توغلت قوات تركية، أمس، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ضمن خطة من ثلاثة محاور؛ بهدف الانتشار في مناطق «خفض التوتر» بموجب اتفاق أستانا، الذي جرى التوصل إلى آلية تنفيذه الشهر الماضي، في وقت شارفت المعارك التي تخوضها «قوات سوريا الديمقراطية» ضد تنظيم «داعش» في مدينة الرقة على الدخول في «أسبوعها الأخير» بعد خسائر فادحة مُنيّ بها الإرهابيون المحاصرون في مساحات ضيقة في معقلهم الأبرز في البلاد.وقالت الجيش التركي في بيان صحفي، إن العملية العسكرية، التي تنفذها القوات التركية تأتي في إطار اتفاق تنفيذ وقف إطلاق النار في مناطق خفض التوتر في إدلب بين الدول الضامنة الثلاث: تركيا وروسيا وإيران. وأضاف، أن الخطوة شملت إقامة نقاط مراقبة، وأنه يقوم بمهامه بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها في عملية أستانا.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال، الأحد، إن العملية العسكرية المشتركة مع مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم مع أنقرة تجرى في إدلب «دون أي مشاكل».وجاءت تصريحات أردوغان بعد ساعات من أنباء عن دخول قوات تركية إلى إدلب برفقة مقاتلين من «هيئة تحرير الشام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، التي تسيطر على معظم مناطق المحافظة. وذكر المرصد السوري، أن المقاتلين وفروا الحماية للقافلة التي اتجهت صوب الجزء الغربي من محافظة إدلب قرب منطقة يسيطر عليها مقاتلون أكراد.وأوضح المرصد، أن التحرك التركي جاء بعد التوصل إلى اتفاق مع «هيئة تحرير الشام» يسمح للقوات التركية بالسيطرة على مواقع قرب عفرين، وهي بلدة تسيطر عليها «قوات حماية الشعب الكردية» في الجزء الشمالي الغربي من حلب. من جهة أخرى، وبعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك داخل الرقة، لا تزال الاشتباكات مستمرة في مساحات محدودة يتواجد فيها تنظيم «داعش»، خصوصاً وسط المدينة، فيما تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» للتقدم من الجهتين الشمالية والشرقية؛ لإحكام طوقها على فلول مقاتلي التنظيم المتطرف. وقالت قائدة حملة «غضب الفرات» روجدا فلات، خلال تواجدها في منطقة غربي الرقة «في حال التقاء المحورين نستطيع أن نقول إننا دخلنا الأسبوع الأخير من حملة تحرير الرقة». وأضافت: «في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، يمكننا أن نتخذ القرار ببدء الحملة النهائية». وأوضحت فلات، أن عمليات التمشيط لا تزال مستمرة في الكثير من الأحياء؛ للتأكد من عدم وجود الإرهابيين. ويتمركز مقاتلو التنظيم المتطرف بشكل أساسي في المستشفى الوطني، والملعب البلدي وسط المدينة، كما يتواجدون في العديد من المباني المحيطة بها. ويحاصر المقاتلون المستشفى الوطني؛ حيث يعتقد أن الإرهابيين يتخذون من المدنيين داخله دروعاً بشرية، كما يحضرون لهجوم على الملعب البلدي إلى الشمال منه. ومن المفترض بعد السيطرة على الملعب، وفق القيادي الميداني في الوحدات الكردية علي شير، أن تتجه القوات للسيطرة على دوار النعيم، الذي اعتاد التنظيم تنفيذ عمليات إعدام جماعية فيه، ما دفع السكان إلى تسميته «دوار الجحيم». وأوضح شير، أنه بعد الانتهاء من الملعب والدوار «لن يبقى سوى المستشفى، وحينها سنوجه نداءات لهم للاستسلام، وفي حال لم يلتزموا بالأوامر سنضطر إلى كسر الحواجز ودخول المستشفى». (وكالات)
مشاركة :