"ليس هناك ما يبرر عدم قيام الأطفال بوضع القمامة في الحاويات المخصصة لها، وبتنظيف طاولة الطعام، وترتيب غرفهم؛ وبما أننا نتحدث في هذا الموضوع، يمكنهم أيضاً وضع الملابس المتسخة في الغسالة...". نشر صديقٌ لي في المدرسة مؤخراً صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر كومةً كبيرةً من غسيل مراهق أمام الغسالة، وإلى جانبها تعليقٌ "عودة ريان إلى البيت للعطلة". ريان يحتاج إلى تعلّم كيفية استخدام غسالة، هذا ما فكرت فيه لدى مشاهدتي تلك الصورة والتعليق. في الواقع لم أفكرْ في ذلك فحسب؛ بل نشرتُه كرد على تعليقه؛ لأنه إذا كان باستطاعته متابعة دراسته السنة الأولى جامعي، وبإمكانه قيادة السيارة وشراء البيرة بنفسه، فهو ناضجٌ بما فيه الكفاية للقيام بنفسه بالغسيل. أتفهم دواعي سرور صديقتي وهي تحمل مولودها الأول إلى البيت، دون أن يزعجها أبداً إظهار قليل من حب الأمومة إزاء رضيعها، لكن بالنسبة لأي شخصٍ آخرٍ، يشعر بثقل الأعباء المنزلية والملل الشديد من روتين التنظيف والترتيب والطبخ، قد يكون هذا الشعار مفيداً له ويساعده كثيراً.. بكل بساطة لا تفعله. كرِرْ بهدوء في قرارة نفسك هذا الشعار، كلما صادفت صحون وجبة الإفطار المتسخة متناثرة، تم تركها على الطاولة. أنشد هذا الشعار بتمعن كلما شعرت باندفاع لا إرادي لإعادة ترتيب درج الجورب المبعثرة. كرّر ذلك الشعار إلى حد الهوس عندما تدفعُ رجليك علبة رقاقة فارغة أو مناديل يدوية متسخة مهملة. ليس هناك ما يبرر عدم قيام الأطفال بوضع القمامة في الحاويات المخصصة لها، وبتنظيف طاولة الطعام، وترتيب غرفهم؛ وبما أننا نتحدث في هذا الموضوع، يمكنهم أيضاً وضع الملابس المتسخة في الغسالة وإفراغ غسالة الصحون، وتنظيم ملابسهم وترتيبها في موضعها، وتخضير وجباتهم للمدرسة، والمساعدة في تحضير العشاء، وإعداد الطاولة، وإطعام القط، وتنظيف الحمام واستعمال المكنسة من حين لآخر. ولكن ما الذي يحفز أي شخص في منزلك ويجعله يفكر في القيام بهذه المهام طالما هو متيقنٌ أن هناك من سيقوم بها بدلاً منه؟ ولهذا السبب فلا بد من أن تتوقف عن فعل ذلك؛ لأنك في هذه الحالة تشارك عن غير وعي في استعباد نفسك بنفسك. في يوم من الأيام أحضر أبنائي لأنفسهم ساندويشات بالبازلاء ولحم الخنزير والمربى، أي تحتوي تقريباً على جميع المجموعات الغذائية الرئيسية، شعرتُ حينذاك بأنني حققت انتصاراً. لن تخرب الدنيا إذا لم يكن هناك حليب الصباح، أو يذهب أطفالك إلى المدرسة وعلى ملابسهم آثار غداء يوم أمس، أو اقتناء النوع الخاطئ من الجبن من المتجر الأسبوعي. في الواقع، قد تجد الآخرين في منزلك يطلقون العنان لمهارات لم تكن تعرف أنهم يملكونها، مثل القدرة على مراقبة الحليب، والقدرة على حجز جليسة للأطفال، أو حاسة سادسة تعرف الوقت الذي يحتاج فيه الفرن إلى تنظيف. بالتأكيد، قد لا يفصلون الملابس البيضاء عن الملابس القاتمة بشكل صحيح، أو لا يعطون مِقلاتك المطلية بالشمع الاعتناء الملكي الذي تعتقد أنها تستحقه، ولكن هل تريد أن تقضي حياتك هكذا حقاً؟ نملك جميعاً مهارات وإنجازات ولوقتنا قيمة؛ لذلك هناك أماكن أخرى أكثر إنتاجية يمكننا توجيه طاقتنا اتجاهها والأمر متروك لنا للقيام بذلك. بطبيعة الحال، لا أحد يقترح عليك أن تدع منزلك ليصيراً قذراً وفوضاوياً، لكن يمكنك تحقيق تقدم نحو توزيع عادل أكثر للأعمال المنزلية عندما تخطو للوراء هنا وهناك وتلزم الآخرين بأن يقدموا يد المساعدة، أو كما يسميها صديقي الصالح، عندما تستقيل من دورك كـ"سيد الكون". لا شيء متعلق بقدرة معظم الناس، التدريب، والخبرة أو البنية الوراثية التي تجعلهم ملائمين أكثر من أي شخص آخر لإدارة الحياة المنزلية المملة، ولكن الحقيقة الصعبة هي أن الأعمال المنزلية لا تقسم بشكل عادل. يمكن أن نقضي ساعات نتناقش إلى أي درجة ينجم هذا عن الضغوط الاجتماعية، والمعايير الثقافية، أو كيف يصرف دخل الأسرة، ولكن هذا ينتج أيضاً عن أن بعض الناس أسرع في التقاط المكنسة، أكثر خبرة في تجهيز وجبة عائلية بسرعة، أو على الأرجح لديهم عدد من أرقام المربيات في هواتفهم. وعندما يتولى شخص واحد مهمة القيام بالأمور في العادة، يرى الآخرون أن لا حاجة للقيام بها، ولا يطورون مهاراتهم، أو يفقدون الموارد اللازمة لاستكمال عدد من المهام المملة اللازمة للحفاظ على تقدم الأسرة. أنا لا أقترح أن يتنصل أي أحد من الواجبات المنزلية بشكل كامل، ولكني أعتقد أنه من المهم إعادة النظر في المهام التي نأخذها عن طيب خاطر. هناك طريقة جيدة للبدء وهي التوقف عن أخذ ملخصات، نحن جميعاً منشغلون، لا أحد منشغل أكثر من الآخر؛ لذلك من الجيد أن تدعم المشروع من حيث المبدأ، لترفض الاشتراك لأنك لا تملك الوقت. إذا اقترح أن المكيف يحتاج إلى إصلاح، يجب أن يأتي المصلح، أو خزائن الأطفال مليئة الملابس، يمكن أن تكون الإجابة المناسبة: "أنت على حق تماماً، وأنا مسطح خارجاً في هذه اللحظة لا أستطيع التخلص منها، ولكن أخبرني كيف فعلت ذلك عندما تقوم به". وثمة خيار آخر هو السماح للمعايير أن تسقط مرة واحدة في الحين، متعب جداً أو غير متحمس لمغامرة تذوق أخرى، وجبة طعام متوازنة غذائياً؟ بدلاً من ذلك، أخبر الأطفال أنهم يستطيعون طبخ ما يحلو لهم في العشاء. خدم أطفالي أنفسهم مرة واحدة وحضروا لأنفسهم شطائر البازلاء لحم الخنزير والمربى، كانت تحتوي تقريباً على جميع المجموعات الغذائية الرئيسية اعتبرت الأمر انتصاراً لي. بسكويت ويت - بيكس مع الجبن مع تفاحة كختام للطعام؟ مثالي. ثم هناك إعادة القيام بالأشياء التي قام بها الآخرون مسبقاً؛ لأنها لم تتم بالشكل الصحيح ربما، ماذا بشأن هذا؟ لا أحد مات على الإطلاق؛ لأن غسالة الصحون لم توضع حسب الطريقة التي تراها مناسبة، أو لم يتم طي الغسيل وفقاً لمعاييرك الصارمة. بالتأكيد، هناك أشياء تحب القيام بها بطريقة معينة لسبب ما - لا حمالات صدر مصممة في المنشفة، وجبات خفيفة منخفضة السكر فقط، وغسل مناشف الشاي بشكل منفصل - ولكن إذا كانت هذه هي الأشياء الخاصة بك، يجب أن تمتلكها، ترتديها وتعيش معها. كنت أصر على تغيير جميع الأسرة مرة واحدة في الأسبوع، مع ثلاثة أطفال كانت مهمة صعبة، الآن أغير الأغطية فقط كل أسبوع، وأنا أفعل ذلك لنفسي؛ لأنني أحب الأغطية النظيفة. أما بالنسبة للأطفال فأنا أقف في أعلى الدرج وأصيح "من يريد غسل ملاءته اليوم؟"، ثم لا أسمع رداً وأعود إلى ما كنت أفعله. إذا كنا نعاني من المخلوقات الطفيلية، هذه قصة مختلفة، ولكن الآن بعد أن خرجنا من مرحلة أمراض البطن والعدوى التنفسية التي تنتقل من خلال عائلتنا، أرى أنه يمكنني التراجع قليلاً. ولا أعتقد أنك ستحضر أشخاصاً آخرين لبيتك للمساعدة، إذا كنت تسجل باستمرار جهودهم، قليل من التأكيد الإيجابي سيمكنك من قطع شوط طويل. بعد كل شيء، ما الفرق الذي يشكله إن كان التسوق الأسبوعي يشمل الخس الطازج وتوجد هناك بالفعل واحدة في الثلاجة. طالما أنك لست بحاجة لقضاء ساعة في البقالة، فأنت فائز. يكلف الخس 1.90 دولار؛ لذلك حتى لو كنت تحصل على الحد الأدنى للأجور، ستوفر 16.39 دولار، وتربح ساعة من الوقت. سيشكل أكثر من يومين من وقتك على مستوى سنتين، فقط لعدم ذكر الحقائب القابلة لإعادة الاستخدام كانت في صندوق السيارة دائماً. في النهاية، كل ما نملك حقاً على هذا الكوكب هو الوقت، وأنا متأكد من أن لا أحد قال في أي وقت مضى عندما ينتهي إنه يرغب في الكنس في كثير من الأحيان. هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط
مشاركة :