويتي وخاصة الشباب الرياضي الذي يتحرق شوقا للمشاركة في تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي ستقام في روسيا صيف 2018. هناك فرحة عارمة عاشها الشعب المصري وحتى الشعوب العربية المحبة لمصر بمناسبة وصولها إلى نهائيات بطولة كأس العالم بعد غياب استمر 28 عاما وقد تحقق الحلم المصري بعد مباراة مثيرة تلاعبت بأعصاب الجماهير الغفيرة حيث تقدم المنتخب المصري بهدف للأسطورة محمد صلاح وقبل نهاية المباراة بدقائق استطاع مهاجم الكونغو إحراز هدف التعادل القاتل ولكن المنتخب المصري لم يستسلم واستطاع في الوقت الضائع أن يسجل المبدع محمد صلاح هدفه الثاني ليقود فريقه إلى نهائيات كأس العالم في روسيا وتعم الفرحة الشعب المصري وحتى المصريين المغتربين في الكويت وبقية الدول عاشوا ليلة مثيرة فقد تحقق حلم طال انتظاره. أيضا المنتخب السعودي كان أول المتأهلين إذ فاز على منتخب اليابان الذي يعد من أقوى المنتخبات في آسيا وقد كان المنتخب السعودي بحاجة إلى الفوز تماما كالمنتخب المصري وقد حقق الفوز وأسعد الشعب السعودي الذي غاب عن بطولة كأس العالم تقريبا 12 سنة . هناك منتخبات عربية لديها فرصة التأهل لبطولة كأس العالم. وهي المنتخب السوري الذي يحتاج للفوز وهناك منتخبات تونس والمغرب ولاشك أن وصول عدة منتخبات عربية هو مكسب وتسويق لتلك الدول في محفل عالمي وهو بطولة كأس العالم التي هي حدث تاريخي يتكرر كل اربع سنوات في بلد مختلف ولذلك كل الدول تحرص على المشاركة والتأهل للنهائيات لأن المشاركة تجعل البلد الذي يشارك منتخبه محط الأنظار. بعض أعضاء المجلس أو غالبية الأعضاء تعتبر الرياضة آخر همومهم وفي ذيل قائمة اهتماماتهم فهناك تخفيض السن التقاعدي لمصالح انتخابية وهناك تقديم استجواب لوزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله الذي قدم بصورة مفاجئة مما يضفي على الاستجواب غموض وعلامات استفهام كثيرة في توقيته وهناك من يتهم الأعضاء المستجوبين بتوتير العلاقة بين المجلس والحكومة تمهيدا لحل المجلس وإجرء انتخابات مبكرة. لا يخفى على أحد أن أطراف الصراع في القضية الرياضية وهم شخصيات معروفة قد ابتعدوا عن الساحة الرياضية والمنطق يقول ان الصراع انتهى ولابد أن يتوقف تعليق النشاط الرياضي وتجد هذه القضية طريقها للحل ولكن هناك من ينفخ في النار بجعل هذه القضية تظل فوق صفيح ساخن وهناك تهديد باستجواب وزير التجارة والشباب خالد الروضان الذي كان له دور في تعليق النشاط الرياضي ولذلك من الصعب أن يكون سببا في إنهاء الأزمة الرياضية. إن القضية الرياضية تحتاج إلى موقف وطني بطولي من أعضاء مجلس الأمة وذلك بتعديل القوانين الرياضية بالتصويت عليها حتى تنسجم مع قوانين اللجنة الأولمبية الدولية وهو ليس اختراع للذرة وحتى يمر هذا التعديل يحتاج إلى أغلبية مطلقة يعني أصوات 44 عضوا وهي التي تجبر الحكومة على تنفيذ التعديل بقانون فهل يفعلها أعضاء المجلس ويضعون حدا لهذه المهزلة الرياضية ورسم البسمة على شفاه الشعب الكويتي وعودة النشاط الرياضي. نأمل أن يشكل فوز المنتخب المصري والمنتخب السعودي حافزا ودافعا لأعضاء المجلس أن يتحركوا لحل القضية الرياضية ونشر البهجة والفرحة والرياضة اليوم لم تعد ترفا ولكنها صناعة وموردا آخر للدخل وإشغال الشباب بما يعود بالنفع على الوطن وإبعادهم عن الجماعات الدينية ذات الفكر المتشدد والمتطرف الذي يقودهم في النهاية إلى التنظيمات الإرهابية.أحمد بودستور
مشاركة :