الجولة الخامسة من مفاوضات بريكست ستكون حاسمة ليتمكن القادة الأوروبيون من الحديث عن تقدم في عملية الانفصال لبدء النقاشات حول العلاقات التجارية مع لندن.العرب [نُشر في 2017/10/10، العدد: 10777، ص(5)]محاولات صعبة للخروج من المأزق بروكسل- تبادل الأوروبيون والبريطانيون الاثنين، الاتهام بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في اليوم الأول من جولة خامسة من هذه المفاوضات بالعاصمة البلجيكية بروكسل. والتقى فريقا المفاوضين في مقر المفوضية الأوروبية وبدآ الجولة التي تستمر أربعة أيام، وستكون الأخيرة قبل اجتماع المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل. لكن خلافا لما حصل في الأشهر الماضية، لم يتوقع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، ونظيره البريطاني ديفيد دافيس أن يلتقيا الاثنين لافتتاح هذه الجولة الأخيرة. ويفترض أن تشكل الجولة مرحلة حاسمة ليتمكن القادة الأوروبيون من الحديث عن “تقدم كاف” لعملية الانفصال من أجل بدء المفاوضات حول العلاقات التجارية مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الذي حدد موعده في نهاية مارس 2019. ودعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في كلمة أمام مجلس العموم الاثنين قادة الاتحاد إلى إبداء “مرونة” في المفاوضات، معتبرة أن “الكرة باتت الآن في ملعبهم”. وقالت إنها “متفائلة في إمكانية تلقي رد إيجابي”. لكن ذلك يبدو غير مرجح، إذ أن الشروط التي حددتها الدول الـ27 الأخرى الأعضاء في الاتحاد لم تنفذ بعد إذ تطالب في الواقع بتحقيق تقدم في 3 ملفات أساسية هي التسوية المالية للانفصال ومصير الأوروبيين المقيمين في الطرفين وانعكاسات بريكست على أيرلندا. وأكد الاتحاد الأوروبي أن “الكرة في ملعب بريطانيا بالكامل حاليا” من مفاوضات الطلاق الأوروبي، رافضا تصريح ماي بأن الخطوة التالية تقع على عاتق بروكسل. وقال المتحدث باسم المفوضية مارغريتيس سخيناس “إنها ليست بالضبط لعبة كرة”، لكن “الكرة هي بالكامل في ملعب المملكة المتحدة”، مذكرا بـ”التسلسل الواضح” للمفاوضات. وكان بارنييه قد صرح أمام البرلمان الأوروبي في الأسبوع الماضي، أن الجولة السابقة لم تحقق التقدم الكافي لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات. ولا يتوقع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تحقيق تقدم كاف حتى نهاية أكتوبر “ما لم تحدث معجزة”، وذلك غداة انتهاء جولة رابعة من المفاوضات. ومن الواضح أن الأوروبيين متشائمون وقلقون أيضا من انعكاسات ضعف ماي، الذي ظهر في خطابها الذي ألقته في مؤتمر حزبها السنوي الأربعاء الماضي، حول المفاوضات. وقوطعت ماي التي تواجه أزمة قيادة أيضا من قبل ممثل هزلي قدم لها استمارة تسريح من قبل بوريس جونسون وزير الخارجية في حكومتها الذي يتحدى سلطتها بدعوته إلى بريكست أكثر تشددا. واعتبر مجتبى الرحمن، المحلل في المجموعة الفكرية “يوراسيا”، أن “تصريحات جونسون حكمت بالفشل على حل داخل المجلس الأوروبي في أكتوبر الحالي”، معتبرا أنه زعزع ثقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :