14 عاما في القاهرة، منذ مولده في العام 1948 بشارع سليمان باشا (طلعت حرب حاليا) في وسط القاهرة، تركت بصماتها المصرية، على  المفكر الفرنسي آلان جريش، ابن هنري كورييل أحد قادة الحركة الشيوعية المصرية في الأربعينيات.. ويعد «جريش» من أبرز المتخصصين في أوروبا في الشئون العربية، ورئيس التحرير السابق لدورية «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية الرصينة المعنية بأحوال العالم والسياسة الدولية، وكان من قيادات الحزب الشيوعي الفرنسي لكنه أصبح ناقدا لسياساته، ويساريا مجددا.       منذ أن غادر مصر مع أسرته في  العام 1962 وعمره 14 سنة، لم يتنازل عن عشقه لمصر، والقضية الفلسطينية، والزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، متتبعا ومراقبا تطورات الأوضاع والانجازات في مصر، وحركة المقاومة الفلسطينية دفاعا عن الوطن المحتل.     عاد إلى مصر لأول مرة بعد عشر سنوات، في العام1972 وظل متجولا في شوارع القاهرة، ليل نهار، مسترجعا ذكريات الطفولة والصبا، وعلاقات عائلته مع الأسر المصرية، ثم توالت زياراته لمصر والمنطقة العربية .. ويؤكد أنه  لم يفقد يوما «شغفه»بالقضية الفلسطينية والمنطقة العربية، وفي أحد كتبه رسالة وجهها الي ابنته، يشرح فيها لماذا هذا الشغف ؟ ولماذا موقفه الي جانب الشعب الفلسطيني؟.. وقال: إنني مع الشعب الفلسطيني لأنني مع الحق والقانون الدولي و تقرير المصير والي جانب المضطهدين.       ويرى « آلان جريش»  أن القضية الفلسطينية كان لها دور في الثورات العربية الأخيرة «ثورات الربيع العربي»، لأن أحد شعارات هذه الثوارت هو الكرامة، كما كانت التعبئة في مصر وغيرها من الدول العربية ـ من أجل فلسطين وضد تخاذل الحكام العرب ـ سببا مهما في كل هذا الوعي السياسي.. والاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد ثورات الربيع العربي قائم لكن يعترضه ضعف أوضاع الدول العربية وغياب برنامج سياسي واضح.     وربما بحكم مولده  ومعايشته للمجتمع المصري 14 عاما، كمواطن في بلده،  شهد صراع جماعة الإخوان المسلمين مع السلطة، ومحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر، كان له أثر في متابعات «جريش» فيما بعد للتيارات الإسلامية، المتعددة الفكر والرؤية والمذهب .. وهو يرى أن الإسلاميين في مأزق صعب وبخاصة الإصلاحيين.فكيف تكون في الحكم وتأخذ قرارات يومية تمس حياة الناس في الاقتصاد و التعليم و الصحة و تقيم في الوقت نفسه علاقة مع الفكر الديني؟     ويستشهد المفكر الفرنسي، بتجربة إيران، وقد أصبح المجتمع هناك ـ بعد أكثر من ثلاثين سنة من حكم الخميني وخلفائه ـ الأكثر علمانية في العالم الإسلامي الآن،  بل إن الناس لم تعد تذهب الي المساجد بنفس الكثافة. ذلك لأن الحكم باسم الدين يؤثر سلبا علي التدين     ويجرى الإعلامي نبيل درويش، حوارا «حصريا» ومطولا مع المفكر الفرنسي، آلان جريش، وتبث قناة الغد الحوار، يوم الأحد، الساعة 22:05 مساءً بتوقيت القاهرة، الساعة 20:05 بتوقيت جرينتش. يعاد بثه يوم الإثنين، الساعة 12:05 بتوقيت القاهرة، الساعة 10:وتبث قناة الغد05 بتوقيت جرينتش.