تايلاند تعاقب مخالفي قواعد السير بالعمل في المشرحة

  • 10/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

السلطات التايلاندية أنها توصلت إلى منهج رادع يقنع الناس بعدم الإفراط في تناول الكحول عند قيادة السيارات أو عدم ارتكاب حماقات بسبب جنون السرعة، يتمثل في إرسال مخالفي قواعد السير إلى مشرحة الأموات. وتحتل تايلاند المرتبة الثانية بعد ليبيا على قائمة الدول الأكثر تسجيلا لحوادث مرورية مروعة. وتشهد هذه النوعية من الحوادث تزايدا ملحوظا عاما بعد عام، مما دفع السلطات إلى التفكير في أسلوب لوقف نزيف الإسفلت والحوادث المأساوية التي تنجم عن تلك الظاهرة. يتمثل هذا الأسلوب في وضع المخالفين والمتسببين في الحوادث، وجها لوجه مع الموت. وبدأ تطبيق هذا المنهج منذ أبريل 2016 على أكثر من 7000 شخص لم يتمكنوا من اجتياز تجربة الإقلاع عن احتساء الكحوليات، أو حررت لهم مخالفات بسبب السرعة الزائدة، حيث تم إرسالهم إلى مستشفيات بجميع أنحاء البلاد للعمل في مشارحها، كجزء من البرنامج العقابي الذي يخضعون له. ويندرج هذا البرنامج تحت ما يعرف بـ"العلاج بالصدمة"، و"قد أظهرت التجارب أن الناس ليست لديهم القدرة على الدخول في مواجهة مباشرة مع الرعب والمآسي التي قد يتسببون فيها لغيرهم"، بحسب ما أكده مدير إدارة الحريات المشروطة "الحبس الاحتياطي"، رايونج فينجلور، موضحا "يجب علينا عمل شيء بهذا الخصوص". ويجبر السائقون الذين يضبطون في حالة القيادة تحت تأثير الكحول على العمل في خدمة المجتمع لمدة تتراوح بين 12 إلى 48 ساعة، حسب مهارة كل شخص، قد يتضمن ذلك تعليم الموسيقى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولا إلى ممارسة أعمال الحقل. أما الأشخاص الذين يتمتعون بخبرات في مجال الطب، فيرسلون لمساعدة فرق الإنقاذ، لكي يروا بأعينهم كيف يمكن إنقاذ حياة من الموت وكيف يفقد إنسان حياته بسبب ممارسات غير مسؤولة. وتتضمن أعمال المساعدة التي تسند للمعاقبين، تنظيف قسم المشرحة: كنس ومسح الأرضيات، تنظيف طاولات تجهيز الموتى، أو ثلاجات حفظ الجثث. وتوضح لهم قبل القيام بتلك المهام، جسامة أخطائهم والغرض من إخضاعهم لهذا النوع من العقاب، لكي يستوعبوا الغرض من الرسالة . "أتوسل إليكم جميعا ألا تعودوا مرة ثانية على الإطلاق للقيادة تحت تأثير الخمر. لا نريد أن ينتهي بكم الحال جثثا هامدة على الطاولة مثل هؤلاء الموتى الذين ترونهم هنا"، هذه مقاطع من الخطاب الحماسي الذي يوجهه مدير القطاع الطبي بمستشفى سيريندورم، يولاتشاي يونجياراسيري لمجموعة من المعاقبين الجدد تضم 40 شخصا من العاصمة بانكوك. ويتضمن العقاب أيضا إخراج وإدخال الجثث للثلاجات، بعد وضعها في مستودعات الحفظ، ولفهم بالملاءات، ليعاينوا الموت وجها لوجه. وقال بيابونج مانورا، رجل في الثلاثين من عمره، ويعمل موظفا بإحدى الشركات “كانت أول مرة في حياتي أرى جثة حقيقية. كنت مرعوبا من التعامل معها، لفها بالملاءة. هذا جعلني أدرك أنه لا يوجد شيء آمن في الحياة”. وأكد سونتيبوب تيمسونجساي (24 عاما) “لن أعاود الشرب مرة أخرى. لا أريد أن تنتهي حياتي على هذا النحو”.

مشاركة :